قال عبدالله بن مبارك:
رأيت الذنوب تميت القلوب=وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب=وخير لنفسك عصيانها
وهل أفسد الدين إلا الملوك=وأحبار سوء ورهبانها
قال عبيدالله بن عبدالله بن طاهر:
فأنفق إذا أيسرت غير مقصر=وأنفق إذا خيلت أنك معسر
فلا الجود يفني المال والمال مقبل=ولا البخل يبقي المال والمال مدبر
وقال شاعر:
لا تعيبن من كريمٍ ذلةً=ذلة الكريم مفتاح الفرج
وقليل حلالا صرفاًخالصاً=لك خيرٌ من كثيرٍ قد مزج
وقال الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم=فطالما أستعبد الإنسان إحسان
قال ابن المبارك-رحمه الله-:
خل الذنوب صغيرها=وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماشٍ فوق=أرض الشوك يحذر مايرى
لاتحقرن صغيرة إن=الجبال من الحصى
قال الشاعر:
ياخادم الجسم كم تشقى بخدمته=أتعبت نفسك فيما فيه خسران
أقبل على النفس فأستكمل فضائلها=فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
وقال شاعر:
وإذا بحثت عن التقي وجدته=رجلاًيصدق قوله بفعال
وإذا أتقى الله امرؤ وأطاعه=فيداه بين مكارم ومعال
وعلى التقي إذا تراسخ في التقى=تاجان تاج سكينة وجمال
وإذا تناسبت الرجال فما أرى=نسباً يكون كصالح الأعمال
وقال آخر:
وما أرى السعادة جمع مالٍ=ولكن التقي هو السعيد
وقال آخر:
يا من يرى مد البعوض جناحها=فيظلمة الليل البهيم الأليلِ
ويرى مناط عروقها في نحرها=والمخ في تلك العظام النحلِ
امنن علي بتوبة تمحو بها=ما كان مني في الزمان الأولِ
وقال آخر:
نعم المحدث والرفيق كتاب=تلهو به إن خانك الأصحاب
لا مفشياً للسر إن أودعته=وينال منه حكمة وصواب
وقال المتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم=وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها=وتصغر في عين العظيم العظائم
وقال شاعر:
إذا ما خلوت بريبةٍ في ظلمةٍ=والنفس داعيةٌ إلى الطغيانِ
فاستحي من نظر الإله وقل لها=إن الذي خلق الظلام يراني
وقال آخر:
إذا كنت في قومٍ فصاحب خيارهم=ولاتصحب الأردى فتردى مع الردي
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه=فكلُ قرين بالمقارن يقتدي
وقال:
ياطالب العلم لا تبغي به بدلاً=فقد ظفرت ورب اللوح والقلم
العلم أشرف مطلوبٍ وطالبه=لله أفضل من يمشي على قدم
وقال زين العابدين-رحمه الله-:
يا من يجيب دعا المظطر في الظلم=ياكاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا=وأنت ياحي ياقيوم لم تنم
ادعوك ربي حزيناً هائماً قلقاً=فارحم بكائي بحق البيت والحرم
إن كان جودك لا يرجوه ذو سفهٍ=فمن يجود على العاصين بالكرم
وقال شاعر:
وما من كاتب إلا سيفنى=ويبقي الله ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شئ=يسرك في القيامة أن تراه
وقال آخر:
أعمل بعلمك تغنم أيها الرجل=لاينفع العلم إن لم يحسن العمل
والعلم زين وتقوى الله زينته=والمتقون لهم في علمهم شغل
وحجة الله ياذا العلم بالغة=لا المكر فيها لا ولا الحيل