مكانة الشعر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم

مكانة الشعرعند رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله واصحابه الطيبين أما بعد :
فاإن الشعر له سطوة على النفوس وسلطان على القلوب وله تأثير في تغيير الطباع واستنهاض الهمم الى المكارم والمعالي وأغراضه متعدده ولقد ادرك النبي صلى الله عليه وسلم هذه الحقيقة من جميع اغراض الشعر فكان للشعراء نصيب عنده في الإستماع اليهم واستسشهاده بشعرهم وكان يناقشهم صلى الله عليه وسلم ويدعوا لهم ويكافئهم وكان ذلك في مسجده
وله صلى الله عليه وسلم وقفات مع الشعر والشعراء مابين اعجاب واستظهار للمعاني والتمثل في بعضها وسؤاله عن بعض المعاني منها حينما انشد كعب بن زهير المزني قصيدته المشهورة(بانت سعاد) امام النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغ كعب وصف راحلته منشداً :
قنواءُ في حرتيها للبصير بها ........... عِتقٌ مُبينٌ وفي الخدينِ تسهيلُ
سأل النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه عن معنى (حرتاها) فمنهم من قال عيناها ومنهم من سكت فقال صلى الله عليه وسلم هما اذناها
ولما بلغ كعب مدح المهاجرين في هذا البيت قائلاً :
لايقع الطعن إلا في نحورِهمُ .......... ومالهم عن حياضِ الموتِ تهليلُ
نظر صلى الله عليه وسلم الى اصحابه وهو يؤمي برأسه ان اسمعوا هذا المدح وحينما بلغ به صلى الله عليه وسلم الإعجاب بقصيدة كعب عفا عنه وكان قد اهدر دمه بل أعطاه بردته صلى الله عليه وسلم
وكان صلى الله عليه وسلم يتمثل بعض الإشعار كما فعل ذلك صلى الله عليه وسلم مع الأعشى المازني حينما انشد قصيدته والتي منها عجز هذا البيت
( وهن شر غالب لمن غلب ) فجعل صلى الله عليه وسلم يردد هذه الكلمات
( وهن شر غالب لمن غلب )
وحينما انشد النابغة الجعدي قصيدته عند النبي صلى الله عليه وسلم
بلغنا السماء مجدُنا وجدودُنا ........ وانا لنرجوا فوق ذلك مظهرا
قال صلى الله عليه وسلم أين المظهر ياأبا ليلى قال ابو ليلى ( الجنة ) قال صلى الله عليه وسلم اجل ان شاء الله
وفي قصيدة اخرى حينما بلغ النابغة الجعدي هذين البيتين :
ولاخيرَ في حِلمِ اذا لم يكن له ........ بوادرُ تحمي صفوَهُ ان يُكدرا
ولاخيرَ في جهلٍ اذا لم يكن له ........ حليمٌ اذا ماأورَدَ الأمر أصْدرا
قال صلى الله عليه وسلم ( لايفضفض الله فاك ، لايفضفض الله فاك )
وكان صلى الله عليه وسلم يسأل اصحابه وجلاسه عن الشعر كما عن عمرو ابن الشريد عن ابيه يقول استنشدني رسول الله صلى الله عليه وسلم من شعر امية ابن الصلت فانشدته مائة قافية وبيت
وسئلت عائشة رضي الله عنها هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل شعراً فقالت رضي الله عنها : احياناً اذا دخل بيته يقول : ( ويأتيك بالأخبار من لم تزود ) وهو عجز بيت من معلقة طرفة ابن العبد
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : جالست رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة مرة وكان اصحابه يتناشدون الشعر ويتذاكرون اشياء من أمر الجاهلية وهو ساكت فربما يبتسم معهم صلى الله عليه وسلم
وهكذا كان شأن الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لايكاد يعرض له امر الا انشد فيه بيت وكان رضي الله عنه يعجب بشعر زهير ويفضله على غيره ولما سمع عمر رضي الله عنه قوله
فإن الحق مقطعه ثلاثٌ ............. يمينٌ أو نِفارٌ أو جلاءُ
قال عمر رضي الله عنه لو ادركته لوليته القضاء لمعرفته ماتثبت به الحقوق
وكان كثير من ائمة الاسلام القدامى والمعاصرين يجمعون بين العلم والشعر وبعضهم يستشهد به في خطبه ومحاضراته
فاالشعر يحمد اذا كان في شقه الحسن الذي يحث على مكارم الأخلاق وينهى عن مساوئ الاخلاق ، وهنا قال صلى الله عليه وسلم ( إن من الشعر لحكمة ) كما انه لايستحسن سماعه ولاقرضه بشقه السئ الذي قد يهيج الناس على بعضها ويسبب الشحناء والتناحر وهنا قال صلى الله عليه وسلم (إن أعظم الناس عند الله فريةٌ لرجلٌ هاجى رجلاً فهجا القبيلة بأسرِها )
ولايستحسن ايضاً التشبع منه الى حد الإمتلاء فذلك منهي عنه قال صلى الله عليه وسلم(لأن يمتلي جوف أحدِكم قيحاً حتى يَرِيَهُ خيرٌله من أن يمتلئ شعراً)
فالتوازن والضبط في قرض الشعر والتوسط في الأخذ منه مطلب شرعي كما هو شأن المسلم في شتى أمور الحياة
ومن الأفضل استخدام الشعر فيما ينفع الناس من نصح وارشاد وتوعية وتوجية ودعوة الى الله عز وجل فالباقيات الصالحات خيرٌ عند ربك ثواباً وخيرٌ أملاً
فنسأل الله ان نكون مباركين اينما كنا واسأل الله ان ينفعنا بما سمعنا وأن يجعلنا من ورثة جنة النعيم
هذا وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

الله يعطيك ألف عافيه أخوي الكريم

الله يعطيك ألف عافيه أخوي الكريم وجزاك الله خيراً

ابو فيصل جزاك الله خير
وكثر الله من امثالك وبيض الله وجهك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحيي جميع من تصفح أو شاهد أو قرأ موضوعي هذا
مع تمنياتي بالفائدة للجميع
اسأل الله ان نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وأخص بالشكر من تفضل بالتعليق على الموضوع وهم
سراب
محمد بن صالح بن حصين
سعد رجاء الحصني

جزاك الله خير يابو فيصل وسدد على طريق الخير خطاك

أنت مدرسة نستفيد منها الكثير

فلا تحرمنا مواضيعك ومشاركاتك النيره

للشعر مكانة كبيرة ومنزلة عظيمة ولا شك
وقد بين لنا الشارع الحكيم
(وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (*) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (*) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (*)إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ۗ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)
وما ذكرته عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على مكانة الشعر الكبيرة ،،
كذلك الخلفاء الراشدين ذكر عن عمر بن الخطاب أنه قال الشعر ديوووان العرب
وكان أحدهم يقول : يعجبني الرجل أن يقدم بين يدي حاجته أبياتا من الشعر
فللشعر مكانته الكبيرة ولازااال في القلوب والتأثير عليها إذا روعي فيه المعاني السامية والحث على الأخلاق الحميدة
والخصال الفاضلة
شيخنا الفاضل فهد السرداح
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
على هذا المووضوع الفريد من نوعه عن مكانة الشعر في عند النبي صلى الله عليه وسلم .

جزاك الله خير
وكثر الله من امثالك وبيض الله وجهك يافهد السرداح