بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

اليوم نلتقي مع عادة من عادة قبيلة حرب فالحجاز وتقاليدها وهي[الراية ] وتعتبر التقاليد وعادات الشعوب
دليل على التاريخ العريق والاصول الراسخة وشعوب بلا عادات ولاتقاليد شعبية تعتبر بلا تاريخ
من العادات التي كانت منتشرةومازالت هي الراية وهي منتشرة في الحجاز عامة و مازال البعض من الأهالي حريصا عليها و هي عادة إعداد الراية

أولا هذه هي الراية بكامل زينتها (تقريبا) و من ثم سنتحدث عنها




الراية : هى عبارة عن ثلاثة قطع قماش او قطعتين احدهما احمر اللون تخاظ بطريقة معينة وتنشر على جردتين توضع على شكل صليب ويعلق عليها صيغة من الفضة تسمى اللبة والحدايد والهلال ومن الطراز القديم للحلي

لمن تنصب الراية ؟
تنصب الراية لشخصين وهما :
1- الشاب المتزوج ولا تنصب لمن سبق له الزواج .
2- الطفل عند ختانه (طهاره) وهذا نادرا .

ووقت نصبها عصرا ويتباركون بيوم الخميس ، ولا شيء في ذالك لن الخميس والاثنين من الايام اللاتي كان يحب السفر فيه الرسول ولاتلزم الاثنين او الخميس بنسبة لسفر الرسول لأعمال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم"" ولعل هذا ماجعل انه يفضلون رفع الراية في يوم الخميس

ترتيب(تركيب) الراية .

ترتب الراية من قبل امراة لها علاقة سببية بالمتزوج وليس نسبية مثل دايتة وهى القابلة التي حضرت ولادته وقطعت سره او مرضعته ، والملفت للنظر ولاحظته ان مرتبة الراية توكل او تستعين بارملة او امرأة محتاجة على ترتيب الراية حتى تستفيد مما يرمى على الراية من نقود وهدايا وهذة لفته انسانية ايمانية رائعة .وتكافل اجتماعي رائع

بعد الانتهاء من ترتييب الراية اول من يرفع الراية امه او اخته الكبيرة ويبدا النساء بالزغازيد واللعب عليها ورمي النقود على مرتبتها ثم تسلم للرجال الذين يرفعونها على سارية او جدار باتجاه القبلة ويبدأ شخص وعادة من كبار السن بالتبيشان عليها وهى كلمات مقفاه تنشد باصوات عالية وهى كما يلي :

ياساعتنا يا ساعة الرحمن ****** عسى ساعتنا فابرك الساعات
ليا جا للفتى عشرين عام ****** ما ينطح صدور المجهمات
ما ينفقد لو قيل غاب ****** ما ينبكي لو قيل مات

ويضيف بعدها اذا كانت الراية للطهار (الختان) = تبيشري ياام الغليم بسلامته .

ويصاحب التبيشان رمي حلوى واحيانا اقراص جمر مدهونة بالسمن وترمى الحلوى او القرصان على ارض مفروشة بفرش السعف ويتولى مهمة الرمي النساء من وراء الرواق او الجدار .

ثم يبدأ اللعب على الراية من قبل الرجال وهذة اغلب الاناشيد التي يرددونها عادة .

رايةٍ جيت ابارك لمن رزها **** واطلب الله يخلي لها عزها
رايةٍ لبسوها بريش النعام ***** جعلها راية العز في كل عام

ثم القصيدة التقليدية :
اول الفال نبدأ بذكر النبي **** والنبي زان ذكره وطرياك له
ما حلى حج ليلة في بيت النبي **** غافر الذنب والنار ما تاكله
ما حلى جرة الكبش فوق الصحن **** يوم تاتي كرام اللحا تاكله
ما حلى سدت الدين قبل الطلب **** لا تعنى عميلك ولا جاك له
ماحلى رميت الصيد سد الغبى **** غافلٍ ما درى كيف مرماك له
ماحلى نومة الغر فالجودري ***** تالي الليل مديت يمناك له
يا الحريبي عرفنا لطرح الكلام ***** خطر الرمح مرسالنا جاك له

وللعلم يقال ان هذة القصيدة لامرأة انشدتها في قصة تحدى بينها وبين رجل .
تفاصيل العادات المرتبطة بالراية من كتابة الأخ براك أبو طاهر

و نستمر مع بعض الصور لتركيب الراية









نعود لمواصلة الحديث و استقبال أسئلتكم حول هذه العادة الجميلة و التي لا زالت مستمرة حيث ينذرن بعض الأمهات أن يقمن الراية عند زواج الولد ، و بعض الأمهات ينذرون أن تكون الراية بوجهين ، بمعنى أن يتم تزيينها بالفضة من الجهتين

و لا ننسى أن نقول بأنه تترك هذه الراية بعد اقامتها لمدة ثلاث أيام (مواجهة للقبلة ) و من ثم يتم الاجتماع مرة أخرى مع ضرب الدفوف و إقامة مراسم فك الراية
ياساعتنا يا ساعة الرحمن ****** عسى ساعتنا فابرك الساعات
ليا جا للفتى عشرين عام ****** ما ينطح صدور المجهمات
ما ينفقد لو قيل غاب ****** ما ينبكي لو قيل مات
سن العشرين هو السن المثالي عند القدماء و الانسب الزواج والفتى لا تؤاخذة القبيلة بجرائرة الا بعد بلوغ العشرين فاذا بلغ العشرين مطلوب منه الفرقية والرفدية والاحتزام بالبندقية . وكل ما يقترفه من مخالفات بحق القبيلة يعامل معاملة من بلغ الاربعين.
اتضح الان ان من بلغ العشرين ولا يستطيع مواجهة الصعاب فانه يعتبر لاشئ وموته وحياته واحدة .
وفيها يرمزون الى ان هذا العريس لولم يكون مؤهلا لمواجة الصعاب لما اقاموا له الفرح والاحتفال
وفي حالة الختان يرمزون الى ان لو قدر لهذا الطفل ان يموت بسبب الطهار ربما يبلغ العشرين ولا يواجه مصاعب الحياة فيكون موته طفلا افضل .


منقول مع بعض التعديل والاضافةوالتصرف..