عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-16, 12:21 AM   #9
كحيلة حرب
 
الصورة الرمزية الكحيلة

 











 

الكحيلة غير متواجد حالياً

الكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond repute

افتراضي

اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين ..
ركوب الإبل على الطريقة العمانية ..؟


لقطة صورت قبل 80عاما تقريبا تبين إحدى أساليب الركوب

إعداد / سعود المطيري :
في أوائل الثلاثينات الميلادية عند حاجة قافلة الانجليزي جون فيلبي قرب ارض (نباك) في الربع الخالي الى تدعم فريق الإدلاء انضم إليهم (حميد) الرجل الذي أعجب الرحالة بشجاعته ورجاحة عقله ومهارته بالركوب على الطريقة العمانية لكنه لم يتقبله كشاعر عند ما وصف شعره بالمخيب للآمال .. شخصيا لا استطيع تقبل حكم شخص دخيل على اللغة العربية ناهيك عن لغة الصحراء .. لغة الشعر هنا يقول فيلبي:
اندفعنا من الآبار في اتجاه جنوب شرق عبر الوادي متجهين صوب الأرض المرتفعة عند حافته الجنوبية التي كانت ترتفع في شكل أرفف عريضة الى الهضبة الضيقة المليئة بالحصى والتي تفصل منخفض (أبو عرزيلة) عن مصب نباك الأخاذ . وأثناء سيرنا أقبل علينا من جهة اليسار رجلان أحدهما يمشي والآخر راكب . وكان الأخير فراج الذي أقبل نحونا مهرولاً تاركاً رفيقه يعول نفسه، ليخبرنا بأن المهمة التي كلفه بها زايد أمس قد أنجزت بنجاح . فقد عثر على الرجل الذي كان يبحث عنه وكان بدويا رثا جاء يترنح من بين الشجيرات التي تغطي الرمال ويبدو عليه الإرهاق على الرغم من بنيته الرياضية الممتازة، انه حميد بن عماج شيخ صغير من شيوخ آل بو رحمة وبوصوله اكتملت الفرقة التي سترافقني في جولاتي، كان له سنان يبرزان من فمه أفقيا بشكل ظاهر نتيجة إصابته برصاصة عدو، وما عدى ذلك كان وجهه وسيما وطويلا وغائر الوجنتين وعقلانيا . وقد اشتهر بأنه شاعر مع إنني وجدت إنتاجه الشعري مخيبا للآمال فقد برهن أنه رجل الفريق الشجاع الصامت، وكان هو وحسن خر الذيب أقل الرجال ذربا وأكثرهم جدارة بالثقة، فقد كانا يتحملان إفراطاتي بصمت ويسعيان دائما لحفظ السلام في أوقات الخلاف . وكان صالح مغاير تماما عن أقربائه وسيبرز أكثر في قصتي لا حقا . وبعد تحية المجاملات تخلى زايد باحترام عن جمله لحميدي الذي أرسل ركوبه ضمن قافلة الأمتعة وركب في سرج خلفي وراء صالح . كان رفيقنا الجديد يركب على الطريقة العمانية جالسا على ركبتيه ويسند (؟)على باطن قدميه .وهي جلسة غريبة على سرج مفلطح ولكنها تبدو مريحة وتعتمد كثيرا على توازن الجسم أثناء الركوب فقد ولد هؤلاء الناس على ظهور جمالهم وفي مقدورهم الركوب برشاقة على سنام جمل مسرع الخطى، وأحيانا يتركون رجلاً متدلية على جانب بينما الأخرى مثنية تحتهم على السرج . كما يركبون منفرجي الساقين وهم يجلسون بعيدا خلف السنام، وهذه الطريقة يفضلها كل من زايد وعلي وقد أدعى علي بأنه يملك قطيعين من الحيوانات كل قطيع به حوالي ثمانين حيوانا والتي قد تجلب له على أساس متوسط 200دولار حوالي 1500جنيه إسترليني وهذا المبلغ كبير بمقاييس الجزيرة العربية . فهناك على الأقل ثلاث نوق حلوب في مجموعتنا قد أخذت من قطعانه،وقد أفضى لي علي بما في نفسه : لو كانت لي ثروة ضخمة كنت سأتزوج كثيرا ولكن لي زوجة واحدة الآن وهي ثاني زوجة لي، فقد أنجبت لي الأولى ابناً وهو الآن في السابعة عشرة من عمره، وعندما طلقتها تزوجها أخي . لم يكن علي شيخا إنما كان يمت بصلة قرابة الى أحد رؤساء الغفران وهو صالح بن علي أبو ليلة، من نفس البطن الذي ينتمي إليه زايد .

قابلنا قطيعا كبيرا من الإبل تنتمي الى بطن الغفران قادمة من آبار نباك ونحن في طريقنا إليها وكانت معهم امرأة ترتدي ثوبا خارجيا فضفاضا أحمر اللون وذات عيون بيضاء تبرق من خلال القناع البدوي الجذاب الذي تتحجب به النساء البدويات، اما علي وابن حميد فكانا يتلكآن في الخلف ليجمعا القيل والقال من أقربائهم القادمين عبر الرمال الشاسعة، في حين تابع الباقون سيرهم حتى وصلنا الى طرف الوادي المطوّق بحزام من منحدر صخري شاهق، وطارد فراج أثناء ذلك عقابين وفشل في اصطيادهما إذ هربا ليستقرا في مكان بارز ليس بالبعيد .


اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين..
قواقع الصحراء وطوفان نوح عليه السلام


إعداد - سعود المطيري
المترددون على الصحراء والعارفون بخفاياها يتساءلون دائما عن حقيقة قواقع بحرية تشاهد بأحجام مختلفة في أماكن مرتفعة وبعيدة كانت تستخدمها نساء البادية في صنع الحلي وقلائد الأطفال وهي القواقع التي اعتدنا رؤيتها على السواحل وقرب البحار حتى ربطت بالبحر والمياه الراكدة وقد سمعت أكثر من تفسير علمي لوجودها خصوصا في الرمال المرتفعة.لكن الانجليزي فيلبي يطرح لنا تفسيرا آخر بعد ان حمل عينات من هذه القواقع الى مختبرات بريطانيا عام 1932م تقريبا:
في هذه الحالة بالذات وعند هذه المرحلة من رحلتي فان مثل هذه المواد متوافرة إذا جاز التعبير تحت أقدامي لأني سرت أثناء هبوطنا المنحدر المدرج متجهين نحو نباك فوق سطح مفروش بأحافير المحار كتلك التي وجدناها من قبل في جروف مثل (قرن أبو وايل) وغضب رفاقي عند ما أبديت رغبتي في التوقف لأن ذلك سيعطلهم عن تناول القهوة في ميعادها. ولكن كان علي أن أتوقف، وتوسلت إليهم ان يتركوني لأداء مهمتي وأن يواصلوا هم رحلتهم لينصبوا الخيام، ولذا تقرر أن يبقى الصائمون معي بينما يمضي الباقون لتناول المرطبات. وأخذنا أربع ساعات متواصلة نجمع ونفرز الاحافير من حولنا وندرس طبقات الحجر الجيري التي انبثقت منها ونرسم الخرائط والأشكال ونخطط وما شاكل ذلك. وانضم إلينا علي وابن معدي طوعا في العملية ودفعنا أرنبا برياً مذعورا يهرول عبر المنحدرات طلبا للسلامة، وهبطنا أخيرا الى بطن الوادي واتجهنا سيرا الى الواحة حيث مخيمنا. سأل علي الذي كان على قدر من الذكاء أتاح له التعرف على أصول القواقع البحرية ماهي فائدة هذه القواقع.؟ وما ذا ستفعل بها.؟ قلت ان طوفان نوح يعطينا تفسيرا معقولا لوجود هذه القواقع البحرية بعيدا في الداخل.. هتف علي ((نعم والله)) إنها الحقيقة لأن الأرض كلها قد غمرتها الماء وتخلفت هذه الأشياء (القواقع) عند ما انحسرت المياه عنها، أي والله إن ذلك صحيح تماما. فأجبت لا فائدة ترجى من هذه القواقع نفسها ولكن المعرفة التي أسعى وراءها أفضل من الثروة، سأحمل هذه القواقع الى بلادي حيث ستودع في متاحف ليراها الناس ويقوموا بدراستها وكما ترى أنني اقتفي الأثر كما تفعل أنت.فأنت عندما تركب جملك فانك تقرأ الرمال وتعرف الرجال والنساء الذين مروا عليها منذ شهر أو أكثر أو أقل، ولكنني عندما أرى مثل هذه القواقع فأنني افهم ما حدث قبل آلاف السنين أو أكثر - إذا كان غير ذات قيمة ان أتحدث عن ملايين السنين هنا - فانك ترى وعلى الفور آثار الحيوانات وتعرف ان ثعلبا أو ضبعا قد مر بالأمس أو قبله من هنا، ولكني أرى أدق الحشرات وأنا أسير فوق الحصباء أو الرمل والتي لا تستطيع أنت تمييزها حتى ولو حددتها لك، لأن عيونك قد دربت بطريقة أخرى. فان ما يثير انتباهك لا يثيرني. ففي مناسبات عديدة سابقة تجمع حولي عدد من المعجبين عندما كنت أتوقف فجأة عند رؤية صعرور صغير بين الحصباء، وبينما هم ينظرون إلي مشدوهين فاغرين أفواههم على ما يبدو مني كنت ابرك جملي وعيوني مثبته على الحشرة الساكنة وأسير خلسة نحو طريدتي وأقبضها وأريها لهم وهي مودعة في قاع زجاجة الدواء. وهكذا سرعان ما تعودوا على استخدام عيونهم والإمساك ببعض السحالي والخنافس وحشرات أخرى ويأتونني بها.

الربع الخالي لفيلبي









التوقيع :

ادراك في نونها والنون=يدراك عن جفنها الساهر
لجلك كما الروح يالمضنون=منته. مجرد هوى عابر
    رد مع اقتباس