القصيدة التالية من أحدث قصائد الشاعر سالم بن مهاوش المخلفي . حصلتُ عليها منه مناولة بخط يـده مساء يوم 6/9/1428هـ . فيها الكثير من الحكمة ، والعبارات الصائبـة ، والمعاني الجزلـة ، عدد أبياتها (29) بيتـاً . ولا بـد أن الشاعر مـرّ بموقف غير عادي جعله ينشي هذه القصيدة ، بهذا الأسلوب الحاد .. وكما يقولون : ( المعنـى ببطن الشاعر ..!)
إنشد مجرب وخذ رأيه ولا تنشـد طبيـب=اللـي زمانـه بنيـران التجـارب كـواه
خذها نصيحة صدوق لكـل قلـب ٍ لبيـب=نتيجة الواقع اللـي شـاف واللـي لقـاه
لا تحتزم بالردي ، ولا تحطـه صحيـب=لأنه ردي والردي غير الـردى وش وراه
العفن مهما تطيـب بلحيتـه مـا يطيـب=إذا طبت بالعفن جازاك بـردى مـن رداه
جمالة ٍ فيـه تقـل تطشهـا فـي قليـب=لا كاسب ٍ منه خير ولا أنت كاسب رضاه
وترى الردى من ردي الساس ماهو غريب=هاذي هي القاعـده والعفـن هـذا مـداه
بعد جميلك بوجهـه ينقلـب لـك طليـب=وهذا ثوابك على طيبـك ، وهـذا جـزاه
ما يفهم اللي يقولـون الرجاجيـل عيـب=وجهه لحم مير كنك ناحتـه مـن صفـاه
دايم وهو لاوين زقمـه ووجهـه كئيـب=تقول مضروب مـن بيـن العيـون بقنـاه
لو تمدحه ضاق به ثوبـه ردي النصيـب=لو قلت يا زين وجهك ضيـق الله فضـاه
إذا بغى منك مطلب جاك يهـذب هذيـب=وإذا بغيته عطـاك بغيـر وجهـك قفـاه
وترى الردي عادته من كل شـر ٍ قريـب=ما ينتهي عن رفيقـه ليـن يبحـث خفـاه
وإذا تكلـم كلامـه حـادر ٍ لـه شعيـب=ودك تسكر فمـه قبـل الكـلام بحصـاه
الله ياجعلـه بشلفـاً مثـل شلفـا شبيـب=أو طلقة ٍ مـادرى جتلـه مـن أي إتجـاه
إذا شفت الأشكال ذي أضرب عليها صليب=لا تلتفت في وجيهـن مـا وراهـا غنـاه
عليك بالنشمي اللـي يجتلـد تقـل ذيـب=لو حدته عن هوى نفسه ظـروف الحيـاه
اللي يسرك وجـوده بالنهـار الصعيـب=إذا نزل مستـوى الهابـي طلـع مستـواه
إذا قلت : تكفى وقف باللازمه ما يهيـب=لأنه وفي ما يعرف إلاّ الوفاء مـن وفـاه
تخـب فيـه المشاعـر للعلالـي خبيـب=ما فيـه سلِّـم يـؤدي للعـلا مـا رقـاه
المرجلـه مهـرة ٍ تحتـه تشـع السبيـب=والطيب مركب غرامه والمراجـل هـواه
صارت له المرجله مثل الذلـول الأديـب=اللـي توجـه براكبهـا بأشـارة عصـاه
طلق المحيـا إذا قابلـك وجهـن حبيـب=وإذا توجهت بـه حصّلـت جـاه وجـاه
قباله أحلى ، وألذ مـن العسـل بالحليـب=زود ٍ زِيـن خلـقـه زيَّــن الله نـبـاه
واسع بنايد معك ما هو قرِّيـب حضيـب=ما يضيق لين المحيط يضيق بالسفـن مـاه
يضحك إحجاجه إذا شافك وصدره رحيب=ما هو ضعيف ٍ إذا قابلـك وجهـه لـواه
من ظن فيه الظنون الطيبـه مـا يخيـب=اللي هقابه يبـي يلقـى ورى مـا هقـاه
هذا هو اللي يثيبك ، والـردي مـا يثيـب=يا مبعد الفـرق ! مابيـن الثنيـن إشتبـاه
عندي مثل حاضر ٍ بالذاكـره مـا يغيـب=قال المثل كل إناء ٍ ينضح حسب ماحتـواه
وجه السعد لا تساوونـه بطافـي لهيـب=بالله يا ناس أخير النـوم وإلاّ الصـلاه !!
تمت القصيدة ، والصلاة أخير من النــوم ..!!