عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-16, 12:32 AM   #15
كحيلة حرب
 
الصورة الرمزية الكحيلة

 











 

الكحيلة غير متواجد حالياً

الكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond repute

افتراضي

اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين..

الاكراد والشركس جنسيات أخرى شاركت البدو حياة الترحال



سعود المطيري
من ضمن الجنسيات غير العربية التي تعايشت بين العرب وامتزجت معهم في بعض العادات والتقاليد واللغة والثقافة وشاركوهم حتى حياة الترحال هم التركمان والشركس ثم الاكراد -أكثر الثلاثة عددا- ويتنقلون عامة عند أقصى الاطراف الشمالية للصحراء وهم أي الاكراد يقيمون في تلك المناطق منذ قرون عديدة رغم ان موطنهم الاصلي هو شمال جبال ما بين النهرين ويحمل سادة القبيلة منهم لقب ( آغا ) أو ( بيك ) ومنهم القائد الفذ صلاح الدين الايوبي يسكنون قصورا محمية بقلاع فوق أعالي الجبال وينتمون في اصولهم إلى الشعب الكردي الذي كان يتناثر في منطقة على شكل هلال واسع من الخليج العربي حتى آسيا الصغرى وقدر تعدادهم في ثلاثينيات القرن الماضي بنحو خمسة ملايين نسمة ويذكر الرحالة أوبنهايم في كتابه رحلة إلى ديار شمر وبلاد شمال الجزيرة أن اصلهم ( هندوجرماني ) وأقرب جنس لهم هم الفرس ولم يخضع الأكراد نهائيا إلى الحكومة التركية ورغم انتماء أكبر فريق منهم إلى الديانة الاسلامية على مذهب أهل السنة والجماعة فانهم لاينخرطون في صفوف الجيش النظامي ولا يجري عليهم التجنيد العادي وقد اصبحوا مقابل ذلك في الفترة الاخيرة يشكلون جزءا هاما من الفرسان غير النظاميين عن طريق ما يسمى كتائب الحميدية , ثم ان شرطة المقاطعات العربية تتكون في معظمها من الاكراد ولا تختلف القبائل المسيحية القليلة في مظهرها عن نظائرها من المسلمين كما لا تقل عنها ميولا إلى الحرب ويمارس الاكراد في جبالهم الفلاحة وتربية الماشية لكن الناس يتجنبونهم بسبب مزاجهم الانفعالي وميلهم إلى الغضب ويغلب الظن ان اليزيديين في سنجار ينتمون إلى الاكراد ايضا أما التركمان الذين تربطهم صلة قرابة بالعثمانيين والاتراك المستقرين في آسيا الصغرى فعددهم اقل بكثير من الاكراد وتجدهم خاصة في الركن الشمالي الغربي للبلاد عند البليخ في اتجاه ورفه شرق دجلة ايضا بين الموصل والزاب الكبير ونجد كذلك عددا كبيرا منهم غربي الفرات في اقصى طرف من شمال سوريا وبالذات في آسيا الصغرى وموطن التركمان الاصلي هو ما وراء نهر أكسس , (هي المنطقة التي تضم اليوم طشقند وسمرقند وأذربيجان ) أي ماوراء نهر اكسس وقد نزحوا منها في العصور الوسطى قبيل الحروب الصليبية وأثناءها وساهموا في الدفاع عن فلسطين ضد الجيوش الصليبية ويعد ( الشركس ) أحدث النازحين إلى بلاد مابين النهرين الذين يقيمون في منطقة رأس العين وموطنهم الاصلي هو القوقاز الذي استولى عليه الروس فغادروه في بضعة آلاف من الناس وقد توجهوا إلى تركيا واستوطنوا في البداية في بلغاريا في عدد من القرى الواقعة على المنطقة الممتدة من البحر الاسود إلى حدود صربيا لاستعمالهم في حراسة البلغاريين وإليهم تنسب الاحداث التي أطلق عليها ( الفظائع البلغارية ) والتي دفعت روسيا إلى التدخل واعلان الحرب على تركيا سنة 1877م وبمجئ الاحتلال الروسي أصبح على الشركس أن يغادروا البلاد وتوغلوا في آسيا الصغرى وتوغلت فرق أخرى في سوريا وبلاد مابين النهرين لكنهم مالبثوا ان جلبوا لأنفسهم الكراهية والعداء مع البدو ودخلوا في معارك دامية معهم خصوصا الشركس المستقرين عند حدود الصحراء وقد تفاقم الوضع إلى ان اصبحت العداوة صراعاً عنصرياً خاضه الطرفان بضراوة ليس لها مثيل وانهزم الشركس بسبب قلة عددهم رغم ما يتميزون به من بسالة وشجاعة وخلال بضع سنين تمت الابادة الكاملة تقريباً خاصة لسكان رأس العين وتم تعمير المنطقة من جديد سنة 1883م وتم تعيين قائم مقام من الدير اولا ثم من ديار بكر وعادة الطمأنينة شيئا فشيئا إلى الجالية اثناء دفع عجلة السلم مع شمر في السنوات.
اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغريين

المندي طبخة صحراوية قديمة مأخوذة من ( المنداة ) ؟؟



سعود المطيري
يعرض الرحالة الانجليزي جوهن هيس في كتابه بدو وسط الجزيرة الطريقة المتبعة في تحضير شواء (المندي ) الطبخة الصحراوية الشهيرة المعروفة التي كان يلجأ اليها البدو بسبب ندرة الماء في الصحراء وعدم توفر اواني الطبخ في كل الاحوال ويلاحظ التغيير الذي حصل باستخدام وسائل حديثة يعدها البعض مسخا غير آمن ظهرت معه بعض التحذيرات الصحية نتيجة تبخر الشواء بالدخان الناتج عن عصارة اللحم والتي كان يتحاشاها الاولون بفطرتهم ربما لانها كانت تغير مذاق الشواء . ويبدأ الرحالة يوميته بمقدمة مقتضبة عن ( القهوة ) كيف العرب الذي يملأ كل اوقاتهم في الحل والترحال يحصنون به انفسهم عن الدخان الذي يسمونه بول ابليس ويقول :
بالنسبة لبدو نجد يشكل الكيف والقهوة الراحة والانشغال الوحيد الذي يملأ به الرجال وقتهم بين الغزوات ورحلات الصيد أما قسم الرجال من الخيمة فيوجد به الموقد المسمى ( منارة ) أو رمادة حيث تغلى القهوة ويشهد حجم كومة الرماد على كرم الضيافة ولصاحب الخيمة ( دلة ) الجمع دلال هو ابريق القهوة المصنوع من النحاس الاصفر ويحتاج المرء إلى ثلاث دلال بأحجام مختلفة وذكر لي رجل من سكان القصيم المستقرين الاسماء التالية : الابريق الاول ( الدلة ) خمرة والثاني مسفاة والثالث لقمة أو مطباخة وذكر ابريقا رابعا سماه مزلة أو مخارة واذا ما غلي الماء فوق رواسب قهوة قديمة وتسمى حبر أو ( حثل ) تسمى القهوة ثنوة اما عند تحضيرها بمسحوق قهوة طري فتسمى بكر وتسمى الخرقة التي يمسك بها ابريق القهوة الساخن وتستعمل ايضا لتنظيف الفناجين ( بيز ) ويجري طحن البن المحمص في جرن من النحاس الاصفر يسمى ( نجر ) وفي احدى الاغنيات يجري الحديث عن تنهدات العشاق التي تشبه اصوات اجران القهوة لقافلة كاملة ( تنهداتي كتنهدات الهاون الموجود عند كل شارب قهوة كتنهدات هاونات قافلة الحجيج بكاملها ) اما التبغ فيسميه المتشددون الذين لا يدخنون ( بول ابليس )
ويجري طهي الطعام بطريقة بسيطة جدا في حال عدم وجود حجارة للموقد وتسمى ( أثفية ) الجمع اثافي أو ( هداة ) والجميع هوادي تحفر حفرة تسمى مشقوق تكون في الاعلى اضيق منها في الاسفل ثم يوضع عليها القدر أو يجري تسخين حجر حتى التوهج ويلقى به في السائل أو يوضع القدر في الرمل الساخن المسمى ( الملا ) و ( صحايا )
من اجل شوي للحم يستخدمون حجارة مسخنة تسمى عند العبابدة ( سلتوت ) أو يحفرون في تربة صلبة حفرة بطول الذراع تكون في الاسفل اوسع منها في الاعلى ويملؤنها بالاعواد والاغصان ثم يشعلون فيها النار وعندما تصبح الحفرة ساخنة جدا ولا يبقى الا الجمر يوزعون الجمرات في قاعة الحفرة بشكل منتظم ويضعون اللحم عليها ثم يطمرون الحفرة أو يردمونها فوق اللحم وبعد حوالي ساعة ونصف يكون اللحم قد نضج . وتسمى الطريقة في الشوي ( ندى . يندي ) ويسمى الشوي ندى والحفرة ( منداة )
في حرة كشب يحفرون حفرة دائرية قليلة العمق ويبنون فوقها بالحجارة ما يشبه القبة من اجل ادخال العيدان ومواد الاحتراق تترك للحفرة فتحة وتدهن الحجارة من الداخل بمحتويات ( كرش ) أو فرث الحيوان وبعد تسخين هذا الوعاء المسمى ( برمة ) يوضع اللحم في داخله وتغلق الفتحة بحجر . هذه الطريقة في التحضير تعطى مشاوي شهية جدا ولكنها تتطلب بعض المهارة وفي كثير من الاحيان تشعل النار على الارض مباشرة وبعد ما تسخن التربة ترفع عنها النار ويوضع عليها اللحم ويغطى بالجمر وعندما ينضج ينفض عنه الرمل بواسطة عصا
ويعد الجراد ايضا من الاكلات الشهية ويحضر بجمعه في الصباح الباكر عند ما يكون متصلبا من البرد ويوضع في اكياس تغلق فوهتها بتخييطها بالمسلة ( المخيط ) بعد ذلك يغلى في دست كبير ماء مملح جدا يلقى فيه الجراد ويطبخ، عندما ينضج الجراد يخرج من الماء وينشر على قطع من قماش خيمة قديمة كي يجف، بعد ذلك يطحن في الجرن ويضاف إلى المسحوق الملح والدهن وفي بعض الاحيان التمر . كما يشوى الجراد احيانا في حفرة خاصة تسمى ( زبوة )


في كتاب(أسماء بدو من وسط الجزيرة العربية)

المستشرق(هيس) يربط بين أسماء البدو وظروف الزمان والمكان



قاسم الرويس
جوهن جاكوب هيس ( Johann jakob hess 18661949م ) صاحب موهق الغنامي الذي كتبنا عنه في العدد 14792مستشرق عني بلهجات البدو في داخل الجزيرة العربية، درس في جامعة شتراسبورج على يدي نيلدكه، وأقام في البلاد العربية عدة سنين واهتم خصوصا بالبدو في وسط شبه جزيرة العرب: فدرس لهجاتهم وطرائق حياتهم وتفكيرهم وكتب في ذلك كتاباً بعنوانمن بدو قلب جزيرة العرب: حكايات وأغاني وأخلاق وعادات)1938ه الذي تمت ترجمته مؤخراً وعرضنا له في العدد 15312، كما أعد هيس بحثاً في (لهجة نجد الحالية) عرض في مؤتمر المستشرقين الذي عُقد في فيينا عام 1912م، كما أصدر مقالتين عن اللهجة الدوسرية سُجّلت مادتها في الكويت، ويشير الشرقاوي في موسوعة المستشرقين إلى جمعه مواد غزيرة لوضع قاموس للهجات البدو في داخل الجزيرة العربية لكنه لم يطبع هذا القاموس إن كان قد حرره نهائياً، ولهذا المستشرق أيضاً بحث استقصائي حول رحلة داوتي إلى جزيرة العرب.
وسنتحدث هنا عن واحد من كتبه التي قدمها إلى أكاديمية هايد لبرغ للعلوم وطبع سنة 1912م وقد ترجمه محمود كبيبو إلى العربية مؤخراً تحت عنوان: ونشرته دار الوراق.
وهذا الكتاب رغم ظرافته فهو دليل على دقة ملاحظة هذا المستشرق واهتمامه بدراسة الجزئيات وتحليلها وهو عبارة عن معجم صغير لأسماء البدو بدأت فكرته عندما جمع المؤلف في صيف 1909م حوالي ثلاثمائة اسم من حضر نجد حسب تعبيره الذين كان يلتقيهم ثم عمل على تدقيق هذه الأسماء مع بدو نجد وغربي الجزيرة ثم أضاف إليها أسماء أخرى حتى وصلت إلى حجمها المطبوع.
وأما سبب وضع هذا المعجم كما ذكر المؤلف فهو الرغبة في إلقاء نظرة على طبيعة إعطاء الاسم لدى بدو الجزيرة العربية، ويشير إلى أن الأسماء الوارد ذكرها في أقدم الكتابات العربية ظهرت مرة بين هذه الأسماء البدوية الحديثة ولذا فهو يتوقع فائدة لعمله في علم الكتابات العربية القديمة.
يتضمن هذا العمل بمعظمه أسماء شخصية لبدو من وسط شبه الجزيرة العربية لكنه يحتوي أيضاً إلى جانب ذلك على بعض الأسماء لبدو من غربي شبه الجزيرة العربية ومصر ولبعض حاضرة القصيم .

طريقة إعطاء الاسم عند الولادة:
ويلخص المؤلف طريقة إعطاء المولود اسمه عند الولادة في الحالات التالية:
1 استناداً إلى الظروف المناخية الخارجية المرافقة للولادة ف(ماطر) سمي بذلك لأنه ولد نهار المطر، و(صنيتان) سمي بذلك لأنه بقي في بطن أمه اثني عشر شهراً.
2 استناداً إلى الحالة النفسية للأم ف(موهق) سمي بذلك لأن أمه طلقت قبل ولادته بعشرة أيام، و(زعلة) سميت بذلك لأن أباها طلق أمها فعادت إلى أهلها وولدتها هناك وسمتها تبعاً لحالتها النفسية.
3 استناداً إلى زمن الولادة ف(رميضين) سمي بذلك لولادته في رمضان، و(محارب) لأنه ولد في زمن الحرب، و(فجرية) لولادتها في الفجر.
4 استناداً إلى مكان الولادة ف(نفيّد) سمي بذلك لولادته في نفود، و(وادي) ولد في أحد الوديان الصحراوية، و(رمثان) ولد في مكان اسمه الرميثي، و(بريدة) ولدت في بريدة.
5 استناداً إلى شكل الطفل ف(جليميد) سمي هكذا لأنه كان مستديراً كالحجر الدائري الصغير، و(خشيم) لأن أنفه كان كبيراً.
6 استناداً إلى الأمل المعلّق على الطفل ف(جمل) سمي هكذا لأن أهله يأملون أن يصبح قوياً صبوراً كالجمل وكذلك (ذيب).
7 استناداً إلى أسماء الأشياء دون أسباب واضحة ك(دلة) أو (صليبيخ).
8 استناداً إلى أسماء أطفال سابقين أو إلى اسم الأب وقد يتم اختيار صيغة أخرى للاسم أو اختيار جذر مشابه فماطر سمى أولاده (ماطرة ومطيران) وسمي أخوا معجب (عجب وعجاب) وسمي أخو سرور (ساير) وسمي أولاد عايض (عواض وعوض).
ويشير أيضاً المؤلف إلى حالة أخرى من طرق التسمية دون تفصيل وهي التسمية استناداً إلى الظروف المصاحبة ف(شدة) سميت بذلك لأنها ولدت يوم الرحيل، و(مداد) سمي بذلك لولادته أثناء المديد.
كما يشير المؤلف إلى أنه عند التقدم في السن قد يعطى الأشخاص أسماء مأخوذة من صفات بارزة أو من أحداث متميزة تحل شيئاً فشيئاً محل الأسماء السابقة ف(ناجي) سمي بهذا الاسم بعد نجاته من مرض خطير ولم يكن اسمه الأول، و(العاتي) سميت بذلك لوجاهتها واعتزازها بنفسها وقد كان اسمها (منيديبة)، وكذلك (قرادة) سميت بذلك لأنها كانت تقفز على ظهر الجمل وتتشبث به كالقرادة.
ويؤكد أنه إضافة إلى الأسماء الحقيقية لكل شخص في الصحراء فهناك الألقاب والكنية ويلمح إلى أنهم كانوا ينادونه ب(أبي دالي) عطفاً على اسم ابنه.

اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين

قوافل الولاء والشرهات تتوافد إلى الرياض ملكة الصحراء


الملك عبد العزيز
سعود المطيري
اثناء عودة الرحالة جون فيلبي من رحلة الحج الى الرياض اوائل الثلاثينيات الميلادية قال عبارته الشهيرة ( مهما بلغت معرفة المرء بالمحيط الطبيعي لعاصمة الصحراء فانه لا يستطيع الاقتراب منها مرة اخرى بعد غيبة الا بشهقة من الدهشة ) حتى وهو يعترف انها تستمد سحرها من سحر وادي حنيفة وعظمة الصحراء . التي جعلتها تظل كامنة لا تراها العين حتى يدنو منها المرء مدفونة في تيه تعصف به الريح عند ما شق طريقه عبر ضفتي وادي حنيفة المتخفيتين في رحم القفر المحيط به ثم يستطرد بقية وصفه قائلا :
اول ما وقع امام ناظرنا المتعب بعد السير المغبر نحو ساعتين من الجبيلة كان نخيل (الشميسية ) وهي اشجار النخيل الواقعة في اقصى الطرف الشمالي من بساتين الرياض التي ترى من نحو اربع كيلو مترات وبعد قليل ظهر لنا منظر شامل كامل للجزء الشمالي من الواحة بما في ذلك المدينة باسوارها ذات الشرفات عند ما صعدنا مرتفعا يسيرا .
كان هناك غطاء خفيف من الغبار معلق في الجو يعلو المنظر الذي لم نتبين منه شيئا لافتا من ذلك البعد . لقد كانت الصحراء لا المدينة هي التي ملأت عقل الانسان التي ترى عليها آثار الخطوط الطويلة الاتية من مختلف الاتجاهات والملتقية من آثار القوافل والوفود منذ قديم الزمان وقد حرثت فيها بعض وسائل المواصلات الحديثة مجاريها هنا وهناك . بعد ان جاءت لتبقى للتطور وان لم تقض بعد على الوسائل القديمة التي كانت مألوفة لدى اجداد العرب الحاليين . وكم من جماعة مكونة في معظم الاحوال من نحو عشرة اشخاص على العدد نفسه من الدواب او ما يزيد عليه او يقل عنه ، كانت تشق تلك الصحراء نحو الهدف نفسه الذي كنا نسعى اليه في سرعة توحي بانهم ينوون الوصول في صباح الغد ، بينما كنا نحن نبدو وكأننا لن نصل قبل ساعة او ساعتين من غروب الشمس . فأينما توقفنا كانت الريح التي تتبعنا لا نشعر بها في سيرنا تغطينا لفترة وجيزة وتغطيه كاملة بغبارها الاصفر الخفيف . وربما كنا على حق حين نغبط منافسينا الأبطأ منا على مسافة منا يمنة ويسرة وهم يتهادون في سيرهم بتؤدة بلا قلق او غبار
لقد كان علينا ان نسبقهم الى غايتنا المشتركة ، ولكنهم سرعان ما سيدخلون معنا في مظلة الكرم نفسها ، لقد علمت ان آلافا منهم بلغني تقدير الكلي بنحو 80000 شخص – كانوا قد جاءوا ومضوا قبلهم . بل في تلك اللحظة نفسها كان بقايا الضيوف وقد زانوا الصحراء بألوان زاهية بخيامهم البيضاء أو السوداء المخططة وبنسائهم واطفالهم واغراضهم يربون على 4000 أو 5000 شخص فمنذ عودة الملك مبكرا في يوليو فانهم كانوا يتدفقون من كل انحاء البلاد ليقدموا ولاءهم ولينالوا ما يستحقونه من هبات .
جيش ضخم مستعد في أي وقت يتلقون أجورهم بالجود بمشيئة الله ثم الملك . ولكنهم مع ذلك يكافأون على فترات منتظمة بقدومهم شخصيا . وبما أن المكافأة تكون حسب عدد أولئك الذين يأتون لتقديم ولاء الطاعة في الرياض فان شيخ كل قبيلة أو بطن وبطبيعة الحال يحضر معه من ابنائه وابناء اخوانه وأقاربه كل من كان في سن يقدر معها على الركوب منفردا على ذلول ليقدم ولاء الطاعة للملك بنفسه شخصياً انه نظام قديم عظيم وهو الان في ايد امينة تصرفه بذلك المزيج من الكرم والاقتصاد الذي لا يعرف سره الا ذلك الملك بالفطرة . انه لشيء محير فعلاً، قال ابن سعود يوماً من تلك الايام في حفل جمع كثيرين من شيوخ البدو في انتظار الاشارة ببدء العشاء ان التصدق مضر كثيرا بالبدو كما هو ممارس الان في العراق وشرق الاردن . بينما النظام المماثل له من دفع مكافآت منتظمة مقابل خدمات معلومة كما هو الحال في نجد ، يقتضي شيئا مقابلا لما يقبضه البدو .
وطيلة الشهر الماضي كانت البطحاء واماكن الاقامة الاخرى حول العاصمة مكتظة بما فوق طاقتها برجال القبائل المخيمين من اركان الدنيا الاربعة . لقد خف الضغط كثيرا الآن ولكن مدخل المدينة كان مكتظا بمئات من الناس ولقد تمكنت سيارتنا بعد زحف شديد وسط تلاصق بشري لا مثيل له أن تشق طريقها في الشارع الرئيسي من بوابة الثميري الى مدخل القصر .
المرجع / حاج في الجزيرة العربية.
اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين

تغريبة بني هلال إلى تونس وقصة غدر (الصفيراء) بوالدها




سعود المطيري
تعددت الروايات حول التغريبة الكبرى (لبني هلال) وقصة نزوحهم من نجد إلى تونس الخضراء بسبب 8 سنوات من الجدب المتواصل وتروى قصة النزوح من خلال المخيلة الشعبية بأوجه وروايات مختلفة تعتمد في الغالب على التضخيم والمبالغة حتى تحولت إلى ما يشبه الأسطورة وقسمت إحدى القصص المروية في نجد البطولة بين فتاة هلالية اتهمت بالخيانة من قومها عند ما كانت تغادر فراشها في ساعة متأخرة من الليل لكنهم عندما تتبعوها وجدوها تصعد مرتفعا تمضي عنده بقية الليل تردد كلمة (كريم) وهي تتابع وميض البرق ينهض من ارض تونس الخضراء ..!! في المغرب العربي الذي كان سببا في رحيلهم وبين ابو زيد الهلالي وذياب بن غانم والزناتي حاكم تونس وابنته الجميلة (الصفيراء) التي ضحت بمملكة والدها كما تقول الحكاية وبحياته عندما هامت عشقا بمرعي أثناء إيداعه سجن والدها مع رفاقه فدبرت مكيدة لوالدها قتل على اثرها من قبل ذياب بن غانم التي تنبأت قبل ذلك وهي الفتاة التي (تكهن وتضرب الودع) لمعرفة الطوالع والأحداث بأنه سيقتل على يد فارس من الجزيرة اسمه ذياب بن غانم إلى آخر القصة التي دونت لنا الرحالة الانجليزية الليدي آن بلنت عام 1879م في كتابها رحلة إلى بلاد نجد ما رواه لها احد إدلائها المدعو راضي أثناء توجههم من الجوف إلى حائل عبر طريق ما يعرف بأبو زيد الهلالي:
يقول راضي منذ سنين طويلة، كانت هناك مجاعة في نجد وأصبح بنو هلال بدون قوت وعندئذ تحدث ابو زيد شيخ القبيلة مع قريبة (مرعي) ويونس فقال لهما فلنخرج في اتجاه الغرب ولنبحث عن مراع جديدة لقومنا.






آثار تنسب لبني هلال




وساروا حتى اتوا الى تونس الغرب التي كان يحكمها في ذلك الزمان الامير الزناتي ونظروا الى الارض فأحبوها وكانوا على وشك العودة بالاخبار الى قبيلتهم عند ما وضعهم الزناتي جميعا في السجن.
وكان للزناتي بنت باهرة الجمال اسمها (سفيري) ولما رأت مرعي في السجن (الدباب) وقعت في حبه واقترحت انه يجب ان يتزوجها ووعدت ان حياته وحياة رفيقيه ستنقذ ولكن مرعي لم يهتم بها ولم يكن ليرضى في البداية ومع ذلك فقد استمرت في حبها وقصدت ان تصنع جميلا نحوهم وتشفعت الى ابيها ان يبقي على حياتهم وعنئذ اخذ الزناتي يحتار في امر سجنائه وهو يسمع من ابنتهم انهم من اصل كريم ولم يعرف ماذا يصنع بهم وعندما اخبرتهم بهذا اقترحوا ان واحدا منهم يجب ان يطلق ويذهب الى وطنه من اجل ان يحضر فدية لرفيقيه ولكنهم كانوا في قلوبهم مصممين على ان ابو زيد هو الذي يجب ان يذهب ويجب ان يعود ليس بفدية بل بجميع قومه الى تونس واطلاق سراح رفيقيه وحملت سفيري المقترح الى ابيها وقالت اثنان من هؤلاء الرجال من اصل كريم ولكن الثالث عبد مملوك الا اني لا اعرف أيا من الثلاثة هو واذن فدعه يذهب ويأتي بالفدية من اجل سادته.








وقال الزناتي وكيف نكشف العبد من بينهم فقالت بهذا خذهم الى مكان وحل ( قذر ) ومرهم ان يمروا من فوقه وسترى ان العبد سيجمع ثيابه حوله بعناية في حين سيترك النبلاء ثيابهم يعلق بها الوحل فوافق وأمروا بالمرور فوق الوحل فوضع أبو زيد وكان قد حذر من سفيري عباءته على رأسه ورفع قميصه حتى خاصرته وعلى ذلك فقد أطلق أبو زيد وعاد إلى نجد وبعد ان جمع كل قومه قادهم عبر النفود في نفس الطريق متخذا الدرب الذي رأيناه الآن حتى يمكنهم من الوصول ثم واصل سيره بهم الى تونس وضرب حصارا على المدينة لمدة سنة الا انه لم يستطع دخولها وما كان ليستطيع أخذها لولا سفيري التي كانت تقوم بحبك المؤامرات ضد ابيها
كانت سفيري (الصفيرا) فتاة حكيمة تعرف القراءة والكتابة وتعرف السحر وتستطيع تفسير التنبؤات ومنها نبوءة تتعلق بالزناتي مؤداها انه لا يمكن قتله في أي معركة الا بواسطة شخص معين اسمه (ذياب بن غانم) قاطع طريق في الصحراء المجاورة وارسلت الصفيراء خبر الى ابو زيد الذي ضم قاطع الطريق هذا الى خدمته وارسله في الفرصة التالية ضد الزناتي حينما خرج الى القتال وذبح الامير الزناتي ثم صار ابو زيد اميرا لتونس وتزوج مرعي سفيري (الصفيرا) تلك هي قصة راضي ويرجى ان لا تكون صحيحة تماما فيما يتعلق بخديعة الصفيرا لابيها.





التوقيع :

ادراك في نونها والنون=يدراك عن جفنها الساهر
لجلك كما الروح يالمضنون=منته. مجرد هوى عابر
    رد مع اقتباس