كبرياء رجل . . . !
حينما تشاهده لأول وهلة تظنه متكبرا ، وحينما تناديه صباحا قائلا : صباح الخير ، يزداد ظنك به ، عيناه متطلعتان للأفق دائما ، وثغره لاتكاد تزوره الابتسامة إلا في المواسم . قلمه لايفارق جيبه الأعلى ونظارته تتكئ بلطف على أطراف انفه .
أناقته الدائمة تلفت الأنظار ، رغم أن من يمعن النظر فيه – جيدا – يجد انه يلبس الهندام ذاته كل يوم .
ذلك هو صديقي الذي كنت في - يوم من الأيام - اكرهه كرها شديدا والآن أصبح حبه يشغل جزءا كبيرا من قلبي . أدركت أني حينما أكون معه تزداد ثقتي بنفسي ويزداد حضوري في كل شي ، انه الرجل الذي يعطي لنفسه الحق في كل شي – بالتأكيد – كل ماهو منطقي ومعقول ، أسميته رجل الكبرياء رغم أني أكاد اجزم انه هو من أطلق على الكبرياء هذا الاسم .
تراه مشغولا في كل الاوقات فتارة تراه عابدا لايفارق المسجد وأخرى يحلق في الآفاق مع كتاب جديد ومرة يشدني أسلوبه الرائع مع أطفاله .
أحس وأنا معه أنني مازلت تلميذا في السابعة من عمري رغم انه يخاطبني بعقلية عالم فذ إلا أنني وفي معظم الأحيان أجد مايقوله شيئا جديدا علي .
كثيرا ماتمنيت أن انعم بصداقة رجل مثله واحسب انه قد تحقق لي مااريد ..
انه بالفعل الصديق الذي أريد . . .