(1)
بربك أيها الكهل ما الذي تنتظره في هذه الحياة حتى أجد لك من المبررات التي تجعلك تتشبث بهذه الحياة البائسة المملة والتي حاصرتك الوحدة القاتلة بين أرجائها .
أعلم انك ما زلت في بداية الثلاثينيات من العمر , ولكن هل تعلم أن قلبك قلب كهل خرف , قد أضاع جميع الطرق التي حفظ مسالكها , وأضاع تلك الوجوه التي لامس ملامحها , حتى نفسه قد أضاعها , مثلك أيها الكهل الثلاثيني , كما تبدو الآن أمامي , لاتستطيع أن تصف لنا تلك الطرق التي سرت بها وأيضا تلك الطرق التي سوف تسير إليها , أتعلم لماذا ؟؟ لأنك كهل أحمق , تسير وتسير , دون أن تعرف سبب اختيارك لهذا الطريق , وبعد أن تتعب , تبدأ العزف على نغمة الملل والضجر , تفكر بعقلك الصغير , فلا تجد السبب , ثم تعود أدراجك من حيث أتيت , وقد أفلست من كل شئ , تعود للبحث عن طريقٍ آخر , ودون هدف , وكأنك أردت أن تعذب ذلك الجسد النحيل , بعد أن استطعت أن تمزق قلبك إلى أشلاء
يـــــــتـــــبــــــع بإذن الله تعالى