جلست على شرفتها خلف المنزل .. كعادتها حتى لايراها احد سوى الاشجارالعطشه ..ابتسمت
ثم تجهم وجهها ..ثم ابتسمت ..واخيرا بكت ..هو بقربها وهي لاتشعر ..ربما مشاعرها بمكان
آخر هذه المره ..عادت تبتسم لتطلق سراح فراشاتها البيضاء ..هو يعلم بانها تعيش الحلم
بتألم ..من اغلاقها لعينيها وحرمانه من صورته المصغره على هذه المساحات البلوريه
.. يقترب منها ..ينفض الذكريات المكدسه على اهدابها .. اصابعه ذابت مع دموعها ..هي لاتزال
تعيش الحلم ..حتى هزها لتفوق من هذه الغيبوبه ..وما ان فتحت عينيها
حتى اغمضتهم بسرعه ..كأنها تكتفي بالصوره المصغره له ..
يهمس بأذنها بأنه مشتاق ..يعلق حروف للأسف
على رقبتها كعادته ..وكعادته يظن بأنها ستضعف وستتعلق برقبته كطفلته المدلله..ولكن لاشيء
..افتحي عينيكي ارجوك ..قال لها ..هو يعرف بأن عينيه سر ضعفها ..وأساطير قبلاته
تبدأ بتلك الاسرار ..وهي للأسف تعلم ذلك ..ولكنها لم تفتح مثل كل مره عينيها
..لانها تعلم عندما تفتحهم ليوم سيظل لجانبها وما ان تقفل ..يذهب هاربا لأعين اخرى ..استجمعت
قواها لمواجهته وفتحت عينيها وغرستهم في عينيه ..حاول ان يبدأ السطوه لكنه
فشل وأغمض بدل عنها عينيه ..لثواني وذهب ليمتزج ظلاله مع الاشجار العطشى ..
وأرض احلامها المقدسه تدعوها للمثول امام ذكريات حلوه ..لتتخذ قرارها المصيري
وتركنها خلف الباب الذي لن يقفل لعيون آخرى غير زوجها.