ونظر أشعب إلى رجل قبيح الوجه، فقال: ألم ينهكم سليمان بن داود أن تخرجوا بالنهار.
ومر أشعب برجل نجار يعمل طبقاً فقال له: زد فيه طوقاً واحداً تتفضل به علي. قال:
وما يدخل عليك من ذلك؟ قال: لعل يوماً يهدى إلي فيه شيء.
قال الأصمعي: أخبرني هارون بن زكريا عن أشعب قال: أدركت الناس يقولون: قتل
عثمان. قال الأصمعي: وعاش أشعب إلى زمان المهدي ورأيته.
دخل رجل على الأعمش يسأله عن مسألة، فرد عليه فلم يسمع، قال له: زدني في السماع
يرحمك الله. قال ما ذلك لك، ولا كرامة. قال: فبيني وبينك رجل من المسلمين. قال:
فخرجا إلى الطريق، فمر بهما شريك القاضي فقال: إني حدثت هذا بحديث فلم يسمع،
فسألني أن أزيده في السماع لأنه ثقيل السمع وزعم أن ذلك واجب له، فأبيت. قال له
شريك: عليك أن تزيده، لأنك تقدر أن تزيد في صوتك، ولا يقدر أن يزيد في سمعه.
أتت ليلة الشك من رمضان، فكثر الناس على الأعمش يسألونه عن الصوم، فضجر، ثم
بعث إلى بيته في رمانة فشقها ووضعها بين يديه، فكان إذا نظر إلى رجل قد أقبل يريد أن
يسأله تناول حبة فأكلها، فكفى الرجل السؤال ونفسه الرد.
قال رقبة بن مصقلة: سفه علينا الأعمش يوماً، فقالت امرأته من وراء الستر: احملوا عنه،
فوالله ما يمنعه من الحج منذ ثلاثة سنة إلا مخافة أن يلطم كريه، أو يشتم رفيقه.
طلبت بنت الأعمش من الأعمش حاجة، فحجبها بالرد، فقالت: والله ما أعجب منك، ولكني أعجب من قوم زوجوك.