عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-10, 10:02 PM   #2
عضو نشط
 
الصورة الرمزية ياسمين السحيمي

 











 

ياسمين السحيمي غير متواجد حالياً

ياسمين السحيمي is on a distinguished roadياسمين السحيمي is on a distinguished roadياسمين السحيمي is on a distinguished roadياسمين السحيمي is on a distinguished roadياسمين السحيمي is on a distinguished roadياسمين السحيمي is on a distinguished roadياسمين السحيمي is on a distinguished roadياسمين السحيمي is on a distinguished roadياسمين السحيمي is on a distinguished roadياسمين السحيمي is on a distinguished roadياسمين السحيمي is on a distinguished road

افتراضي



النادل العجوز



في صباح جميل لايشبه أي صباح قادتني قدماي عنوه لتلك القرية وبالاخص ذالك الحي القديم الذي ربيت بين ازقته فـأستقبلتني رائحة أرضه التي تشبه

رائحة المطر جبت بين شوارعه وازقته لم يتغير به شيء
كل شيء كان كما هو وكأنني لم اغب عنه يوم واحد مبانيه القديمة كما هي بما فيها المنزل الذي كنا نسكن انا وعائلتي الصغيره قبل خمسة عشر عاما بنوافده العتيقه المطلة على الشارع المقابل

بائع الفول بعربته المتحركه هو أيضا لا يزال قابعا بتلك الزاوية النادل العجوز صاحب القهوه التي في اول الشارع

لايزال كما هو لم يغير عادته في الاصرار على الاستماع لفيروز التي كنت أسترق الاستماع لها عندما تبعثني أمي لبائع الخبز كل صباح ملامحه هي ايضا لم تتغير سواء ان شعره قد اكتسب اللون الرمادي } اعشق هدا اللون {

رائحة القهوة التي تعج بارجاء الحي قادتني نحو ( قهوة العم خليل ) دفعت الباب ودخلت إليها أخدت اقلب نظراتي

بزواياها أتأملها فكل زاوية لي بها حكاية سحبت احدى الكراسي القريبة مني ورميت بجسدي المنهك الذي حن لطفولته عليه القيت بحقيبتي على الطاولة التي امامي كما نزعت نظارتي عن اعيني والقيت بها هي الاخرى

برغم كثرة المقاهي في ذالك الحي الا ان قهوة العم خليل لها شعبية واسعه رائحة القهوة اخرقت انفاسي طلبت واحده

ثم اخرى وتلتها أخرى حى يكاد يفرغ المحل من البن ولا ازال احتاج المزيد

قطع علي شريط طفولتي الذي اراه ينعد في مخيلتي صوت العم خليل وهو يقول بصوته(الدافيء )

كفاك قهوه ياابنتي صحتك حتروح!!!!

رفعت رأسي نحوه وقلت: ليس بعد ياعم خليل سحب احدى الكراسي الذي أمامي وجلس وقال لم اراك من قبل في هدا الحي هل سكنتي جديد ؟؟( له الحق في ان ينساني خسة عشر سنة كفيله بان تنسيه تلك الطفلة التي كانت تصر على اللهو بدميتها امام باب قهوته )

هززت رأسي بالنفي ودموعي بالكاد احبسها ؟ سألني متعجبا: من انتي أذا ؟؟

قلت له وانا اقف امام احدى نوافد القهوة وانظر نحو السماء انا هذا الحي بحاضره وماضيه

انا تلك الشوارع انا الازقه انا نوافد المباني الفانيه انا رائحة الارض لا بل انا هي تلك

الطيور المحلقه


انا لا انا سواء طفلة عابرة حنت لصوت فيروز وقهوتك التركيه آيه العجوز
حملق في قليلا وقال بصوت مقطع . . ووووووااااااا

ارتديت نظارتي وحملت حقيبتي وقبل ان اهم بالخروج ادرت وجهي نحوه وقلت نعم انا هي وداد تلك الطفلة

التي قلت لي ذات حزن ستقتلكِ أحلامك


ابتسم وابتسمت

دفعت الباب وخرجت

من خلف الزجاج رأيته يقف ويلوح لي بعكازه

ضحكت من اعماق اعماقي وآنا الوح له بيدي واردد لتحفظك الملائكه

عدت من القرية لصخب المدينة وضجيج شوارعها عدت وقلبي لايزال معلقا هناك بين

ازقة قريتي!!!








8/ 2 /1428 هـــ




التوقيع :
    رد مع اقتباس