شعراء المحاورة ينعون شاعر الخليج صياف الحربي:
مكة المكرمة - تركي السويهري:
بقلوب مملوءة بالأسى والحزن.. وأعين تتحجر فيها المدامع.. وبصدور تئن من وطأة المصيبة.. وبنفوس راضية بقضاء الله وقدره.. ودعت ساحة المحاورات الشعرية. علماً من أبرز أعلامها على الإطلاق.. وعموداً من أعمدتها البارزة على مستوى الخليج.. سنين كثيرة تزيد على سبعين عاماً قضاها في قول الشعر الجزل ومقارعة كبار الشعراء.. بأبيات محكمة وجزلة وقوية ومعان عميقة ورفيعة المستوى.
انه شاعر الخليج: صياف بن عواد السحيمي الحربي، لقد عاش - رحمه الله - حياة مملوءة بالتنافس الشريف والحب والاثارة والقوة والمحاورة على معنى بعيداً عن المحاورة المكشوفة أو التي تعتمد على تركيب الأحرف وتهدف إلى ضحك الجماهير بعيداً عن المعنى فهو - رحمه الله - يعد من ابرز شعراء المعنى وعاش حياته الشعرية على هذا النهج مع الشعراء أمثال: عبدالله المسعودي، ومحمد الجبرتي، ومحمد بن تويم، ومطلق الثبيتي، وطلق الهذيلي - رحمهم الله - والشعراء الذين هم على قيد الحياة منهم: مستور العصيمي، ومصلح بن عياد، وعوض الله ابو مشعاب، وجارالله السواط، ورشيد الزلامي، ومحمد بن طمحي الذيابي، ومحمد السناني، وحبيب العازمي، ومحمد المسعودي، وملفي المورقي، وعبدالله بن سنان (الاعمى)، وغيرهم..
عاش فترة شعره التي قضاها مترفعاً عن الألفاظ البذيئة الساقطة.
عاش شاعراً نشأ مؤدباً وعلى خلق رفيع ليرحل بعد أن نحت اسمه في ذاكرة عشاق ومتذوقي شعر المحاورة في الخليج العربي.
لقد كان - رحمه الله - ذو أدب جم وخلق رفيع وسلوك مهذب يحرص على مراعاة شعور الآخرين وعدم خدش مشاعرهم، وينتقي كلماته بعناية فايقة ويحرص الا يسمع منه الناس إلا كل جميل ولقد كان ذا أدب جم إلى اقصى درجة الأدب ومتزناً في محاوراته وفي مخاطبته الآخرين..
ولقد كان - رحمه الله - حريصاً على كلمته التي يعطيها لاصحاب الحفلات ولا يتأخر عن الحضور الا لسبب قاهر جداً ولم يكن من الشعراء الذين تغريهم الماديات ويتأخرون عن حضور الحفلة ويذهبون لاخرى بسبب زيادة في المكافأة - لقد كان - رحمه الله - يحترم كلمته التي يعطيها لأصحاب الحفلات ويوفي بمواعيده وكان مضرباً للمثل في هذا الجانب، وينتقد الشعراء الذين لا يحترمون كلمتهم.
ولقد تحدث للخزامى عدد من زملائه الشعراء وقد بلغ الحزن فيهم مبلغه وبدأ واضحاً جلياً عليهم واجمعوا على خلقه الرفيع وأدبه الجم واخلاقه الفاضلة واحترامه زملاءه وتقديره لهم داخل ساحة المحاورة وخارجها.
@ حيث قال الشاعر
مستور العصيمي بنبرة حزن واضحة: لقد رحل أخ عزيز وزميل فاضل يعد من أقرب المقربين إلى نفسي ويشهد الله ان له مكانة خاصة في النفس وهو شاعر معنى من الدرجة الاولى بل يعد قمة شعراء المعنى ولا يسعني الا ان ادعو له بالرحمة والغفران.
@ الشاعر
حبيب العازمي كان من أول زملاء الشاعر الذين كانوا حاضرين مع أبناء الشاعر للوقوف بجانبهم ولتقديم واجب العزاء لهم وفاءً وتقديراً لوالدهم - رحمه الله - وقال بصوت خانق: إنني وزملائي الشعراء من اوائل من يقدم لهم العزاء في رحيل الشاعر البارز صياف بن عواد - رحمه الله رحمة واسعة، فلقد كان زميلا عزيزا وأخا فاضلا ويتمتع بصفات فاضلة قل أن تجدها في غيره فلقد عاش حياته لم ينم أو يغتب أو يقلل من حق زميل له، ولا أذكر ان أحدا قط نقل لي أو لغيري من الشعراء كلمة يغضب منها عن الراحل - رحمه الله - فلقد كان محترما بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
اما الشعر فصياف - - رحمه الله - أكبر من تقويمي له.
ووافقه الرأي الشاعر محمد السناني شاعر قبائل خنذف إذ وقال:
لقد فقدت ساحة المحاورات الشعرية علماً بارزاً يعد من ابرز اعلامها ومن شعرائها الذين يتربعون على قمة هرمها الشعري فلقد قدم لشعر المحاورة شيئاً كثيراً على مستوى الخليج العربي طوال حياته الشعرية وكان - رحمه الله - شاعر معنى من الدرجة الاولى اضافة إلى أدبه الجم واخلاقه الفاضلة وسمو معانيه ورفعتها حيث كان - رحمه الله - يحترم زملائه ولا يبتذل ولا يلجأ إلى المحاورة للاسفاف والتجريح والكلمات النابية اضافة إلى تقديره واحترامه لزملائه الشعراء خارج ساحة المحاورة.
@ الشاعر
محمد بن حامد المسعودي قال: رحم الله (ابا مفلح) فلقد عاش، مؤدباً خلوقاً لا يمكن ان يصدر منه بيت شعري بلا معنى ولا هدف يرمي اليه، وهو شاعر جميل على خلق عال ويسمو بمعانيه ولايبتذل وهذا جعله محبباً من جميع شعراء والجمهور، وكان يردد: "الشعر أدب واحترام فلابد أن يكون الشاعر محترماً لنفسه ولجمهوره ولا يسمع منه الجمهور الا كل جميل وراق" وهذه القاعدة هي الركيزة الاساسية التي سار عليها طيلة حياته الشعرية.
@ الشاعر المعروف
محمد بن طمحي الذيابي تحدث بنبرة حزن شديدة وقال: لقد رحل زميل عزيز بل من أعز وأنقى زملائنا الشعراء.. محبوب من الجميع يتحلى بصفات جميلة جداً: كالصدق، وحسن الخلق، وحسن المنطق، فلسانه عفيف يبتعد عن الألفاظ النابية في شعره ولا تجد شاعراً في الساحة يتذكر موقفاً سيئاً مع الراحل الشاعر - صياف الحربي - حيث كان يحرص على معانيه وعلى الفاظه وعلى مشاعر زملائه الشعراء وهو ذائقة جمهوره، ولا يدع في نفوسهم شيئاً من الكدر والضغينة لانه - رحمه الله - نقي السريرة، كبيراً في شعره كبيرا في خلقه وأدبه.
@ الشاعر المبدع
مصلح بن عياد الحارثي بدأ عليه التأثر برحيل زميله الشاعر صياف الحربي إذ قال: كل من يعرف صياف بن عواد سيتملكه الحزن برحيله ولا يسعني الا ان أعبر عن حزني عليه بقولي:
رحمة الله على صياف بن عواد
صاحب الكلمة الجزلة ومبدعها
ساحة الملعبة لبست عليه احداد
واظلمت من وداعه يوم ودّعها
واضاف الحارثي:
مهما تحدثت فلن أوفي زميلنا الراحل حقه فلقد كان قمة في كل شيء شعراً وخلقاً ورجولة.
الشاعر الكبير
عوض الله بن حميد السلمي (أبو متعب) يقول عنه لقد فقدت ساحة المحاورة علماً من اعلامها ورمزاً من رموزها شاعرا فذا على خلق رفيع وكان - رحمه الله - يتحلى بسجايا فاضلة وأخلاق حميدة.. ولم يشتكي منه أي انسان في دنياه سواء في ساحة المحاورة أو في خارجها..
@ الشاعر المخضرم
جارالله السواط قال: أعزي نفسي اولاً في الراحل قبل أن اعزي ابناءه وذويه، فهو أخ عزيز وزميل وفيّ وشاعر كبير محترم ومؤدب اضافة إلى انه انسان رائع وجميل وخلوق ومهذب نقي السريرة صافي المخبر ولا يختلف عليه اثنان فهو كبير بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى شعراً وخلقاً، وانني أحد الذين يعزون في (صياف الحربي) أسوة بابنائه وأقاربه فلقد فقدنا صياف مثلهم تماماً ولا يسعنا إلا ان ندعو له بالرحمة.
@ الشاعر
عبدالله بن سنان الذيابي (الاعمى) قال: رحم الله الشاعر الزميل صياف الحربي واسكنه فسيح جناته فهو زميل عزيز وله مكانة عالية في نفوس الجميع فهو شاعر رائع وانسان أروع وشاعر معنى يبتعد عن الاسفاف والتجريح وهو شاعر متزن في محاورته.
@
الشاعر شديد الرياحي قال: شاعرية الراحل صياف بن عواد - رحمه الله - لا يحق لاحد ان يتطاول عليها اطلاقاً فلقد كان يعتلي قمة هرم شعر المحاورة ومن ابرز شعراء الخليج على الاطلاق ولا يختلف عليه اثنان اطلاقاً، ونحن نعزي انفسنا في صياف قبل ان نعزي ابناءه فلقد كان مدرسة مستقلة بذاتها وتتلمذ على يديه العديد من شعراء الساحة وكان - رحمه الله - قمة في خلقه وتعامله حتى في توجيهه لزملائه الشعراء.
http://www.alriyadh.com/2007/03/28/article236775.html