روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-02-17, 07:45 AM | #121 | |
عضو نشط
|
موضوع مميز جزاك الله خيرا وجعله الله في موازين حسناتكم
|
|
12-02-17, 03:03 AM | #122 |
تفسير قوله تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض ...)
قال الله تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا [النور:55] قبل أن أشرع في القضايا التاريخية أحرر بعض المسائل العلمية، فما المقصود بالأرض في قوله تعالى: (ليستخلفنهم في الأرض)؟ قال بعض العلماء: إن المقصود بالأرض هنا: مكة؛ لأن المهاجرين أخرجوا منها، فكانوا يسألون الله إياها، وقد تم فتح مكة، فتحقق الوعد الرباني. (كما استخلف الذين من قبلهم) أي: بنو إسرائيل، ولا خلاف في أن الذين من قبلهم هم بنو إسرائيل، ولكن الخلاف في المراد بالأرض. وذهب جمهور العلماء إلى أن المقصود بالأرض هنا عموم الأرض، أرض العرب وأرض العجم، بل قالوا: إنه تبعد إرادة مكة؛ لأن الله منع المهاجرين أن يعودوا إلى مكة، والدليل من السنة أن الله جل وعلا منع المهاجرين أن يعودوا إلى مكة أن سعد بن أبي وقاص لما مرض في عام الفتح زاره النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يخشى سعد أن يموت في مكة وقد هاجر منها، فقال صلى الله عليه وسلم: (اللهم امض لأصحابي هجرتهم) ثم قال: (لكن البائس سعد بن خولة)، جاء في تعقيب الراوي: (يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مات بمكة)، وسعد بن خولة غير سعد بن أبي وقاص . فهذا دليل على أن الأرض ليست مكة، وهذا القول رجحه ابن العربي ، ومال إليه القرطبي رحمه الله في تفسيره. |
|
12-02-17, 03:06 AM | #123 |
الوعد الرباني بنصر المؤمنين
وأما الموعود بالآية فقد ذهب بعض العلماء إلى أنهم هم المهاجرون الأولون، وقالوا: إن الآية أول ما تنطبق على الخلفاء الراشدين: الصديق والفاروق وعثمان وعلي ؛ لأن هؤلاء رضي الله عنهم وأرضاهم كانوا مغلوبين فأصبحوا غالبين، وكانوا مقهورين فأصبحوا قاهرين، وكانوا مطلوبين فأصبحوا طالبين، وحقق الله لهم الوعد، ويوم نزلت هذه الآية المباركة لم يكن أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي خليفة، وإنما كانوا من المهاجرين الأولين يخافون، فلما منّ الله عليهم بعد ذلك نال هؤلاء الأربعة الراشدون الخلافة، ومكن الله جل وعلا لهم في الأرض، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الخلافة بعده ثلاثون عاماً، ثم تكون ملكاً عضوضاً، ومعاوية رضي الله عنه وأرضاه أول ملوك المسلمين، أما الأربعة الراشدون فالمتفق عليه هو أنهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي . ولكننا نقول: إن الآية -وإن دخل فيها هؤلاء الأربعة دخولاً أولياً كما تحرر في التأصيل العلمي في دخول ذوات الأسباب- المخاطب بها كل مؤمن، وإذا نزلنا على أصلها فإنه يجب أن نعلم أن الله ربط العزة والقوة والعلو والظهور بالإيمان وعمل الصالحات، ولم يربطها بزوال الأعداء، فبعض الناس اليوم يتمنى أن يهلك الله أعداءنا، وهذا من حيث الجملة لا حرج فيه، ولكنه ليست رفعة شأننا مردها إلى ضعف عدونا، إذ ليس ضعفنا اليوم مرده إلى قوة عدونا، ولكن لبعدنا عن الإيمان والعمل الصالح. ومن الطرائف السياسية أن أحد رؤساء أمريكا الجنوبية سئل: لماذا أنتم متخلفون؟ قال: لسببين: لقربنا من أمريكا ولبعدنا عن الله. أي: وفق المنظور المسيحي. والذي يعنينا أنه ليس الهم أن يذهب جهدنا في الدعاء على الأعداء بالهلاك، وإنما الهم يجب أن ينصرف إلى أن نبني الأمة بناءً صحيحاً، فإذا بنيت الأمة بناء صحيحاً فإنه مهما بلغت قوة العدو فإن الله وعدنا بالنصر والتمكين والاستخلاف، ولكنه قرنه جل وعلا بقوله: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ [النور:55]. فالصحابة الأولون السابقون المهاجرون لما آمنوا وعملوا الصالحات مكن الله جل وعلا لهم في الأرض. قال تعالى: يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا [النور:55] فإقامة التوحيد أعظم مقاصد الدين، ثم قرنها الله جل وعلا بالآيات الأخرى فقال: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [النور:56]. وأعظم أسباب الرحمة دل عليها القرآن، ومنها الاستغفار كما في سورة النمل، ومنها التوحيد، وهو أعظمها، ومنها العمل الصالح، كإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة. |
|
12-02-17, 08:13 PM | #124 |
15-02-17, 02:44 PM | #125 |
15-02-17, 02:45 PM | #126 |
16-02-17, 02:34 AM | #127 |
بيان ضعف الكفرة ومآلهم
قال الله تعالى: لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ [النور:57]، وهذا استدراك رباني عظيم، فإن الإنسان وهو يقرأ الآيات يقلب الطرف فيما يراه من علو بعض الأمم، فالله جل وعلا يطمئنك ويخبرك ويقول لك: لا يصيبنك جزع ولا شك ولا ارتياب في دينه أن ترى علو أهل الكفر، وحصول أيام لهم ودول، فهم -مهما علو وقهروا- ليسو بمعجزين للرب تبارك وتعالى، ويكفيهم بأساً أن مصيرهم إلى جنهم، قال الله تعالى: وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ [النور:57]. |
|
16-02-17, 02:35 AM | #128 |
ذكر المسيرة التاريخية في الولاية الإسلامية
وينبغي للمؤمن -خاصة من يتصدر لطلب العلم- أن يدرك التاريخ العام لأمته، وأن يكون لديه إلمام شامل بهذا الوعد الرباني. فالناس اليوم بين حاضر مشهود ووعد منشود، وعد منشود يفتقدونه، وهو علو المسلمين، وواقع مشهود، وهو ما في الأمة من ضعف. وقد مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يستخلف، فاتفقت كلمة المهاجرين والأنصار على الصديق رضي الله عنه وأرضاه، فساس الأمة عامين وأشهراً، واستخلف بعده عمر ، فساس عمر الأمة، وفي عهده تم الكثير من الفتوحات، ثم مات رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وأوصى أن تجعل الخلافة في ستة، وأشرك معهم عبد الله بن عمر على أن لا يكون له في الأمر شيء؛ لأنه كان أكبر أبنائه، فاختير عثمان ، ثم قتل عثمان غدراً، فاستخلف أهل الحل والعقد في المدينة علياً ، ثم قتل علي رضي الله تعالى عنه على يد الخوارج، وتنازل الحسن بن علي رضي الله عنه بعد ذلك عن الخلافة لـمعاوية ، فاجتمعت كلمة المسلمين على إمام واحد هو معاوية رضي الله عنه وأرضاه، وأسس معاوية الملك الأموي، وهو أول ملوك المسلمين في عهده تم كثير من الفتوحات، وجاء بعده يزيد بن معاوية ثم معاوية بن يزيد ، ولم تكن له رغبة في الخلافة، ثم استخلف مروان بن الحكم ، وقتل بعد ذلك على يد زوجته، فتفرق البيت الأموي بعده وآل الأمر إلى ابنه عبد الملك ، والساسة والمؤرخون يعدونه المؤسس الثاني لدولة بني أمية. وفي ولاية عبد الملك انتقلت الخلافة من الفرع السفياني إلى الفرع المرواني، وذلك لأن يزيد ومعاوية بن يزيد ينتسبان إلى معاوية رضي الله تعالى عنه، ابن أبي سفيان الذي هو من بني أمية، وأما مروان بن الحكم فليس من ذرية أبي سفيان ، ولكنه من ذرية أمية بن عبد شمس . وقد كان عبد الملك رأى أنه يبول في محراب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرض رؤياه على سعيد بن المسيب ، فأولها بأن أربعة من أبنائه يحكمون، فحكمهم بعده الوليد وسليمان ، ثم انقطعت خلافتهم بولاية عمر بن عبد العزيز ابن أخيه، ثم عادت الخلافة إلى أبنائه يزيد ثم هشام ، ثم تتابعت دولة بني أمية في تلك الفترة، واضطهد الأميون الموالي، واضطهدوا آل البيت كثيراً، فنشأ حنق في الناس عليهم، خاصة الموالي الذين دخلوا في الدين، وكان منهم علماء، وكان أكثرهم يسكن في خراسان. فقامت الدعوة إلى ما يسمى من غير تحديد بالرضى من آل البيت، فقويت الدولة في خراسان، وخرج أبو مسلم الخراساني داعية لبني العباس في عهد مروان بن محمد الملقب بالحمار لصبره، وكان آخر خلفاء بني أمية، فسقطت دولة بني أمية. وقامت بعدها دولة بني العباس، وأول خلفائهم أبو العباس السفاح ، ثم كانت خلافة أبي جعفر المنصور ، والعباسيون يتفاءلون بهذه الكنية، فأكثر خلفاء بني العباس كانوا يسمون الابن الأكبر جعفراً، والمهم أن أبا جعفر كان له صولة وجولة في خلافة بني العباس. ثم تولى الهادي ، وثم المهدي ، ثم نشأ هارون ، ثم كان من ذرية هارون من الخلفاء: الأمين والمأمون والمعتصم ، ثم انحصرت الخلافة في ذرية المعتصم، ثم سقطت دولة بني العباس في أواسط القرن السابع. ثم بعد ذلك ظهرت دول، فدولة المماليك كانت معاصرة لدولة بني العباس في آخرها في مصر، وكان المماليك أرقاء، ثم أعتقوا ثم سادوا، ولهم قضايا عديدة مع العز بن عبد السلام ، ولهذا سمي العز بن عبد السلام بسلطان العلماء، لوقوفه في بعض القضايا الفقهية المتعلقة بحكم المماليك. ثم كانت دولة آل عثمان التي بقيت قروناً، وفي الجانب الآخر في الأندلس خرج عبد الرحمن بن معاوية المعروف بـعبد الرحمن الداخل ، وهو من بني أمية، فر هارباً من الاضطهاد الذي أصاب بني أمية على يد بني العباس، وهناك أسس دولة إسلامية في الأندلس، ومكثت هذه الدولة قروناً طويلة، ثم انتقلت من حكم الأمويين إلى حكم ملوك الطوائف. ثم ضعفت دولة بني عثمان وظهر الغرب، حصلت حروب عدة، منها الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، ثم تسلط النصارى على دول الإسلام بعد أن أسقطت الخلافة على يد كمال أتاتورك ، الملقب بـأبي الأتراك ، ثم حصلت معاهدة تسمى معاهدة (سايسبيكو) وهي عبارة عن اسمين لوزيرين للدول الكبرى، فتقاسموا العالم الإسلامي، ثم منّ الله جل وعلا على هذه الجزيرة بظهور الملك عبد العزيز رحمة الله تعالى عليه، فعاد ملكاً سابقاً لأجداده دعوة الإمامين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود . وأما فلسطين فكانت تحت الاحتلال البريطاني، ثم خرجت كلمة من فم وزير الخارجية البريطاني بلفور وعد فيها بأن يمكن لليهود في فلسطين، فحصل ما حصل من قيام دولة إسرائيل، فأقيمت دولة إسرائيل عام (1948)، ثم دخلت الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس عام (1967م) في الاحتلال الإسرائيلي. والأحوال المعاصرة لا يحتاج الكلام عنها؛ لأنها مشهودة معروفة، فهذا هو تاريخ الإسلام والدولة الإسلامية من حيث الجملة. |
|
16-02-17, 02:37 AM | #129 |
أساس الاستخلاف الرباني
والاستخلاف الرباني مربوط بالإيمان والعمل الصالح، وليس مربوطاً بتقوى عامة، وإنما هو مربوط بتقوى الجملة، أن تعود الأمة من حيث الجمة إلى دينها، فهذا هو الأصل والسبب الأول في نصرتها وعزتها. وقد وعد النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر بظهور المهدي، فالضعفاء من الناس ركنوا إلى ظهور المهدي وتركوا العمل ينتظرون أن يخرج المهدي، والمهدي لن يكون أقوى شكيمة ولا أشد علماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بنى الرسول الأمة في ثلاثة وعشرين عاماً، فلا يعقل أن يبنيها المهدي في ليلة. فالسعي والعمل والحث في سبيل نصرة الأمة أمر دل عليه القرآن ودل عليه السنة، وبين أيدينا آية فيها وعد رباني بالاستخلاف، ولا يدعونا ذلك إلى أن نركن إلى الخمول، بل الوعد يجب أن يحث على العمل، كالحال في الآخرة، فقد وعدنا الله بالجنة، ويحثنا على العمل من أجل أن نصل إلى الجنة. نسأل الله أن يقر أعيينا وأعينكم بالاثنتين: تحقيق وعد الاستخلاف في الأرض ووعد دخول الجنة، والله تعالى أعز وأعلى وأعلم، وصلى الله على محمد وعلى آله، والحمد لله رب العالمين. |
|
17-02-17, 05:38 AM | #130 |
يختم الله تعالى أحكام سورة النور العظيمة بجملة من الآداب المهمة، ومن تلك الآداب ما يتعلق بأحوال البيوت، إذ شرع الله تبارك وتعالى للمكثرين من ولوجها من الأطفال والعبيد أن يستأذنوا في ثلاثة أوقات خاصة، لما فيها من وضع الثياب وإبداء بعض ما يستر، ومن تلك الآداب إرشاد القواعد من النساء إلى ترك التبرج بالزينة حال وضعهن الثياب التي تلحقهن المشقة بلبسها، ومنها: إرشاد العباد إلى اعتبار أنفسهم نفساً واحدة وتمثيل ذلك في جواز الأكل من بيوت الأقارب والأصدقاء، وأعظم تلك الآداب الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته أصحابه للأمور الجامعة بالبقاء معه دون التسلل من بين يديه لواذاً.
|
|
|
|