ملتقى قبيلة حرب الرسمي - مفهوم التراث الشعبي :او الموروث الشعبي.....................

مقدمة حول مفهوم التراث الشعبي :او الموروث الشعبي

بقلم الأستاذ/ رافع العزومي عمر - عضو لجنة التراث بالمنتدى

هو من ناحية المصطلح كمادة وعلم لم يستعمل في الدراسات والكتب ( إذن ماهو التراث) هل كل نتاج ذي صبغة تاريخية شيء من التراث ؟ أو هو كل متوارث من العادات والتقاليد واللهجات سواء كان المتوارث حسياً أو معنوياً.
ولكن من المعلوم في دائرة الدراسات والبحوث إذا قيل لنا تراث يتبادر إلى الذهن _ هو النتاج القديم _ لكل الفنون ولكي نخرج بتعريف علمي للمأثورات الشعبية ، والمأثورات مفردها ( تراث ) وهو الأدب الشعبي ويشمل الأغاني الشعبية والموسيقى والشعر الشعبي والفنون الحركية( الرقص ) والفنون التشكيلية كالرسم والنحت والأشغال اليدوية والأزياء والصناعات التقليدية.
التعريف العلمي للمأثورات الشعبية:
هناك العديد من التعريفات ولأول مرة أطلق على المأثورات الشعبية ( التراث الشعبي ) كان في عام 1846م حين إستخدم ( جيم وليام تومز ) إصطلاح الفولكلور لأول مرة وحتى الآن يوجد أكثر من عشرين تسمية وتفسيراً مختلفاً له .
ولكل شعب أبعاد ومقومات خاصة في هذا التراث الشعبي أي لكل شعب تراث شعبي خاصاً به وهذا ما يؤكده الكتاب الأخضر في الفصل الثالث وردت المقولة الآتية: ( إن الشعوب لا تنسجم إلا مع فنونها وتراثها ).
وأيضاً داخل أي دولة ما يختلف التراث الشعبي من منطقة إلى أخرى أي حسب البيئة وإختلافها من مدينة إلى أخرى التي تطل على البحر ، والتي في عمق الصحراء بالتأكيد هناك بعض الفوارق البسيطة في التراكيب والنغم …. الخ .
ماهي مصادر المأثورات الشعبية ؟
* البطولات والمغامرات التي نجد الكثير منها في القصص الشعبي ( الخرافة ) وتستمر هذه القصص متوارثة من جيل لآخر.
* القصص التي وردت في الكتب السماوية.
* التطلعات الفردية نحو البطولة في إرساء قواعد مجتمع أفضل تسود فيه المحبة والطمأنينة.
* إبداع الخيال الشعبي.

ماهي خصائص المأثورات الشعبية ؟
* مجهولية المؤلف: منذ أن بدأ الباحثون بالإهتمام بالمأثورات الشعبية وهم يتساءلون من الذي قام بتأليف هذا النص أو الجزء من مادة المأثور الشعبي ، أي من هو المؤلف وفي أي عصر وفي أي مكان ،اغلب الباحثون توصلوا إلى أن من المستحيل معرفة المؤلف أو المبدع و بالتالي أصبح هناك شبه إتفاق بين الباحثين على أن مادة المأثور الشعبي هي ملك للجماعة أو ملك للشعب ككل ، ومثال على ذلك بعض الأغاني الشعبية مجهولة المؤلف ، وكذلك الأمثال الشعبية ( بيت رجال ولا بيت مال ) ، (كان كبر ولدك خاويه ) ،( قليل البخت يلقى العظم في الريه )، ( حتى وهي مريضة ما تنسى القريضة) ،
( خود بنت الأصول راه الزمان أيطول ) ……الخ ، وتمتاز المأثورات الشعبية بأنها ليست من نتاج فرد بل هي نتاج مجتمع أو بتعبير أدق هي نتاج فرد في مجتمع تقبله وأحتضنه المجتمع فالمأثورات الشعبية ما هي إلا تعبير روح وحالة في مجتمع ….
* النقل الشفاهي:التراث الشعبي ليس مكتوباً في كتب وإنما هو في صدور غالبية عامة الناس الذين يحبون هذه الأرض الطيبة ، وتعتمد مادة المأثورات الشعبية في إستمرارها وتعلمها والإستمتاع بها على ما نطلق عليه عملية النقل الشفاهي من جيل إلى جيل عن طريق التقليد والمحاكاة ، وصفة النقل الشفاهي تميز مادة المأثورات عن بقية الفنون الأخرى التي تعتمد على التعليم الرسمي والكتب المطبوعة وتعتمد في وجودها على المؤلف أو المبدع الفرد.
http://s.alriyadh.com/2011/07/04/img/018466805269.jpg

* الإنتقال من جيل إلى جيل: إن مادة المأثورات الشعبية مثل أغنية أو حكاية أو قصة تنتقل من جيل إلى جيل عن طريق الشفاهية ولذلك فإن المادة الشعبية تعتبر عريقة فهي ليست وليدة فترة زمنية قصيرة ولكنها ضاربة في القدم والجيل يقاس بـ (32 عاماً ) ولولا عملية النقل من جيل إلى جيل لما إستمرت المأثورات الشعبية في تراثنا العظيم ، إن الوجود بعملية الأخذ والعطاء والتواصل هو الذي أبقى على هذه الفنون الشعبية المختلفة.

http://4sa.cn/MOSOAA/THGAF_MTNOA/sha...r_kM9TFvSS.jpg

* الشكل الفني: عندما قسمنا المأثورات الشعبية إلى أدب وغناء ومَثَل وحكاية ورقص وفنون تشكيلية شعبية وعادات وتقاليد وحرف وصناعات تقليدية وما تزخر به من جمال الألوان والتصميم كل هذا المجموع يمثل تراث شعبي، وكل جانب من هذه الجوانب يتميز بطابع خاص وفريد في عملية البناء، والتراكيب والتشبيهات البلاغية في الأغاني الشعبية القديمة ومثال على ذلك أغنية قديمة في مستهل مطلعها تقول:

لي عين مــا كحل هدبها نوم**ولي عين على هول السهر صبار

ولي قلب من لي صايده مكلوم**ولي كـبد شايطها لهيب النـار

منقول ببعض الاضافات

ولي عودة