ملتقى قبيلة حرب الرسمي

ملتقى قبيلة حرب الرسمي (http://www.m-harb.net/vb/index.php)
-   ملتقى المقتطفات الشعريه والشعر الفصيح والزواميل واالقصائد المنقولة (http://www.m-harb.net/vb/forumdisplay.php?f=99)
-   -   ابو فراس الحمداني (http://www.m-harb.net/vb/showthread.php?t=5777)

بنت القبيله 03-12-06 08:11 AM

ابو فراس الحمداني
 
نسبه وحياته :

هو أبو فراس الحارث بن أبي العلاء سعيد بن حمدان بن حمدون الحمدانيّ ، ابن عمّ ناصر الدولة وسيف الدولة ابن حمدان . وكنيته « أبو فراس » من أسماء الأسد .

ينتسب من جهة أبيه إلى العرب ، ومن جهة أمه إلى الروم ، وهو يشير إلى ذلك بقوله :

إذا خفتُ منْ أخواليَ الرومِ خطَّة *** تخوَّفتُ من أعمامي العُرْب أرْبعا

وقيل : بل أمه عربية ، لقوله :

لم تتفرَّق بنا خُؤول **** في العزّ أخوالنا تميمُ

اتصفّ جدّه حمدان بالشجاعة والكرم ، واحتلّ عمّه عبد الله ، والد سيف الدولة ، بلاد الموصل .

ولد أبو فراس سنة 933م / 321 هـ في منبج ، وهي بلدة سورية تقع شمالي حلب ، وقيل : إنه ولد في الموصل ، وهي مدينة تقع في شمالي العراق .

تيتّم وهو في الثالثة من عمره ، فنشأ في حضانة أمه وعطف ابن عمّه سيف الدولة .

وما هو إلاّ أن يقوى ساعده في الشعر حتى « يعجب سـيف الدولة بمحاسنه ، ويصطنعه لنفسه ، ويستصحبه في غزواته ، ويستخلفه على أعماله » ، وحتى يجزيه خير جزاء . ويروى أنّ أبا فراس كان ، يوماً ، في مجلس سيف الدولة مع جماعة من الشعراء ، فقال سيف الدولة بيتاً أجازه أبو فراس ، فأعطاه ضيعةً في ضواحي منبج تغلّ ألفي دينار كلّ سنة ، حتى إذا بلغ السادسة من عمره قلّده منبجاً وحرّان وأعمالهما جميعاً .

وفي منبج سجل أبو فراس على الروم نصراً بعد نصر ، وخرَّت الحصون الواحد بعد الآخر . وكان حيناً ، يقود فيالق العرب ، فيحرق المدن ويسبي النساء ، ويأسر الرجال ، « ثمّ يعود إلى قصره ، يوزّع وقته بين الصَّيد واللهو ، وقرض الشعر والمفاخرة ، ويزور حلب فيشهد الليالي العامرة التي كان يحييها الأمير في « الحلبة » قصره الفخم ، فينافس الشعراء ، ويسابق الأدباء ، وفيهم من لو تفرّق على العصور لكان واحدها : فيهم النامي ، والببَّغاء ، والوأواء ، والمتنبي ، وابن نباتة ، وكشاجم ، والصنوبري ، والخالديّان ، والفارابي ، والخليع ، والسَّريّ الرفّاء ، وأبو الطيب اللغوي ، وأبو على الفارسي ، والأصفهاني ، والشمشاطي ، تجمعوا على باب ابن عمّه ، ينشدون أروع الكلم ، وأطيب المقال ، ويُثيرون الموضوعات المختلفة ، فيشترك فيها أبو فراس ويحكم سيف الدولة بينهم فيما هم مختلفون » .

وكان أبو فراس يذاكر الشعراء ، وينافس الأدباء ، وقيل إنّه كان يُظهر سرقات المتنبي الشعرية ، فلا يجرؤ المتنبي على مباراته . وهكذا زجَّى الشّابَ البطل حياته بين الحرب والشعر ، والهزل والجدّ ، ناعماً رافهاً حتى ناهز الثلاثين من سنيه .

وفي ذات يوم من أيام شوال سنة 351 هـ كان أبو فراس عائداً من الصيد مع قلة من أصحابه لا يتجاوزون السبعين رجلاً ، فباغته الروم في ألف رجل تحت قيادة تيودور ، فدافع الشاعر حتى أُثخن بالجراح ، وأصابه سهم بقي نصله في فخذه ، فوقع أسيراً واقتيد إلى خرشنة ، ثم إلى القسطنطينية ، وقيل إنّه أسِر مرتين ، وقد اقتيد ، في المرة الأولى إلى خرشنة ، وفي المرة الثانية إلى القسطنطينية . وقيل إنَّ الروم أكبروا بطولة الشاعر ، فأكرموه ، وأنزلوه في قصر يقوم على خدمته فيه خادم ، كما خلّوا ثيابه وسلاحه ، وهو يقول في ذلك :

يمنّون أنْ خلّوا ثيابي وإنّما **** عليَّ ثيابٌ منْ دمائهم حُمْرُ

ولكن هذه المظاهر لم تستمل روحه المكبّلة الحزينة ، فراسل ابن عمّه سيف الدولة سائلاً إيّاه افتداه .

وما طل سيف الدولة بالفداء لسبب لا ندري حقيقته تماماً ، فطال أسر أبي فراس ، وكانت مرحلة الأسر المعين الذي منه استقى وجدان الشاعر ، فمنه غرف الحزن بلا حساب ، ومنه كان حنينه ، ومنه كانت ثورته ونقمته وشكواه وفخره ، وبكلمة مختصرة : لولا الأسر لما كانت الروميات تلك الخوالد في الشعر الوجداني العربي .

« وفي اليوم الأول من شهر رجب سنة 355 هـ . خرج « أبو فراس » بثلاثة آلاف أسراً إلى خرشنة ، ووصل إليها سيف الدولة بأسراه فدفع ستمائة ألف دينار رومية ، وتمّ الفداء بعد أربع سنوات .....

وهذه مرحلة خامسة ، هي آخر مراحل حياته ، يعود فيها الشاعر إلى « حلب » ليلقى إخواناً وأهلاً ، وتصافح عيناه بلده ، فإذا الأسى قد أصابها ، وحلت بساحتها الكروب ، وشتلها الانكسارات ، وأقعد المرض « سيف الدولة » فتحول نعيمها إلى بؤس . ولكن « سيف الدولة » يوليه « حمص » ، وفيها تبلغه وفاة ابن عمه مالك حلب في العاشر من صفر 356 هـ ، فيخرس النعيُ لسانه ، ويعي بيانه ، فيتولّى عزّه ، وينقضي مجده ، ويموت شيطان شعره .

وتصبح الأمور بعد « سيف الدولة » إلى حاجبه الغلام التركي « قرغويه » وصياً على ابنه « أبي المعالي » . كيف يطيع « أبو فراس » حاجباً تركياً ؟ ... بل كيف يسكت « قرغويه » عن أمير عربيّ ! لذلك أوغر الحاجب صدر « أبي المعالي » ، وأعلمه أنَّ خاله ساع إلى الملك ، يستلبه منه ؛ فوجه إليه جيشاً لإخضاعه ، بقيادة « قرغويه » . فجمع أبو فراس من حمص ومن بني كلاب ، وسار إلى لقاء عدوه ، ولكن أتباعه هالهم عدد العدو ، فاستأمنوا إليه ، وأسقط في يد أبي فراس ، فلبث يقاتل عند قرية « صدد » قرب حمص ، حتى جرح عند « جبل سنير » فاستأمن ، ولكن « قرغويه » أمر عبده « جوشن » بالتركية فضربه بحديدة مدببة ، فسقط عن فرسه بعد العصر ، وقطع رأسه ، وتركت جثته في البرية إلى أن جاء أحد الأعراب فواراها التراب . وحمل رأس الأمير النبيل إلى ابن أخته « أبي المعالي » ليقرّ عيناً بوفاة البطولة ، ومقتل الشاعرية ، ودفن الوفاء ، وذلك يوم السبت لليلتين خلتا من جمادى الأول سنة 357 هـ .(4 نيسان 68 ) ».

2 ـ صفاته وأخلاقه :

كان أبو فراس طويلاً يدلّنا على ذلك قوله :

متى تخلف الأيام مثلي لكم فتى **** طويل نجادِ السَّيف رحب المقلد

وكان فارساً اشترك في المعارك إلى جانب سيف الدولة وله من العمر تسع عشرة سنة ، شجاعاً ، أبيّاً صفوحاً سموحاً يطلق الأسرى والأموال لتوسّل النساء إليه ، صلباً أبيّاً عزيزاً حتى في أسره ، ويروى أن الدمستق الروميّ أراد أن يغيظه يوماً ، فقال له : « إنما أنتم كتاب لا تعرفون الحرب » ، وذلك ردّاً على بيت أبي فراس القائل :

وصناعتي ضرب السيوف وإنَّني **** متعرِّض في الشِّعر للشُّعراء

فلم يسكت أبو فراس ، وهو بين يديه أسير ، بل أجابه قائلاً : « نحن نطأ أرضك منذ سِّتين سنة بالسيوف أم بالأقلام ؟ ويروى أيضاً أنَّ سيف الدولة عرض ، يوماً خيوله على بني أخيه ليختار كلّ منهم فرساً ، فامتنع أبو فراس عن الأخذ مع إلحاح سيف الدولة عليه . ولما عاتبه سيف الدولة على موقفه ، قال :

إنَّ الغنيّ هو الغنيّ بنفسه **** ولو لأنَّه عاري المناكب حافي

ما كثرةُ الخيلِ الجيادِ بزائدي **** شرفاً ، ولا عدد السوام الضّافي

خيلي ، وإنْ قَلَّتْ ، كثير نَفْعُها **** بين الصوارم والقنا الرعّاف

ابوفواز النويمي 03-12-06 11:07 PM





بارك الله فيك على الموضوع المفيد

بيض الله وجهك

اتمنالك التوفيق إن شاء الله

أخيك ابوروان



فهد ابن غانم 04-12-06 01:39 AM


سالم الفريدي 08-12-06 06:10 AM


حميدان العوفي 08-12-06 06:25 AM

يعطيك العافية و بارك الله فيك


على هذه الجهود الراااااااائعة

ابن خيرالله الردادي 10-12-06 02:26 AM



الأخت بنت القبيله

مشكوره يعطيك العافيه

وبارك الله فيك

تقبلي تحياتي

عويس الحربي 11-12-06 05:01 AM


ريــم 16-10-07 06:57 AM


العود الازرق 02-11-07 11:18 PM

بنت القبيلة ..
شكرا لك على السرد الجميل لشاعر ابدع في الشعر وطارت به الركبان شاعر وفارس عربي .
حقيقة حياة هذا الشاعر ملئة بالمادة التاريخية والتي لا يملها من يبحث في التاريخ ..
تقبلي تحياتي

بنت القبيله 11-11-07 04:10 AM

ألف شكر على المتابعه والمشاركه



الساعة الآن 07:12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi