|
ونقول
عبوس الرسول صلى الله عليه وسلم
في وجه ابن ام مكتوم
حدثنا سعيد بن يحيى الأموي ، قال : ثنا أبي ، عن هشام بن عروة مما عرضه عليه عروة ، عن عائشة قالت : أنزلت ( عبس وتولى ) في ابن أم مكتوم قالت : أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول : أرشدني ، قالت : وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم من عظماء المشركين ، قالت : فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ، ويقبل على الآخر ويقول : " أترى بما أقوله بأسا ؟ فيقول : لا ففي هذا أنزلت : ( عبس وتولى ) .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( عبس وتولى أن جاءه الأعمى ) قال : " بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب ، [ ص: 218 ] وكان يتصدى لهم كثيرا ، ويعرض عليهم أن يؤمنوا ، فأقبل إليه رجل أعمى يقال له عبد الله بن أم مكتوم ، يمشي وهو يناجيهم ، فجعل عبد الله يستقرئ النبي صلى الله عليه وسلم آية من القرآن ، وقال : يا رسول الله ، علمني مما علمك الله ، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعبس في وجهه وتولى ، وكره كلامه ، وأقبل على الآخرين; فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخذ ينقلب إلى أهله ، أمسك الله بعض بصره ، ثم خفق برأسه ، ثم أنزل الله : ( عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى ) ، فلما نزل فيه أكرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمه ، وقال له : " ما حاجتك ، هل تريد من شيء؟ " وإذا ذهب من عنده قال له : " هل لك حاجة في شيء؟ " وذلك لما أنزل الله : ( أما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى ) .
|