عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-16, 12:16 AM   #5
كحيلة حرب
 
الصورة الرمزية الكحيلة

 











 

الكحيلة غير متواجد حالياً

الكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond repute

افتراضي

اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين ..
ترفُّع البدوي عن ذكر اسم أحد الأودية يثير غضب فيلبي




المرشد الرئيسي للرحلة علي بن جهامان المري

إعداد - سعود المطيري
المتتبع لرحلة فيلبي إلى الربع الخالي لا بد وأن تبرز أمامه شخصية أخرى مثيرة للجدل لها طعمها الخاص تعد من ركائز نجاحات الرحلة وقاسم مشترك في البطولات مع أعضاء آخرين انه المرشد الرئيسي علي بن صالح بن جهامان المري شخصية تكرر ذكرها مرارا. يعجبك برزانته ورجاحة عقله كذلك اعتزازه بنفسه ومجتمعه وتحمله لمسئولياته. ومثلما ترفع في حادثة سابقة عن تصويب بندقيته إلى طيور الجيف وهو صائد الغزلان الماهر هاهو ووجهه يتدفق حياء يكاد يفقد عضويته لأنه رفض الإدلاء باسم معلم بارز في الصحراء مر به الرحالة لأن اسمه بذيء وهو الوادي أو الجو الذي قصدنا تجاوز ذكر اسمه احتراما للذوق العام. أعود إلى تفنيد فيلبي لحديث العرب بين الطعام والجنس وهو يقترب من قناعة مأثورة لدينا تتضمن ان الانسان تتنازعه شهوتان ترتبطان مع بعضهما أقواهما شهوته للطعام وعندما يشبع ويملأ بطنه يلتفت إلى الأخرى او كما قال:
ينتهي السهل الصحراوي المنبسط عند أطراف هاوية شكل البحر معالمها المعقدة من الجروف المنخفضة منذ زمن قديم . وتوقفنا برهة عند حافة الهاوية لنلقي نظرة على المنظر البادي أمامنا والذي كان عبارة عن واد عريض أو خليج يتجه نحو الشرق بين منحدرات صخرية تهبط هبوطا هينا متدرجا نحو المنخفض، ويبدو المنظر وكأن الصحراء قد مدت ذراعيها لتحضن المنخفض. بينما رفع كل ذراع كتلا كبيرة من الصخر إلى ارتفاع 200قدم أو أكثر . ومن الواضح ان مصب المنخفض ينتهي عند ساحل خليج البحرين ولكن لم يكن في مقدورنا أن نرى البحر الذي كان يتوارى خلف الرؤوس الموجودة في الطرف البعيد . ويعرف أكبر وأهم هذه الرؤوس باسم (ريع الحمدة) أو محدر حمدة والذي يقال إنه يعين المنطقة التي يقع عندها طريق الإحساء - قطر الرئيس، او درب الساعي كما يعرف، الوادي ويتابع الساحل بعد ذلك.

سألت علي : ما اسم هذا الوادي ..؟ فأجاب بقوله : لا اسم له انه احد الجيان ولكن لا اسم له؟؟.. (والله أعلم) كان هذا النوع من الإجابة مستساغا في الصحراء الخالية من المعالم التي تركناها خلفنا، ولكنني لم استطع ان اقنع نفسي بأن معلما بارزا مثل هذا الخليج الذي تحف به الجروف يفتقر إلى اسم . وقد يكون علي جاهلا به فعلا، ولكنني عبرت عن استيائي وبقوة من إهمال زايد في الحصول على دليل كفء من وسط البدو الكثيرين الذين التقيناهم في الجافورة وكان من الصعب ان أكتم غضبي وأحتمل مثل هذا الاستفزاز، وكان ان تبادلنا كلمات حادة فيما بيننا ثم واصلنا السير في اتجاه الجنوب وعلى طول حواف الجروف وفي صمت كئيب.

اثناء سيرنا دنا مني وفد صغير ومختار من بعض رفاقي لتهدئة خاطري وعقد صلح بيننا . بادرني الوفد : أسمع يا صاح : لا تلق اللوم على علي، فقد كان يستحي من نطق اسم هذا المكان في حضورك احتراما لك . فنحن كلنا نعرف اسمه .. انه اسم بذيء يقال له: (....) انه عادة البدو إطلاق أسماء بذيئة على كل شيء دون خجل . وجدت انه من الصعب ان أبدو مندهشا أو مصدوما بذلك، فضحكت بصوت مرتفع على كياستهم، انها بالتأكيد خصلة جميلة في مكان غير متوقع.

وعندما طفنا حول جروف الطرف الغربي من الوادي واندفعنا عبر نتوء الصحراء الحصبائية التي تفصل الوادي من منخفض (جوب بعيج) المجاور أصبحت الحادثة المؤلمة في طي النسيان . كان حديث رفاقي إلى ذلك الحين خاليا وبشكل غريب من الغش والبذاءة، ربما احتراما لي ومراعاة لشعوري، ولكن بدا لي ان هذه القيود ستلغى قريبا - في الوقت المناسب - وستذهب أدراج الرياح ويزول الإحراج ويصبح الحديث شاملا لكل شيء جميل وقبيح.

عادة ما يكون حديث العرب غير محتشم وصريحا فيما يخص الجنس أكثر من كونه بذيئا، بينما يكون أكثر الكلام شيوعا - على الأقل وسط البدو وحسب خبرتي - حول الطعام وليس الجنس . وقد يكون ذلك طبيعيا في بلاد مقفرة حيث تتخذ الاستجابة للجنس شكلا بسيطا لا تعقيد فيه وان اتسم بالشره والنهم.

قرب سلوى توجد نصله الطرد تحتفظ بذكرى احدى المعارك القبلية الطاحنة التي حدثت قبل 30- 35سنة عند ما كان علي بن جهامان صبيا .. استمرت المعركة يوما كاملا ودارت المعركة في زمن كان المشاة يؤدون دورا بارزا في الحروب . اما الآن فان البندقية الحديثة قد حلت محل الحصان في مثل هذه المعارك، كما ساد السلام والأمن والاستقرار خلال الثلاثين سنة التي حكم فيها ابن سعود هذه البلاد ملغيا بذلك الحروب والصراعات القبلية من برامج حياتها، ولم تعد لتربية الجياد أهمية تذكر بين القبائل وكل مهر او جواد يجد طريقه إلى إسطبلات ابن جلوي الذي يعد أفضل من يعرف أصول الجياد وأنسابها وخير من يتذوق لحم الجمال، فقد أصبح حاكم الإحساء أسطورة اثناء حياته، وما يروى عنه من قصص وروايات سواء كانت صحيحة أو غير ذلك لم تروَ الا عن خلفاء بغداد العظام.

@ الربع الخالي لفيلبي



اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين
وثيقة سرية تصف بسالة أهالي الرس في الدفاع عن مدينتهم عام 1818م


برج الشنانة قديماً

إعداد - سعود المطيري
يعد الكابتن سادلير أحد أقدم الرحالة الذين عبروا الجزيرة عام 1819م والوحيد الذي استطاع ان يخترقها من الشرق إلى الغرب الذي جاء مبعوثا من الحكومة البريطانية في الهند إلى ابراهيم باشا قائد القوات الغازية للحجاز ونجد وكان يحمل هدايا وكتاباً من الحاكم العام للهند للباشا، اما الهدف الرئيسي فهو تقديم التهنئة له على النجاحات التي حققها ضد النفوذ السلفي الذي يطلقون عليه (وهابي) وطلب مساعدته العسكرية للهجوم على قواسمة رأس الخيمة والذين اقضوا مضاجع الانجليز في مياه الخليج العربي إلى تخوم الهند .. تحدث بشكل سريع عن المدن والقرى التي مر بها والأحداث المرتبطة بمعارك ابراهيم باشا وشهد لأهالي مدينة الرس بالبسالة والشجاعة الفذة وهم يدافعون عن مدينتهم المحاصرة إلى ان دحضوا القوات الغازية بعد حصار ثلاثة أشهر ونصف رغم قلة العدة والعتاد وأمام جيش زاحف وطغاة مستبدين وصل بهم التطاول إلى تقديم مكافأة مالية لكل جندي تركي يقدم زوج من (الآذان) بعد أن كانت تقدم لكل رأس . وهي أربعة (كراونات) ألمانية ونستنتج من العرض الذي قدمه سادلير ان قوات الباشا عمدت إلى تقطيع نخيل واستخدام جذوعها في بناء منصات تعتلي الأسوار حاول الرماة من خلالها ان يوصلوا قذائفهم إلى عمق المدينة القابعة خلف الحصن الذي أشار إليه المؤلف بأنه مشيدا من تراب او طين الرس الذي قال عنه بأنه يتميز بالقوة والمتانة التي تعذر على قذائف المدفعية اختراقه وهو السور او الحامي الذي كانت تشيده اغلب قرى نجد لحمايتها من غارات اللصوص والغزاة ويبنى عادة من جدارين او جدار متين يصل ارتفاعه إلى 10أمتار وتوضع في أركانه (مقاصير مراقبه) تمكن المراقبين من رؤية العدو من على مسافة بعيدة حتى ان بعض المراقبين او الحراس يستطيع مسح المنطقة ساعة الغروب وبالقدر الذي لا تمكن القادم إليهم من الوصول الا صباح اليوم التالي يقول سادلير عن معركة الرس من خلال رسالة استخباراتية سرية محفوظة حتى يومنا هذا في احد المتاحف بعث بها إلى الحاكم العام في الهند وهي شهادة تاريخية لأهل الرس من عدو شهد انها ضمن القلائل التي صمدت في تلك الفترة :
غذ سعادته مع قواته حتى وصل تلك البلدة التي قال انه مصمم على ان يستولي عليها قبل ان يعطي إذنه بإقامة معسكره وقبل ان يترجل فرسانه عن خيولهم لذلك أمر (طوبشي باشا) بدفع سلاح المدفعية إلى الأمام حتى يصل إلى بعد ثماني خطوات عن الأسوار وان يباشر الرشق المدفعي باتجاه أقوى المعاقل ونظرا لكون جنوده مكشوفين ولتعرض رجال المدفعية إلى رشق كثيف من نيران الأسلحة الخفيفة فقد تجاوز القتل في الأتراك عشرة إضعاف ما قتل من المحاصرين الذين دافعوا عن المدينة بمعنويات عالية . مرت ثلاثة ايام وسعادته يرشق نيران مدفعيته على هذا المعقل وعلى السور المحاذي له الذي ذكر أخيرا انه خرق أمر بالهجوم، ولكي يتمكن المشاة من عبور الخندق أمر بصنع حزم كبيرة من عيدان طويلة لفروع أشجار النخيل وملء عدد من الأكياس بالقش . ثم انتقاء ستمائة من المشاة من اجل الهجوم، فرمى هؤلاء الرجال بأنفسهم في الخندق لكنهم لم يستطيعوا ان يصعدوا إذ تبين ان حزم العيدان والأكياس لم تكن كافيه وفتح العدو نارا مدمرة من فوق الأسوار على الجنود وعلى المواد السريعة الاشتعال التي تحيط بهم وصار الباشا بمعاونة مماليكه يرمي بالرصاص كل جندي يحاول الانسحاب وكانت نتيجة ذلك ان عانى المشاة التعساء من خسائر فادحة وقد اصدر أمره بحرمان أولئك الذين قتلوا من حقهم في الدفن بسبب تأجج غضبه من الهزيمة وامتد حصار (رس) ثلاثة أشهر ونصف هي فترة أبدى فيها المدافعون فنا وعلما أكثر مما أبداه القائد التركي . كلفت بطاريات المدفعية التي شكلها الباشا (اثنين وخمسين ألف كراون ألماني) واستهلكت أحمال أربعمائة جمل من ذخيرة البنادق لإطلاق النار إلى داخل البلدة ورمى رجال المدفعية ثلاثين ألف قذيفة بلا جدوى . شيدت منصات من أشجار النخيل إلى ارتفاع مناسب يمكن الجند من الرمي إلى داخل البلد وقرب المدفع بحيث لامس حافة الخندق . ثم جربوا هجومين آخرين لكن عدوهم استطاع ان يصدهم في المرتين ويفقدهم عددا كبيرا من الرجال . وعند ما رأى الباشا انه عجز عن انجاز مهمته اضطر أخيرا إلى الدخول في مفاوضات وإلى رفع الحصار . لم يسمح لأي جندي من جنوده بالتغلغل في المدينة، وسمح لهم بشراء كل ما يحتاجون إليه من السكان، بينما تبقى الرس في حالة حياد إلى ان يتقرر مصير مدن أخرى . قتل في هذه المعركة تسعمائة تركي وجرح ألف وآلت بهم الأمور إلى محنة شنيعة . اما المحاصرون من سكان الرس فقد فقدوا خمسين قتيلا فقط وسبعين جريحا وحالف حظ طيب حاميتين كانتا تنقلان كميات كبيرة من المؤن بالوصول بسلام . وهذا يدل بلا شك على قلة اليقظة والاحتراس من جانب الأتراك لأن المنطقة منبسطة ومكشوفة بكاملها وقد أكد سكان (رس) ان التراب الأصفر الذي شيدت منه أسوارهم يتميز بالالتصاق والتماسك السريع إلى درجة ان قنابلهم لم تؤثر فيه .

@ رحلة عبر الجزيرة العربية


اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين
======
فيلبي.. يصحح استنتاج (تشوزمان) عن لهجات بعض قبائل الجزيرة ( 2- 2)


=======

إعداد - سعود المطيري
==============
مازلنا مع الرحالة الانجليزي فيلبي اثناء تصحيحه لبعض الاستنتاجات الخاطئة عن لهجات بعض القبائل العربية في الجنوب سجلها رحاله آخرون سبقوه عزاها الى كون بعض بادية وحاضرة الجزيرة العربية مازالوا يتحدثون باستخدام مصطلحات شعرية شعبية متداولة لم يساوقوا فيها أفكار الحديث الخاص بهم الى المستوى النثري وهو إذ يؤكد ان لهجات الجنوب التي تشوهت في ظاهرها بالاختلاط مع لغات أجنبية وحضارات أخرى تمثل مزيجاً لغوياً فريداً يحتاج الى دراسة متأنية ودقيقة وأصر مرة أخرى على ان رأي تشيزمان فيما يتعلق في لهجة آل مرة يجب ان يرفض كرأي مؤكدا في حلقة سابقة ان لغتهم عربية دون شك، بل عربية جميلة وأقرب الى اللغة التقليدية، وتذكر في نواح كثيرة بلغة مناطق الحجاز الجبلية المتداولة حول الطائف، أي لغة قريش وبني سفيان والذين يشتركون مع قبائل آل مرة في تليين أو تخفيف صوت حرف (الجيم) الى (الياء) ونطق حرف الضاد شفاها، وقد اورد نماذج من لغة بني سفيان وهم يشيرون الى عاصمة نجد (ريال) بينما ينطق بنو مرة (حرل) ل (حرض) ويستكمل ما كان قد ذكره سابقا في قوله:
وسأتحدث أنا عن تجربتي الخاصة بالقبائل العربية الأصيلة ودون ان أتعدى على الجوانب الجدلية للمسألة، وسأجازف بالوصول الى الاستنتاج بأن لهجات الجنوب والتي تعرضت دون شك الى تشوهات بالاختلاط مع لغات أجنبية وافدة وحضارات اليمن وحضرموت القديمة - تمثل مزيجا لغويا ذا خصائص سامية أكثر من بقايا اللهجات الأصلية النقية ذات الأصول غير السامية. ولكن الموضوع يستحق دراسة متأنية ودقيقة، ويكفينا الآن ما يقوم به السيد (برترام توماس) من دراسات عن اللغة ومواضيع أخرى اختلفت آراؤه فيها مع الاستنتاج الذي توصلت إليه وعرضته بإيجاز أعلاه. ويبدو لي بأن رأي تشيزمان فيما يتعلق بقبيلة آل مرة يجب ان يرفض كرأي يصعب الدفاع عنه، فهو لم يدع انه خبير في اللغة العربية أو أحد الضليعين فيها وأن مشكلته في فهم كلام من تعرف عليهم من قبيلة آل مرة يمكن عزوها الى حقيقة أن بدو الجزيرة العربية لم يساوقوا أفكار الحديث الخاص بهم الى المستوى النثري الحديث، فهم ما زالوا يفكرون ويتحدثون بمصطلحات شعرية. ولأبرهن على ذلك فإنني اقتبس جملة من حديث لمري هو محمد بن حميد، جرى في نفس هذه الرحلة التي أسجل أحداثها : دبت الحياة - يقصد المطر - في الخريف ولكن البرد أحرقه وأتى عليه - أي النبات. ففي عالم الفكر فان البدوي العربي وإلى حد ما رجل الحضر العربي، يختلف تماما عن أولئك الذين تلقوا تعليمهم المطور في الغرب وان تأثير الدين في الحديث واضح في الجزيرة العربية كما كان في انجلترا إبان عصر (البيوريتان) والبيوريتانية كما قال عنها (المراجعون) حركة إصلاحية لتطهير الكنيسة الانجليزية خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر..الخ

انضم الى رحلتنا مجندان آخران من معسكر بطن راشد وهما محمد بن راشد، وعلي البحيحي مما زاد عدد فرقتنا من آل مرة الى ستة أعضاء، وكانت مهمتهما العناية بالإبل عند الرعي، ولم يكن ذلك مكلفا ماديا بالنسبة لي، إذ كانا يركبان أي جمل دون مقابل مالي الا ما ينالانه من مكرمة انفحها لهما وللآخرين، ومع ذلك كانا يعملان بهمة ونشاط وخاصة الشاب محمد الذي برهن على فائدته للحملة فيما بعد..


@ الربع الخالي لفيلبي




التوقيع :

ادراك في نونها والنون=يدراك عن جفنها الساهر
لجلك كما الروح يالمضنون=منته. مجرد هوى عابر
    رد مع اقتباس