[TABLE1="width:95%;background-color:white;border:2px solid black;"]

قال ابن القيم رحمه اله مبيناً بعض الحكم من الاعتكاف ما نصه
( لما كان صلاح القلب واستقامته على طريق سيره إلى الله تعالى ، متوقفاً على جمعيته
على الله ، ولم شعثه بإقباله بالكلية على الله تعالى ؛ فإن شعث القلب لا يلمه إلا الإقبال
على الله تعالى ، وكان فضول الطعام والشراب ، وفضول مخالطة الأنام ، وفضول الكلام ،
وفضول المنام ؛ مما يزيده شعثاً ويشتته في كل واد ، ويقطعه عن سيره إلى الله تعالى
أو يضعفه ، اقتضت رحمة العزيز الرحيم بعباده أن شرع لهم من الصوم ما يذهب فضول الطعام
والشراب و يستفرغ من القلب أخلاط الشهوات المعوقة عن سيره إلى الله ، وشرع لهم
الاعتكاف الذي مقصودة وروحه عكوف القلب على الله تعالى ، والخلوة به ،
والانقطاع عن الاشتغال بالخلق ، والاشتغال به وحده ، بحيث يصير ذكره وحبه والإقبال عليه
في محل هموم القلب وخطرا ته فيستولي عليه بدلها ... ) .
.. | [/TABLE1]