عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-16, 12:14 AM   #3
كحيلة حرب
 
الصورة الرمزية الكحيلة

 











 

الكحيلة غير متواجد حالياً

الكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond repute

افتراضي

اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين
======
بتلر في ضيافة بادية الشمال منذ مائة عام.. رصد عاداتهم وشاركهم الرحيل

=========


صورة قديمة لاستعدادات الرحيل

إعداد: سعود المطيري
أس أس بتلر كان ضمن الرحالة الذين انتدبوا بمهام خاصة الى شرق أفريقيا ومناطق نفوذ الإمبراطورية العثمانية أوائل القرن الماضي حيث يعمل وقتها في الاستخبارات البريطانية. وفي احدى مهامه الى شرق أفريقيا قرر العودة عن طريق الخليج ثم بغداد الى دمشق وبدلا من اتخاذ الطريق المعتاد الموازي لنهر الفرات اتجه غربا الى وسط الجزيرة العربية على الحد الشمالي للنفود الكبرى في مهمة علميه بحته للتعرف على عادات وتقاليد القبائل العربية ورافق احدى قوافل التجارة العائدة من هناك حيث بقي في ضيافة بعض القبائل المعروفة في الشمال وقدم وصفا لحياتهم اليومية وعاداتهم بل وفند تقسيمات القبائل التي ليست بالضرورة ان تكون دقيقة والتي نبدأها في محطته الاولى عند قبيلة عنزة احدى أشهر وأكبر قبائل الجزيرة وسنذكر البقية لاحقا..
غادرنا بغداد في يناير عام 1908م مع صديقنا ودليلنا محمد الماضي الى ان دخلنا الصحراء الى مضارب بن مجلاد شيخ الدهامشة كان دليلنا غير متأكد من مكان وجود قبيلته ولكنه يعرف انها في مكانا ما في اتجاه جنوب غرب الى ان تم العثور عليهم بعد أربعة ايام في منطقة عواج.

ان ما يمكن ملاحظته هو وجوده في المنطقة بين كبيسة ومنخفض الجوف هو وجود عدد من الرجوم (جمع رجم) وهي نتؤات صخرية تعتبر بمثابة علامات للحدود بين سلطات مختلف شيوخ البدو.

في اليوم الخامس منذ مغادرتنا كبيسه كما قلت وصلنا الى خيام دليلنا وخلال إقامتنا معه لمدة أربعة ايام عوملنا معاملة حسنة ولم يكن هو الوحيد الذي عاملنا باحترام بل آخرون، منهم الشيخ ابن مجلاد وجميع أفراد القبيلة الذين قابلناهم.

ان قبيلة عنزة التي ينتمي إليها تنقسم الى قسمين: البشر وهم الذين يسودون تقريبا في شمال وشرق الصحراء السورية الكبيرة، وضنا مسلم والذين يسودون الجزء الغربي منها. بعض العشائر الرئيسية المتفرعة من فرع البشر فمنهم،السبعة، الفدعان، العمارات (الدهامشة فرعا منهم) اما ضنا مسلم فمنهم الرولة، السوالمة، ولد علي، والاشاجعة. فيما يتعلق بعدد أفراد القبيلة وجدنا انه من المستحيل الوصول الى تقدير مقنع لتعدد التقديرات التي أخبرونا بها ولكن بجانب خيمة بن مجلاد حيث خيمنا احصينا ما يقارب 250خيمة.

كانت إقامتنا مع عنزة لمدة أربعة ايام هي الأكثر إثارة حيث أتيحت لنا الفرصة لنأخذ صورة ممتازة عن حياة البدو في الصحراء، خلال هذه المدة انتقلنا معهم مرتين بحثا عن الماء والمرعى. النساء في هذه المناسبات (مناسبات الرحيل) بشكل عام يركبن في هوادج يضللهن غطاء كبير يسمى (شطاب) والرجال المسنون من القبيلة وأيضا الرجال الأصغر سنا يبدون ملتزمين دينيا أكثر من غيرهم.

انهم ليسوا كبار البنية ولكنهم رشيقون ونحيلون وسحناتهم أكثر سمرة من الحضر المستوطنين في حائل والجوف. خلقتهم حسنة وعيونهم داكنة اللون. وجميعهم يضفرون شعورهم في جديلتين، كل جديلة منهما على جانب من جوانب الوجه. وبعد سنين من وجودنا في إفريقيا. الجميع من هؤلاء البدو رجالا ونساء يمكن وصفهم بالوسامة والجمال، واعتقد ان اغلب الناس يعتبرونهم كذلك، النساء في هذه القبيلة رغم أنهن بشكل عام يبقين في المحارم ولا يشاركن في النقاشات مع الرجال حول موقد القهوة الا أنهن أكثر تحررا من نساء بعض القبائل بحيث يقمن بمعظم الأعمال في عمليات الرحيل والتحطيب وغيرها من الأعمال، الخيول قليلة عندهم والإبل هي الوسيلة المستخدمة للركوب وخصوصا النياق منها لأنهم يعتبرون ركوب الجمال أمر غير مناسب.

ان من المثير هنا ملاحظة ان الصوت المستخدم لمناداة الناقة غير ذلك المستخدم لمناداة الجمل وقد كانت تجربتي تتلخص في انه اذا تم استخدام النداء الخاطئ فقد لا يلقى النداء اهتماما، الصوت المستخدم للناقة هو (هاي) ويبدو الصوت منخفضا ويرتفع بحدة اما بالنسبة للجمل فالصوت هو(زا - ها) وان تكون نبرة الصوت أعلى في القسم الأخير واقصر في الجزء الأول.

ان حياة البدو بشكل عام تعبر عن أقصى حالة من حالات البطالة حيث انهم لا يفعلون شيئا على الإطلاق عدا التنقل من يوم لآخر مع قطعان ما شيتهم، كبار السن منهم يمضون أوقاتهم جالسين بالقرب من موقد النار يشربون القهوة اما الأصغر سنا فهم بالمثل أيضا يعيشون حياة رتيبة ما عدا شهور الشتاء عند ما يذهبون في الغزو للسيطرة على ماشية وخيام أعدائهم. ان مطالب وحاجيات البدو قليلة جدا فأقصى رغبتهم هو الحصول على بندقية أو مسدس أو منظار أما طعامهم وملابسهم فهي بسيطة جدا يتكون الأكل بشكل أساسي من الرز والطحين والتمر وحليب النياق والقهوة وفي بعض الأحيان اللحم، اما ملابسهم فتتكون من عباءة وثوب (زبون) وسروال وكوفيه وعقال.

لا يبدو ان هؤلاء البدو بصحة جيدة فعدد منهم يعانون من سعال قوي وكثيرا منهم يشتكون من صعوبة في الهضم كما ان بعضهم يشتكون من عيونهم بسبب الإكثار من شرب القهوة حسب قولهم.

@ الرحالة الأوربيون في شمال الجزيرة

اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين..
فيلبي يفند شجيرات (الصابون) ويصف قصر ذويبان في الأحساء؟
===============


اعداد - سعود المطيري:
======
لم تذكر الترجمة العام الذي انطلقت به رحلة فيلبي الا انها بحساب الأربعة عشر عاما من نهاية رحلته الاولى عام 1918م يبدو انها في العام 1932م عندما تحركت قافلته المكونة من 15رجلا و 32جملا فكان أول شيء قام برصده علميا شجيرات صحراوية يعتمد عليها سكان الجزيرة في إنتاج الصابون ووصفه لقصر ذويبان المعروف في الأحساء يقول فيلبي:
============
حاول شخص كنت أظنه من أفراد الفرقة ان يبيعني صقرا بسعر مغر مستخدما شتى أنواع الخداع، ولكن سعدان اكتشف حقيقة الطير كما أن زايد شكك في قدرته على القيام بما تقوم به الصقور المدربة وكان ان اعتذرت عن شرائه وقفل الرجل عائدا الى الهفوف مع السيارة. ورأيت بجانب نار المخيم فخ طير بسيط في شكله ولكنه متقن الصنع كان قد تركه بعض الصيادين، ونسينا نحن أيضا ان نأخذه معنا وبذلك حرمنا من وسيلة صيد الطيور الصغيرة في الصحراء لكنني نجحت في النهاية بتأمين عينة منه في بيشة.
============
هيأنا جوا من الصداقة والألفة أثناء أول وجبة نتناولها سويا وجلسة القهوة التي تلت، وشعرت بامتنان عندما لم يمتعض رفاقي من الاعتراض الذي أبديته على اقتراحهم بتأجيل بدء الرحلة الى الصباح. فقد كانوا يفضلون قضاء بعد الظهيرة وكنت أرى ان لا نضيع وقتنا دون مسوغ وكان الملك علاوة على ذلك قد وصل الهفوف وكنت ارغب في ان أكون بعيدا حتى لا يتم استدعائي. ومن ثم عكفنا على تقويض الخيم وتحميل صناديقي في محاسن قوية من الخيش مصنوعة في الأحساء وترتيب الأحمال وإعدادها . وبينما كان رفاقي يقومون بتحميل الأشياء تجولت قليلا أتفحص المزرعة الصغيرة التي كانت تتكون من بيت وحيد من الطين يتوسط بستان النخيل الذي يحيط به حائط بداخله بئر. وكانت بقعة صغيرة من جذامه الدخن تحتل مساحة من الأرض المسورة، بينما حقول قمح صغيرة تتناثر خارج السور. ويبدو ان المزرعة التي يملكها شخص يدعى ابن وتيد من الدواسر لم تكن مؤجرة آنذاك .
==============
بدأت الرحلة الساعة الواحدة والنصف ظهرا وتحركنا تاركين نخيل الدليقية تختفي خلفنا كا الأشباح في الضباب ثم مررنا مباشرة بقصر قرادي المهجور الذي كان يقع وسط قفر رملي تتناثر فيه الحصى هنا وهناك وبينهما مجموعة كبيرة من الكوارتز الأبيض. ثم توقفنا بعض لوقت لاستعادة جمل شارد وترتيب حمله من جديد. ويبدو ان الأحمال كانت ثقيلة على الجمال مع ان النوق التي تحمل أمتعتي كانت أسرع في النهوض من تلك التي تحمل معدات المطبخ. وكانت ناقتي ذات سنام ضخم أبدو من فوقه كأنني أطل عليهم جميعا من علو شاهق، ولهذا لم أجد (البحرانية).. وهذا اسمها مريحة في الركوب، فقد كانت بطيئة رغم خطواتها الواسعة وتغوص بخفها على الرمل، وكان الشيخ حمد أمير البحرين قد أهداها الى ابن جلوي ثم دخلنا بقعة تتكون من حيود رملية (ضلوع) منخفضة تكسوها أعشاب (الشنان) بغزارة والتي يصنع من رمادها نوع من الصابون الجيد يصلح لأغراض الغسيل، في حين ينتج نبات (الحرمل) الأكثر ليونة نوعا رديئا من الصابون يضر بالملابس. وصلنا الى قصر (ذويبان) الذي كان يقع وسط هذه المنطقة المتموجة وتوقفنا عنده نتفحصه وكان مبنى مهجورا شبيها بالقلاع. ويوحي بأنه كان مسكونا في الماضي البعيد عند ما كانت الآبار والعيون تجري بالماء والزراعة تمارس، كما يشير نمو شجيرات الطرفا بغزارة في المكان المجاور الى وجود مجرى ماء زحفت عليه الرمال، كما أكد وجود بئر جافة ذلك الانطباع. أما المبنى فكان في حالة متهدمة ويبدو انه كان حصنا يتكون من طابقين مساحته حوالي 40خطوة مربعة، ويتصل به فناء بمساحة 25خطوة مربعة من الجهة الشرقية، ووجدنا بين الخرائب شظايا من الفخار العادي وأسورة زجاجية وما شابه ذلك. وكانت تبدو شبيهة لتلك التي وجدناها لاحقا في يبرين، وأيضا للمخلفات التي عثر عليها الرائد تشيزمان في سلوى عام 1921م - 1340ه ويصعب تحديد أعمار هذه المخلفات. لكن المعلم الذي أثار انتباهي أكثر هو ألواح وشظايا صخر أحفوري هش يبدو أن الذين قاموا ببناء القصر قد استخدموه بكثرة لتقوية المبنى الطيني. ولم يعثر حسب معلوماتي على هذه الصخور في منطقة الأحساء مما يوحي بأنها قد جلبت من الجرف الممتد على طول الساحل الذي يبعد كثيرا من هنا. وقد توجد مواد مشابهة في حصن سلوى وليس في يبرين، ويبدو انه ينتمي الى عصر الميوسين. فإذا كان قصر ذويبان يمثل بقايا استيطان قرمطي يعود الى القرن العاشر الميلادي أو نحو ذلك فإنه الآن وكما رأيناه، مأوى للضباع والذئاب والبوم، ويقف دليلا على كيف يخسر الإنسان صراعه مع رمال الصحراء الزاحفة .
============
@ الربع الخالي لفيلبي





التوقيع :

ادراك في نونها والنون=يدراك عن جفنها الساهر
لجلك كما الروح يالمضنون=منته. مجرد هوى عابر
    رد مع اقتباس