الأحكام الملمة على الدروس المهمة لعامة الأمة
العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
الدرس الأول: الدروس المهمة لعامة الأمة
سورة الفاتحة وما أمكن من قصار السور من سورة الزلزلة إلى سورة الناس تلقينا وتصحيحا وتحفيظا وشرحا لما يجب فهمه .
ذكر العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله- ونفع به الإسلام والمسلمين وأعظم له الأجر والمثوبة في الدرس الأول من الدروس المهمة لعامة الأمة أنه ينبغي على كل مسلم- كل على حسب طاقته- أن يتعلم سورة الفاتحة وما أمكن من قصار السور لأن تعلم قراءة الفاتحة واجب على كل مسلم بعينه ؛ لأنه لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ؛ كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عن المصطفى صلى الله عليه وسلم . وعلى معلم الناس هذه السورة أن يتبع الخطوات التالية :
المرحلة الأولى : أن يلقنهم القراءة إن كانوا لا يعرفون القراءة ؛ وإن كانوا يعرفون القراءة فعليه أن ينتقل من هذه المرحلة إلى المرحلة الثانية وهي : تصحيح القراءة ، ثم بعد ذلك ينتقل إلى المرحلة الثالثة وهي : تحفيظهم هذه السور ، ويكون التحفيظ بطرق منها:
أن يقرأ المعلم الآيات بتأن وترتيل ويطلب من الحاضرين أن يرددوها معه حتى يحفظوها ، ثم بعد ذلك يشرح معنى الآيات شرحا واضحا حسب ما يفهم المخاطب ، ثم بعد ذلك يستنبط بعض الأحكام من الآيات التي قرأها . مثال ذلك من سورة الفاتحة يبين لهم أن قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والإمام أحمد . وكذلك يقول لهم: إن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها الإيمان بأسماء الله وصفاته ، وأنهم يثبتون ما أثبته الله لنفسه ، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ، وينفون ما نفاه الله عن نفسه ، أو نفاه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تشبيه ، ولا تمثيل ولا تكييف ، وكذلك يخبرهم أن العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة .
ومن الأحكام التي في سورة الفاتحة التي ينبغي للمعلم أن يبينها: أن العبادة إذا خالطها شرك فسدت وبطلت ، وكذلك يبين لهم أنه ينبغي على المسلم أن يتذكر يوم الدين ، وأن عدم نسيان ذلك اليوم العظيم يساعد الإنسان على فعل الطاعات ، واجتناب المحرمات .
وهكذا يفعل في باقي السور ، تلقينا وتصحيحا للقراءة وتحفيظا وشرحا. والله أعلم,