الأخ منصور المعمري
رغم يقيني الذي يشابه يقينك بأن الكتابة عن شاعر بحجم عبدالله بن زويبن من الصعوبة بمكان ألا أنه كان لزاما أن يكون هناك كتابة ولو مبدئية عن شاعر بحجم عبدالله بن زويبن أو توثيق لبعض مراحل هذه التجربة الفريدة والثرية علها تضع أولى الخطوات لتوثيق تام لهذه المدرسة المتفردة .
عبدالله بن زويبن حالة خاصة شعريا فاأستطيع أن أزعم بانه الشاعر الوحيد الذي أتفقت حوله كل الأذواق بدأ من التقليديين والحداثيين ومابينهم من أساتذة المزج بين هذا وذاك وبدأ من الأطفال والشباب والشيوخ فهو يمثل الكل ويثير بالنفس الدهشة التي برأيي أنها أحد أهم مقومات الشعر الحقيقي .
قصيدة عبدالله بن زويبن برأيي أنها تتميز بعدة خصال منها :
ـقوة السبك فلم أجد قوة سبك أقوى مما يكتبه هذا الشاعر.
ـ قوة ترابط الأبيات .
ـ سلاسة التنقل بين أبيات القصيدة .
الصور والتراكيب المستحدثة والمستوحاة بنفس الوقت من التراث .
ـ القدرة على الأتيان بما يصعب على غيره الأتيان به ( نقيض الفوارغ بندقي مايزهبها ) .
ـ أبتعاده عن التكرار والصور المعروفه ومن ذلك قوله ( وانا الهواجيس تسرحبي وتمسيبي ) روغم أن البعض يظن هذا الشطر عاديا ولكن دعني أسأل من يظن ذلك قبل أن يكمل الشاعر هذا الشطر فماذا ستظن النهايه ستكون أحدى أثنتين ( تسرح بي وتضويبي ) أو ( تقبلبي وتقفيبي) ولكنه أتي بشيء مغاير وهذا تميز لعبدالله بن زويبن .
ـ الصورة المتكامله وهذه من ميزات الشاعر المتفرد فالكثير يستطيع أن يأتي بصورة جيدة ولكن يصعب على الكثير الأتيان بالصورة البانورامية المتكاملة فتجدها عند عبدالله قد أمتدت هذه الصورة بتفاصيل كثيرة ومتعدده مثل ( جابه لها وقت الحرج رب جبريل = بنت الرجال اللي كبير بختها ) ومايليها فهي صورة متكاملة تكاد تكون قصة .
ـ أيضا الأدهاش في الصورة ودقة الملاحظة ( مدملج ممسوح خده تقل لوح = مثل الزجاج تموج عنه الرياحي )
ـ عدم وجود أو ندرة وجود ( ضرورة القافية ) فقلما تجد عند عبدالله بن زويبن كلمة وضعت فقط للقافية فكل كلمة تعني ماكتبت لأجله ونزعها يشوه المعنى والصوره .
هذا بعض من ميزات قصائد هذا الشاعر العلم وأعلم علم اليقين بأن محاولة حصر ميزات مثل عبدالله بن زويبن تجعل الشخص بدائرة الضعف وعدم القدرة لثراء هذه التجربة وتنوع الزوايا التي قد ينظر منها الناقد .
شكرا منصور وعبدالله يستحق أكثر من هذا .