هذه قصيدة قلتها عندما تزوجت أكبر بناتي
آمل أن ترضي ذائقتكم:
يا زهرةَ القلبِ أنَّا لي بسلواكِ= وقد قضيتُ ربيعَ العمرِ وياكِ
كنا ثلاثُتنا في العشِّ نَعْمُرُهُ= بالحبِّ، والسعدُ مقرونٌ برؤياكِ
كنتي وحيدتَنا في العشِّ قابعةً= والدفءُ يملأ دنيانا و دنياكِ
وكم دَلَفْتي خلال البابِ باكيةً = وقلتِ: يا أمَّ إن البردَ أبكاكِ
وكم جَلَبْتُ من الأسماكِ أبشعَها = و قلتُ: ياحلوتي هاكِ العشا هاكِ
و لا تخافي و لا تخشين قبلتَها ="ذاتُ الشواربِ" قد حُفَّتْ بأشواكِ
هل تذكري صورةَ الثعبانِ ملتوياً= على عُنيقِكِ في "تمبا"، و مرآكِ؟
إذ نُلتِ "جائزةَ الإقدامِ" إذ َلمَعَتْ= منكِ العيونُ و لم تبدُ ثناياكِ
هل تذكري حين أحْرقتِ ملابسَنا= أيامَ في غرفةِ "الشاليهِ" ننساكِ؟
كنا نفتِّشُ مذعورينَ في هلعٍ= عليكِ و "الناظر"ُ المغبونُ يلقاكِ
هل تذكري "ستةَ الأعلامِ" في دلسٍ= أيامَ ضُعتي واُعْلِنْتي من الحاكِي؟
وكل همّكِ أن تُعلِنْ إذاعتُهم = "الطفلةَ الضائعة" و الأمُ تَنْعاكِ
فكيف نُقصِيكِ عن سمعٍ و عن بصرٍ = و لا َنحُنُّ و لا نَصْبوا للقياكِ؟
خَطَفْكِ مني "غريبٌ" لم أمالحَه = لم يسْكُنِ الحيَّ لم يرْبُ بمرباكِ
وكنتُ منَّيتُ نفسي أن أرى ولداً= يُدعى"حفيدي" ومن دمِّي وأفلاكي
لكنها قُدرةُ المولى و حِكْمَتُه = يُقسِّم الرزقَ بين الخلقِ شَرْواكِ
إن الزواجَ لعلمِ الغيبِ مَرجِعُهُ = مِثلُ المنيةِ نقشٌ في ُمحيَّاكِ
يُخطِّطُ الناسُ كلٌّ حَسْبَ قُدرتِهِ = و قدرةُ اللهِ فاقتْ كُلَّ إدْراكِ
أدعو لكِ اللهَ في سرِّي و في عَلَني= وما شدوتُ بهذا الشعرِ لولاكِ