لا أحد ينكر ما للأم من فضل و تأثير كبيرين في حياة الأبناء.
فمن ينكر فضل أمه التي حملته وأرضعته
وسهرت الليالي عند مرضه،
ثم حرصت على حمايته من البرد القارس
وألبسته أحسن اللباس و حرصت على حصوله
على أحسن ما تستطيع شراءه من ألعاب.
طبعاً لايستطيع احد أن ينكر فضل الأب،
ولكن حنان الأم و قربها من صغارها دائماً
يجعل لها مكانة خاصة
في نفوس الأبناء و البنات.
و هناك دور مهم للأم في تربية النشء،
فهي خط الدفاع الأول في تنمية الأخلاق الحسنة
و التوجيه السليم في اختيار الرفقة الصالحة،
إلى جانب تنمية حب الوطن و الإنتماء
و الوسطية في جميع تصرفات الأبناء
حتى لا يكونوا عرضة للإنزلاق في متاهات
هذه الحياة الصاخبة
في عالم تتجاذبه الأهواء و المصالح المادية:
وطني كُفيتَ الشرَّ يـا معطـاءُ = يا من تنوءُ بخيـرك الصحـراءُ
حقّقتَ في دربِ البنـاءِ مكاسبـا = ًكانت، و لا زالت لهـا أصـداءُ
أنجزتَ في الشأوِِ المحـدّدِ نقلـة= ًفتجسّدت فـي أرضـكَ العنقـاءُ
فيك الرجالُ بكل مسعىً أبدعـوا = جهدٌ يـراه الأهـلُ والغرباء
و بناءُ جيلٍ فاعـلٍ فـي أمتـي= إستحـوذت بعنـانِـه حــوّاءُ
فالدينُ فيها قد تموضـعَ نِصْفُـهُ = لو لم تكن مـا كانـت الأسمـاءُ
هي من بهيبتهـا وقـوّةِ حُبِّهـا = تُبنى- بنشءِ الأمّـةِ - العليـاءُ
من دَرِّها رضََعَ الجنينُ غـذاءَهُ = و مـع الغـذاءِ محبّـةٌ و ولاءُ
بَنَتِ المتارِسَ للدفـاعِ و ألهبـتْ = هِمَـمَ الرجـالِ فأبـدع الحَـدَّاءُ
الأمُّ مدرسـةٌ تهـذِّبُ نشـأهـا= فتشعُّ فـي جنباتِهـا الأضـواءُ
هي من بنى للمجدِ صرْحاً شامخاً = ما اسطاعَ هدمَ بنائـهِ الأعداء
آمل أن يكون هذا هو المكان المناسب لنشرها
لأنني لم اجد ملتقى للشعر الفصيح