![]() |
![]() |
![]() |
روائع شعريه |
روائع الكسرات |
![]() |
|
![]() |
||||||||
![]() |
|
![]() |
||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
![]() |
|
![]() |
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
عضو شرف
|
![]() ![]() تعتزم شركة ميشف النمساوية للإنتاج إنتاج فيلم وثائقي عن المستشرق النمساوي ليوبولد فايس (محمد أسد) بعنوان "رحلة الأسد"، وتم مؤخرا البدء في تنفيذ الفيلم ضمن سلسلة من الأفلام الوثائقية التي تبرز شخصيات نمساوية لها رصيد تاريخي كبير. وسيخصص في الفيلم الوثائقي جزء للحديث عن الإسلام عامة وعن المملكة العربية السعودية بشكل خاص، حيث عاش أسد فترة طويلة فيها، وذلك من خلال تصوير لقطات من الفيلم داخل السعودية، من خلال تتبع المناطق التي أقام أسد فيها خلال حياته المليئة بالتجارب. وولد محمد أسد في إقليم غاليسيا في بولندا في شهر يوليو، كان أبواه يهوديين، وكان اسمه ليوبولد فايس. بدأ يتدرب ليصبح كاهنا مثل جده، ثم اشتغل بعد تخرجه من الجامعة في فيينا بالصحافة. وسافر إلى القدس بدعوة من خاله، حيث تعرف على الحركة الصهيونية ورفضها، بدأت من هناك رحلة عشقه للإسلام وعالمه، وبدءاً باستكشافه كزائر، ثم كصحفي، وانتهت باعتناقه الإسلام في الجزيرة العربية عام 1926، ومن ثم انطلقت ملحمة تفاعل عقل من أبرز عقول القرن العشرين مع الإسلام، وقد سجل محمد أسد وقائع هذه الملحمة في كتابه "الطريق إلى مكة" (صدر عام 1953) الذي يعتبر كما يقول بعض النقاد من أروع الأعمال الأدبية والفكرية التي جاد بها القرن الماضي. مع السعودية أحب أسد جزيرة العرب وأهلها واعتبرها موطنه، كان من أتباع الملك عبد العزيز وبادله الود، وظل من أخلص خلصائه زماناً، واتصلت مودته بأولاده من بعده. وقد كتب أسد كثيرا عن الملك عبدالعزيز ولكن أشهر ماكتبه هو عن التأثير البالغ للملك عبدالعزيز في إسلامه ووصفه بأنه ملك عادل له رسالته اتبع أحكامه من الدين قوي عزيمة في سياسته التي بها أقام ملكا ووحد أمة بحسن كياسة وسياسة لا يكذب ولا يتلون ولا يتقلب". وكان محمد أسد قد أمضى بعد إسلامه خمس سنوات في المدينة المنورة والتقى بالعديد من الشعوب الإسلاميـة فـي مواسـم الحج. وكان أسد راصدا جيدا للحركات الدينية والسياسية في السعودية حيث يقول عن حركة الإخوان "الإخوان كثيراً ما كان يستحوذ عليهم شعور مغال فيه..إن كثيراً من مفاهيمهم كانت بدائية وأن حماستهم الدينية كثيراً ما قاربت الغلو". آراؤه ومواقفه السياسية تفاعل أسد مع كل قضايا الأمة، ورافق الشهيد عمر المختار وصحبه في جهاده ضد الإيطاليين. ثم انتقل بعد ذلك إلى الهند، حيث لقي العلامة محمد إقبال، وقد أقنعه إقبال ليبقى حتى يساعد في إذكاء نهضة الإسلام في الهند، ومشروع إقامة دولة باكستان. بعد الحرب وقيام دولة باكستان انتقل إلى هناك واكتسب جنسية الدولة الجديدة، ثم أصبح مدير قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية بها، فمندوبها الدائم في الأمم المتحدة في نيويورك وفي عام 1953، استقال من منصبه بعدما أعلن أنه اطمأن إلى أن الدولة الجديدة قامت على قدميها. رفض إسرائيل وحاربها، وظل حتى آخر أيامه يكتب ليثبت بمنطلق العقل أن المسلمين هم أولى الناس بالقدس ورعايتها وعمارة مساجدها ومقدساتها. وكان الخميني في نظره كسابقه في الحكم، شاه إيران وبقدر ما كانت انتقاداته لدولة إسرائيل كثيرة، بقدر ما كان احترامه كبيرا للثقافة والديانة اليهودية التي كانت لا تقل عالمية في نظره عن الإسلام إلا بقليل. وبعد بضع سنوات قضاها في سويسرا أقام محمد أسد في طنجة حيث واصل نشاط التأليف والنشر والتعبير عن مواقفه من الأحداث العالمية، لكنه ظل ينتظر التجديد المرتجى داخل العالم الإسلامي دون أن يراه. كان أسد يمضي مراسلاته الخاصة مع أفراد عائلته في بعض الأحيان باسم "بولدي" كما فيما مضى، وخلال بعض لقاءاته بابنه طلال في لندن كان يحب أن يروي له نكاتا بلهجة يهود شرق أوروبا. من اليهودية إلى الإسلام كانت الديانة الأصلية ليوبولد فايس (محمد أسد) وأبويه هي اليهودية وكان أسد شخصية متسائلة تبحث دائما عن الحقيقة، وكان يشعر بالأسى والدهشة لظاهرة الفجوة الكبيرة بين واقع المسلمين المتخلف وبين حقائق دينهم المشعة، وفي يوم راح يحاور بعض المسلمين منافحا عن الإسلام، ومحملا المسلمين تبعة تخلفهم عن الشهود الحضاري، لأنهم تخلفوا عن الإسلام ففاجأه أحد المسلمين الطيبين بهذا التعليق: " فأنت مسلم، ولكنك لا تدري!" فضحك فايس قائلاً:" لست مسلماً، ولكنني شاهدت في الإسلام من الجمال ما يجعلني أغضب عندما أرى أتباعه يضيعونه!" ولكن هذه الكلمة هزت أعماقه، ووضعته أمام نفسه التي يهرب منها، وظلت تلاحقه من بعد حتى أثبت القدر صدق قائلها، حين نطق (محمد أسد ) بالشهادتين. قام محمد أسد بعد إسلامه بأداء فريضة الحج، كما شارك في الجهاد مع عمر المختار، ثم سافر إلى باكستان فالتقى شاعر الإسلام محمد إقبال، ثم عمل رئيساً لمعهد الدراسات الإسلامية في لاهور حيث قام بتأليف الكتب التي رفعته إلى مصاف ألمع المفكرين الإسلاميين في العصر الحديث. مؤلفاته كان أول كتبه عن الإسلام بعنوان (الإسلام على مفترق الطرق) الذي نشر سنة 1934، ونال شعبية واسعة. ولا ريب أن أعظم ما ترك أسد من أثر هو تفسيره للقرآن الكريم وترجمته لمعاني القرآن الكريم وصحيح البخاري إلى اللغة الإنجليزية.. لكن كتابه الأوسع أثرا هو "الطريق إلى مكة". وكانت آخر المشاريع الكبرى لمحمد أسد هي ترجمة إنجليزية جديدة للقرآن قد حظيت في البداية بدعم الرابطة الإسلامية العالمية، لكنها سرعان ما قابلت انتقادات بسبب تفسيراتها الحرة، بعد ذلك نشرت في السعودية عام 1974. وفي عام 1964، شرع في أضخم مشروع في حياته، وهو مشروع ترجمة معاني القرآن الكريم، وأمضى سبعة عشر عاماً وهو يعد الترجمة، فكانت النتيجة صدور واحدة من أهم ترجمات معاني القرآن الكريم إلى الإنجليزية. وكان أسد ألف أيضاً "مبادئ الدولة في الإسلام" (1974) و"شريعتنا هذه" (1987) وهما يتناولان نظرية الحكم في الإسلام. من أقواله يقول محمد أسد في أحد كتبه "جاءني الإسلام متسللاً كالنور إلى قلبي المظلم، ولكن ليبقى فيه إلى الأبد والذي جذبني إلى الإسلام هو ذلك البناء العظيم المتكامل المتناسق الذي لا يمكن وصفه. فالإسلام بناء تام الصنعة، وكل أجزائه قد صيغت ليتم بعضها بعضاً..ولايزال الإسلام بالرغم من جميع العقبات التي خلفها تأخر المسلمين أعظم قوة ناهضة بالهمم عرفها البشر، لذلك تجمعت رغباتي حول مسألة بعثه من جديد". ويضيف "إن الإسلام يحمل الإنسان على توحيد جميع نواحي الحياة..إذ يهتم اهتماماً واحداً بالدنيا والآخرة، وبالنفس والجسد، وبالفرد والجميع، ويهدينا إلى أن نستفيد أحسن الاستفادة مما فينا من طاقات، إنه ليس سبيلاً من السبل، ولكنه السبيل الوحيد، وإن الرجل الذي جاء بهذه التعاليم ليس هادياً من الهداة ولكنه الهادي". إن الرجل الذي أرسل رحمة للعالمين، إذا أبينا عليه هداه فإن هذا لا يعني شيئاً أقل من أننا نأبى رحمة الله". ويقول في كتاب آخر "الإسلام ليس فلسفة ولكنه منهاج حياة..ومن بين سائر الأديان نرى الإسلام وحده، يعلن أن الكمال الفردي مكمن الحياة الدنيا، ولا يؤجل هذا الكمال إلى ما بعد إماتة الشهوات الجسدية، ومن بين سائر الأديان نجد الإسلام وحده يتيح للإنسان أن يتمتع بحياته إلى أقصى حد من غير أن يضيع اتجاهه الروحي دقيقة واحدة، فالإسلام لا يجعل احتقار الدنيا شرطاً للنجاة في الآخرة، وفي الإسلام لا يحق لك فحسب، بل يجب عليك أيضاً أن تفيد من حياتك إلى أقصى حدود الإفادة.. إن من واجب المسلم أن يستخرج من نفسه أحسن ما فيها كيما يشرف هذه الحياة التي أنعم الله عليه بها، وكيما يساعد إخوانه من بني آدم في جهودهم الروحية والاجتماعية والمادية، الإسلام يؤكد في إعلانه أن الإنسان يستطيع بلوغ الكمال في حياته الدنيا، وذلك بأن يستفيد استفادة تامة من وجوه الإمكان الدنيوي في حياته هو". ويصف محمد أسد إفاضته مع الحجيج من عرفات فيقول:"هانحن أولاء نمضي عجلين، مستسلمين لغبطة لا حد لها، والريح تعصف في أذني صيحة الفرح. لن تعود بعد غربياً، لن تعود، إخواني عن اليمين، وإخواني عن الشمال، ليس بينهم من أعرفه، وليس فيهم من غريب ! فنحن في التيار المصطخب جسد واحد، يسير إلى غاية واحدة، وفي قلوبنا جذوة من الإيمان الذي اتقد في قلوب أصحاب رسول الله..يعلم إخواني أنهم قصروا، ولكنهم لا يزالون على العهد،سينجزون الوعد". "لبيك اللهم لبيك" لم أعد أسمع شيئاً سوى صوت "لبيك" في عقلي،ودوي الدم وهديره في أذني.. وتقدمت أطوف، وأصبحت جزءاً من سبيل دائري! لقد أصبحت جزءاً من حركة في مدار! وتلاشت الدقائق.. وهدأ الزمن نفسه وكان هذا المكان محور العالم". ويسلط محمد أسد الضوء على سبيل النجاة من الواقع المتردي فيكتب"ليس لنا للنجاة من عار هذا الانحطاط الذي نحن فيه سوى مخرج واحد؛ علينا أن نشعر أنفسنا بهذا العار، بجعله نصب أعيننا ليل نهار !وأن نطعم مرارته.. ويجب علينا أن ننفض عن أنفسنا روح الاعتذار الذي هو اسم آخر للانهزام العقلي فينا، وبدلاً من أن نخضع الإسلام باستخدام للمقاييس العقلية الغربية،يجب أن ننظر إلى الإسلام على أنه المقياس الذي نحكم به على العالم..أما الخطوة الثانية فهي أن نعمل بسنة نبينا على وعي وعزيمة". وأخيراً يوصي محمد أسد بهذه الوصية في أحد كتبه "يجب على المسلم أن يعيش عالي الرأس، ويجب عليه أن يتحقق أنه متميز،وأن يكون عظيم الفخر لأنه كذلك،وأن يعلن هذا التميز بشجاعة بدلاً من أن يعتذر عنه". كان محمد أسد يعد الجزء الثاني من مذكراته ليحكي فيها طرفاً آخر من حياته العامرة، وكان العنوان الذي اختاره للكتاب هو: "عودة القلب إلى وطنه". إلا أن الأجل سبقه وتوفاه الله سنة 1992 ويدفن في المقبرة الإسلامية بغرناطة. المصدر الوطن |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |