الأتراك في الذاكره العربيه والاسلاميه
لعب الاتراك دورا سياسيا وعسكريا كبيرا في البلاد العربية والاسلاميه وكان اول اتصال بين العرب والأتراك في العهد الاموي حينما وصلت جيوش المسلمين الى حدود هضبة الأناضول وما حولها من بلاد الترك وبعد عدة معارك اختار الأتراك الدخول في الدين الاسلامي وتحولوا من قوه معاديه الى قوه مواليه للمسلمين وذهب بعض الباحثين الى انه من زمن الخليفه عثمان بن عفان رضي الله عنه ومنذ ذلك التاريخ اخذ الأتراك دورا في صناعة التاريخ الاسلامي الا ان ظورهم القوي كان في العهد العباسي حينما زاد تسلط العنصر الفارسي في الدوله العباسيه فعمد خلفاء بني العباس الى تقريب الاتراك واقصاء العناصر الفارسيه واتخذوا من الاتراك الوزراء والقاده في الجيش وعقدو مصاهرات كثيره معهم حتى اصبح العنصر التركي هو الاكثر نفوذا وقوه في دولة الخلافه العباسيه وكان السلاجقه من اكثر الاتراك قربا من الخلفاء وكانو يشكلون عماد جيش الدوله وقد قامو باحياء فريضة الجهاد التي أهملها العباسيون وشنو غزوات كثيره في بلاد الأناضول نتج عنها فتح الكثير من الامارات البيزنطيه المسيحيه واعتناق أهلها الاسلام وقد أكمل العثمانيون ما بدأه السلاجقه والذين كانو في الاصل ضمن جيش السلطان السلجوقي الذي كان يتبع الخليفه العباسي اسميا رغم ان سلطته في الحقيقه كانت مستقله بشكل كبير عن سلطة العباسيين وقد اقطع السلطان السلجوقي العثمانيين بعض الأراضي جزاء ما قدموه من مشاركات في الحروب التي كان يشنها في الاناضول ضد البزنطيين فبدا يتشكل لهم كيان وجيش شبه مستقل اعتمد فيه العثمانيون على قبيلتهم بشكل اساسي ويمكن القول ان العثمانيين وامراءهم سابقا السلاجقه هم امتداد لبقايا دولة الخلافه العباسيه وبمجرد ان دب الضعف في الاماره السلجوقيه ووقعت تحت الاحتلال المغولي وبدا الخلاف بين امراءها وثب العثمانيون للاستيلاء على الاماره السلجوقيه وضمها تحت لواء عثمان بن ارطغرل الذي تنسب اليه الدوله والسلاله العثمانيه والذي كان عاملا للسلطان علاء الدين السلجوقي وبدا العثمانيون بالسير على خطا السلاجقه والمسلمين الاوائل في الفتوحات الاسلاميه حتى كان الحدث الكبير وسقوط مدينة القسطنطينيه عاصمة البيزنطيين في أيديهم وتحقيق البشاره النبويه على يد السلطان محمد الفاتح الذي دخلها وغير اسمها الى اسلام بول أي مدينة الاسلام باللغه التركيه وحول اكبر كنيسه لدا المسيحيين في القسطنطينيه وفي العالم الى مسجد وهي كنيسة أيا صوفيا و صلى بها واستمرت الفتوحات باتجاه اروربا وحتى معركة فينا التي هزم فيها الجيش العثماني بقيادة السلطان سليمان المعروف بالقانوني وتعتبر معركة فينا هي اخر المعارك التي خاضها المسلمين على ابواب اوربا ونتج عنها تراجع مستمر لدا المسلمين في جميع المجالات وقد كان الاتراك في تلك الفتره يقاتلون في بلاد المغرب العربي مثل الجزائر وتونس ضد الإمبراطور شار لكان إمبراطور اسبانيا وجيوشه الصليبية كما انهم كانو يقاتلون الصفويين في المشرق ونتيجة تشتت جهودهم العسكريه كانت الهزيمة امر طبيعيا واستمرت الدوله العثمانيه في ضعف الى انها لم تسقط حتى بداية القرن العشرين ميلادي ونشوب الحرب العالميه الاولى التي انتهت بهزيمة الدوله العثمانيه وحلفاءها الألمان اما م جيوش الحلفاء وعلى رئسهم بريطانيا وفرنسا التي تقاسمت ارض الخلافه العثمانيه ورسمت حدودها الى ان التاثير التركي في البلاد العربيه والاسلاميه لاتزال ملامحه ظاهره وتذكر بتلك الحقبه التاريخية فالحرم النبوي على سبيل المثال لا تزال بناية الأتراك له معلما تاريخيا واليهم تنسب القبه الخضراء والمئذنة القديمه التي بجانبها ويقال ان تاريخ بنائها يعود لاكثر من اربع مئة سنه كما ان الحرم المكي يضم أيضا اول سور يحيط الكعبه المشرفه وهو من بناء الأتراك وهو ما يعرف بالرواق العثماني ولاتزال اثار سكة القطار العثماني في شمال الحجاز موجوده في اكثر من مكان وبنايات المحطات التي كان يتوقف بها ولا تزال بعض الأسماء العثمانية حاضره في أحاديث الكثير من كبار السن فكثير من اهل المدينه المنوره يؤرخ لبعض الاحداث بوالي المدينه فخري باشا الذي ارتبط اسمه بحادثة تجويع اهل المدينه أو ما يعرف بحادثة سفر برلك باللغه التركيه كما ا ن اهل الشام لهم ذكريات مريره مع الوالي العثماني جمال باشا الذي تسبب لهم بمجاعه تفوق اضعاف المرات مجاعة اهل المدينه في عهد فخري باشا كما ان الكثير من العوائل والاسر في بلاد العرب تعود اصولها الى الاتراك بما فيها الجزيره العربيه و بعض الامراء والشيوخ في الجزيرة العربيه ارتبطت أسمائهم بالذاكره العثمانيه نتيجة تبعيتهم السياسيه للدوله العثمانية مثل ابن رشيد في حائل وابن عايض في عسير و شيخ قبيلة بلي بن رفاده في شمال الحجاز وشكلت اسرة محمد علي باشا العثمانيه التي حكمت مصر رمزا لاحداث تاريخيه كثيره سواء في مصر او خارجها وبقيت كثير من المصطلحات التركيه متداوله في اللهجات العربيه حتا اليوم وخلفت الدوله العثمانيه بعد سقوطها الكثير من الجاليات التركيه في جميع البلدان العربيه والاسلاميه وبعد انتصار الثوره العربيه المدعومه من بريطانيا وفرنسا والتي قضت على النفوذ التركي في البلدان العربيه انتها الدور التركي السياسي والعسكري عمليا الا ان ملامحه بقيت حاضره في الذاكره العربيه والاسلاميه بين مادح وذام وبين ناقم وشاكر ويبقى مادونته أقلام المؤرخين هو الشاهد الحقيقي على تلك الفتره التاريخيه من تاريخ العرب والمسلمين