الغالي / لافي ..

إن من يقرأ في سيّر العظماء الأوائل يجد انهم نهلوا من كل بحر قطرة واخذوا من مختلف العلوم وتزودوا من المعارف الشيء الكثير وسطروا لنا اروع الكتب من علمية وادبية ودينيةوتاريخية وفلسفية . إلخ ولم يؤمنوا بالتخصص سيدي الفاضل .. أما نحن اليوم أعتقد أننا تخصصنا في فرع واحد من علوم المعرفة ومع ذلك تجد إبداعتنا قليلة إلا ما ندر . أتدري لماذا .. لانهم أعني الاوائل كانوا يقراون ويدونون ويسمعون ويناقشون بعيدا عن التكلف والاصطناع الذي يمارسه البعض مننا في هذا العصر . وكانوا لا يكتفون عند حد معين بل يتواصلون فيما بينهم عكس ما نراه اليوم من أناس احترفوا علما وجلسوا في العليين لينظرو من فوق . هنا الفرق سيدي الفاضل بين هولاء العظماء الأوائل وبين ممن هم في عصرنا ويسمون بالطبقة المثقفة ..
فعندما تجد من ينظم القصيدة لا يستطيع ان يكتب حرفا واحدا أو يتكلم في علم أخر غير الشعر . وقس عليه الافرع الاخرى من الثقافة .. وقد احسنت صنعا عندما ذكرت في أخر مقالك أننا ما دمُنا هواة فلن نخسر شيء . ومن قال لك أننا خسرنا بل ربحنا ولم نقف عند حدٍ معين فمن تراه يكتب في بوح القلم تجده في ملتقى القوافي وتجد الكسرات وتجده في المنقول إلخ ابواب المنتدا ألجميل . وإذا كان المنتدا مكتبة صغيرة فإن في الخارج مكتبة أكبر . وحقيقة إنني من الهواة الذين يجدون في كل بحر من علوم المعرفة بغيته فتارة تجدني في الادب وتارة في التاريخ وتارة في العلوم . لأنني اعتبرها في مجملها مخزون ثقافي واسع فلا تبخل على نفسك بها . أما التخصص فأعتقد انه يقيد الحرية وتوسع العقل في إدارك المعارف الاخرى ةيقصره على علم معين فيكون عند ذلك كمن هو مقيد وقيده لا يتعدى خطى قدميه ..
عذرا على المداخله فموضوعك جميل وكم اتمنى من الجميع المشاركة فيه ..
تقبل تحياتي