![]() |
![]() |
![]() |
روائع شعريه |
روائع الكسرات |
![]() |
|
![]() |
||||||||
![]() |
|
![]() |
||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
![]() |
|
![]() |
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
![]() النابلسي , ت والآن إلى قصة تابعي من التابعين الأجلاء تابعي اليوم طاووس بن كُيسان ، هذا التابعي قال عنه كتاب السيرة بخمسين نجماً من نجوم الهداية استضاءت ، فغمره الثناء ، وتدفق عليه النور ؛ نور في قلبه ، ونور في لسانه ، ونور يسعى بين يديه ، وعلى خمسين علماً من أعلام مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم تخرج هذا التابعي الجليل ، فإذا هو صورة لصحابة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه في رسوخ الإيمان ، وصدق اللهجة ، والتعالي على عرض الدنيا ، والتفاني في مرضاة الله ، والجهر بكلمة الحق مهما كان ثمن هذه الكلمة ، لقد علمته المدرسة المحمدية أن الدين النصيحة ، النصيحة لله ، وكتابه ، ورسوله ، وأئمة المسلمين وعامتهم . في غداة يوم بارد من أيام الشتاء دخل على والي اليمن طاووسٌ ومعه وهب بن منبِّه ، فلما أخذا مجلسيهما عنده ، طفق طاووس يعظه ، ويرغبه ، ويرَهِّبه ، والناس جلوس بين يديه ، فقال الوالي لأحد حجابه : يا غلام أحضر طيلساناً ـ الطيلسان كساء أخضر اللون غالي الثمن تلبسه الخاصة ، الطبقة العلية في المجتمع ـ وألقاه على كتفي أبي عبد الرحمن . فعمد الحاجب إلى طيلسان ثمين ، وألقاه على كتفي طاووس ، وظل طاووس متدفقاً في موعظته ، وجعل يحرك كتفيه في تؤدة حتى ألقى الطيلسان من على عاتقه ، وهب واقفاً وانصرف، وترك الطيلسان في المجلس . فغضب محمد غضباً ظهر في احمرار عينيه ، واحتقان وجهه ، غير أنه لم يقل شيئا ، فلما صار طاووسٌ وصاحبه خارج المجلس قال وهب لطاووس : ـ والله لقد كنا في غنىً عن إثارة غضبه علينا ، فماذا كان يضيرك لو أخذت الطيلسان منه ، ثم بعته ، ودفعت ثمنه للفقراء والمساكين ؟ خذه منه وبعه وادفع الثمن للفقراء والمساكين . ـ فقال طاووس : هو ما تقول ، لولا أنني خشيت أن يقول الناس من بعدي : نأخذ كما يأخذ طاووس ، ثم لا يصنعون فيما أخذوه ما تقول أنت ، هذا موقف من مواقفه الجريئة . ولما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة بعث إلى طاووس يقول : ـ أوصني يا أبا عبد الرحمن . فكتب إليه طاووس رسالة في سطر واحد ، قال فيها : ـ إذا أردت أن يكون عملك خيراً كله ، فاستعمل أهل الخير والسلام . فلما قرأ عمر الرسالة قال : كفى بها موعظة كفى بها موعظة . ولما آلت الخلافة إلى هشام بن عبد الملك ، كان لطاووس معه مواقف مأثورة ؛ من ذلك إلى أن هشاماً قدم البيت الحرام حاجاً فلما صار الحرم قال لخاصَّته من أهل مكة : ـ التمسوا لنا رجلاً من صحابة رسول الله . ـ فقالوا له : إن الصحابة يا أمير المؤمنين قد تلاحقوا بربهم لم يبق منهم أحد ، واحداً إثر آخر. ـ فقال : إذاً فمن التابعين . فأوتي بطاووس بن كيسان ، فلما دخل عليه خلع نعليه بحاشية بساطه ، وسلم عليه من غير أن يدعوه بأمير المؤمنين ، وخاطبه باسمه دون أن يكنيه ، وجلس قبل أن يأذن له بالجلوس . كم مخالفة ؟ أولاً دخل عليه ، وخلع نعليه بحاشية بساطه ، وسلم عليه من غير أن يدعوه بأمير المؤمنين ، وخاطبه باسمه دون أن يكنِّيه ، وجلس قبل أن يأذن له بالجلوس ، فاستشاط هشام غضباً حتى بدا الغيظ في عينيه ، ذلك أنه رأى في تصرفاته اجتراءً عليه ، ونيلاً من هيبته أمام جلسائه ورجال حاشيته ، بيد أنه ما لبث أن تذكر أنه في حرم الله عز وجل ، فرجع إلى نفسه وقال لطاووس : ـ ما حملك يا طاووس على ما صنعت ؟ ـ فقال : وما الذي صنعته ؟ ماذا فعلت ؟ ـ فعاد إلى الخليفة غضبه وغيظه وقال له : خلعت نعليك بحاشية بساطي ، وكان ينبغي أن تخلعهما خارج المكان ، ولم تسلم عليّ بإمرة المؤمنين ، وسميتني باسمي ولم تكنني ، ثم جلست من غير إذني !! ـ فقال طاووس بهدوء : أما خلع نعلي بحاشية بساطك فأنا أخلعهما بين يدي ربِّ العزة كل يوم خمس مرات ، فلا يعاتبني ، ولا يغضب علي ، وأما قولك : إني لم أسلم عليك بإمرة المؤمنين فلأن جميع المؤمنين ليس راضين بإمرتك ، وقد خشيت أن أكون كاذباً إن دعوتك بإمرة المؤمنين ، وأما ما أخذته عليَّ من أني ناديتك باسمك ولم أكنك ، فإن الله عز وجل نادى أنبيائه بأسمائهم ، فقال : يا داود ، ويا يحيى ، ويا عيسى ، وكنى أعداءه فقال : تبت يدا أبي لهب وتب ، وأما قولك : إني جلست قبل أن تأذن لي ، فإني سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول : (إذا أردت أن تنظر إلى رجل من أهل النار ، فانظر إلى رجل جالس وحوله قوم قيام بين يديه ) ، فكرهت أن تكون ذلك الرجل الذي عُدَّ من أهل النار. قال : فأطرق إلى الأرض خجلاً . وقد روى عطاء بن رباح قال : رآني طاووس في موقف لم يرتح له ، فقال : يا عطاء إياك أن ترفع حوائجك إلى من أغلق في وجهك بابه ، وأقام دونك حُجَّابه ، وإنما اطلبها ممن أشرع لك أبوابه ، وطالبك بأن تدعوه ، ووعدك بالإجابة ، أي الله عز وجل .. لا تســألن بني آدم حاجة وسل الذي أبوابه لا تُحجب الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يسأل يغضب * * * كان يقول لابنه : يا بني صاحب العقلاء تنسب إليهم ، وإن لم تكن منهم ، ولا تصاحب الجهال فإنك إن صحبتهم نسبت إليهم ، وإن لم تكن منهم . لذلك الفقهاء ذكروا حالات كثيرة تجرح العدالة منها : صحبة الأراذل ، إذا إنسان صفيه ، أو له سمعة منحطة ، أو منحرف الأخلاق ، يكفي أن تمشي معه فإن هذا يجرح عدالتك ، يجرحها ، وترفض شهادتك إذا سرت معه ، فالذي يصحب الأراذل ، والذي يتحدث عن النساء ، والذي يتنزه في الطرقات ، والذي يعلو صوته في البيت حتى يسمعه من في الطريق ، والذي يطفف بتمرة ، والذي يأكل لقمةً من حرام ، والذي يطلق لفرسه العنان ـ المسرع في المركبة ـ والذي يقود برذوناً ، والذي يمشي حافياً ، والذي يبول في الطريق ، والذي يأكل في الطريق ، والذي يلعب النرد ، هذه الأعمال كلها تجرح عدالتك ، وترفض شهادتك. ولا تصاحب الجهال ، فإنك إن صحبتهم نسبت إليهم ، وإن لم تكن منهم . وقد امتدت الحياة بطاووس حتى بلغ المئة ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : ((خيركم من طال |
|
![]() |
![]() |
#2 |
![]() النابلسي عمره وحسن عمله )) . ( من الجامع لأحكام القرآن ) أو جاوزه ، غير أن الكبر والشيخوخة لم ينالا شيئاً من صفاء ذهنه ، وحدة خاطره ، وسرعة بديهته ، بالمئة وهو حاد التفكير ، حاد الخاطر ، سريع البديهة . حدث عبد الله الشامي قال : أتيت طاووس في بيته لآخذ عنه ، وأنا لا أعرفه ، فلما طرقت الباب ، خرج لي شيخ كبير فحييته وقلت : ـ أأنت طاووس بن كيسان ؟ ـ قال : لا أنا ابنه . ـ فقلت : إن كنت ابنه فلا آمن أن يكون الشيخ قد هرم وخرف ، وإني قصدته من أماكن بعيدة لأفيد من علمه . ـ فقال : ويحك ، إن حملة كتاب الله لا يخرفون ، ادخل عليه . ـ فدخلت ، وسلمت ، وقلت : لقد أتيتك طالباً علمك راغباً في نصحك . ـ فقال : سل وأوجز . ـ فقلت : سأوجز ما وسعني الإيجاز إن شاء الله . ـ فقال : أتريد أن أجمع لك صفوة ما في التوراة والزبور والإنجيل والقرآن ؟ ـ فقلت : نعم . ـ قال : خف الله تعالى خوفاً حيث لا يكون شيء أخوف لك منه ، وارجه رجاءً أشد من خوفك إياه ، وأحب للناس ما تحب لنفسك . وفي ليلة العاشر من ذي الحجة سنة ستٍ ومئة أفاض الشيخ المعمَّر طاووس مع الحجيج من عرفات إلى المزدلفة للمرة أربعين ، فلما حط رحاله في رحابها الطاهرة ، وأدى المغرب مع العشاء ، وأسلم جنبيه إلى الأرض يلتمس شيئاً من الراحة أتاه اليقين .. ( سورة الحجر ) أي الموت ، فلقيه بعيداً عن الأهل والوطن تقرباً إلى الله ، ملبياً ، محرماً ، رجاءً لثواب الله، خارجاً من ذنوبه كما ولدته أمه بفضل الله ، فلما طلع عليه الصبح ، وأرادوا دفنه لم يتمكنوا من إخراج جنازته لكثرة ما ازدحم عليها من الناس ، فوجه إليهم أمير مكة حرساً ليزودوا الناس عن الجنازة ، حتى يتاح لهم دفنها ، وقد صلى عليه خلق كثير لا يحصى عددهم ، وكان في جملة المصلين خليفة المسلمين هشام بن عبد الملك ، هذا طاووس بن كيسان ، من التابعين الأجلاء كان مثلاً للعلم ، والورع والإخلاص والجرأة والزهد . * * * * * أخ كريم طلب إلي أن أتكلم كلمة عن مناسبة النصف من شعبان التي نحن على مشارفها . أولاً في هذه الليلة حولت القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة .. ( سورة البقرة ) إذاً هذه الليلة فيها تم تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام ، أما ما يظنه بعض الناس أن الآية التي تقول : ( سورة الدخان ) هذه الآية متعلقةٌ بليلة القدر ، وليس بليلة النصف من شعبان ، وقد ورد في صحيح البخاري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم أكثر شعبان ، قالت عائشة : ((ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان ، وما رأيته في شهر أكثر منه صياماً في شعبان )) ، هذا الذي ورد في صحيح البخاري . وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قلت : يا رسول الله لمَ أراك تصوم في هذا الشهر ما لم تصمه في شهور أخرى ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : ((ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، وهو شهرٌ ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)). ( رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة ) أما قيام ليلة النصف من شعبان ، وأما صوم يوم النصف من شعبان فلم يرد به دليلٌ صحيح ، ورد به حديث ضعيف ، ضعفه علماء الحديث، أما الذي ورد في كتب الصحاح هذا الذي قرأته عليكم ليس غير ، ما ورد حول ليلة النصف من شعبان بالذات ، وعن قيامها ، وعن صيام يوم النصف من شعبان ، الذي ورد لا يرقى إلى مستوى الصحة يبقى في الأحاديث الضعيفة ، على كل من أراد أن يصوم فهو صوم نفل ، وشعبان كله كان النبي عليه الصلاة والسلام يصوم أكثر أيامه إلا إذا فعلت نافلة أدت إلى ترك واجب . عندنا قاعدة أصولية : لا ينبغي أن تكون النافلة ذريعة إلى ترك واجب ، فهناك أشخاص لهم أعمال شاقة مثلاً ، عليهم تبعات كبيرة ، أعمالهم ضرورية ، فإذا كان الصوم متاحاً لهم فهو صوم نفل الله سبحانه وتعالى يثيب عليه ، أما إذا أدى صوم النفل إلى ترك واجب فالأولى القيام بالواجب ، وليس أكثر من هذا الذي ذكرته لكم في موضوع النصف من شعبان . النبي عليه الصلاة والسلام كان يصوم أكثر هذا الشهر ، لأنه يقول في هذا الشهر : ((يرفع العمل إلى الله عز وجل وأنا أحب أن يرفع عملي وأنا صائم )) . وفي هذا اليوم في اليوم النصف من شعبان حولت القبلة من المسجد الأقصى إلى البيت الحرام ، ومن زار المدينة المنورة من برنامج زيارته مسجد القبلتين ، ففيه تحوَّل الصحابة في أثناء الصلاة من قبلة إلى قبلة . والحمد لله رب العالمين |
|
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |