وقال له : ما تقول يا غلام ؟
فقال فيروز : أيها القاضي قد تسلمت هذا البستان وسلمته إليه أحسن مما كان ..
فقال القاضي : هل سلم إليك البستان كما كان؟
قال : نعم ولكن أريد منه السبب لرده ..
قال القاضي : ما قولك ؟
قال : والله يا مولاي ما رددت البستان كراهة فيه وإنما جئت يوماً من الأيام فوجدت فيه أثر الأسد فخفت أن يغتالني .. فحرمت دخول البستان إكراما للأسد ..
وكان الملك متكئا فاستوى جالسا
فقال : يا فيروز إرجع إلى بستانك آمناً مطمئنا فوالله إن الأسد دخل البستان ولم يؤثر فيه أثراً ولا إلتمس منه ورقا ولا ثمرا ولا شيئاً ولم يلبث فيه غير لحظة يسيرة وخرج من غير بأس .. ووالله ما رأيت مثل بستانك ولا أشد إحترازا من حيطانه على شجره ..
قال : فرجع فيروز إلى داره ورد زوجته ، ولم يعلم القاضي ولا غيره بشيء من ذلك !!!