عدد الضغطات : 0
الشاعر عبدالله بن زويبن المعمري الحربي.رحمه الله...سمعت لي كلمة مدري وش اقصاها=حزت بنفسي وأنا مانيب هارجها.....لوكل كلمة إلى جتنا طردناها=بعنا الثمينة بسعر مايخارجها......لو مرت السمع ماكنا سمعناها=ونقفل الراس عنها لا يبرمجها......ومن يم هذا لهذا مانقلناها=والناس واجد وتلقى من يروجها.....من جابها بين خلق الله وداها=لو به مراجل ترى نفسه يسمجها..........الشاعر// محمد بن شبيب الحداري رحمه الله ...........لا والله الا راح دور البداوه=ودور الركاب اللي عليها الشنوفي........ ومجالسٍ فيها لهلها طراوه=عنها الشوايب والهزيل محذوفــــي...... وراح الزمان اللي لعيشه حلاوه=واللي على الغارب رجع للردوفي.......... قالوا تسير قلت مامن فضاوه=قالوا علامك قلت عيت ظروفي........ اللي مضى بالنفس عنف وقساوه=واليوم أخلي كل عوجا تطوفي...... وأضحك مع اللي لي يكن العداوه=وأن صفقوا صفقت له بالكفوفي....... نخاف من دقة خطات اللعاوه=رادي نصيب وناقرٍ له علوفي........ يزعل على اللي يسوق الأخاوه=وذلوا معطرة النمش والسيوفي........ والمرتفع قالوا مثل ذاك ساوه=وشربت غثاريب الغريف العيوفي........ عين الغضب تفتح عليك السماوه=وعين الرضا لوبك خطا ما تشوفي....... هداج مات وجات غيره أجباوه=والروس قامت تدرق بالكتوفي............الشاعر/سالم بن مهاوش الحربي .....اللي ماتنفع به صنيعه و لا لين=ان راح قله روحت مقيط ورشاه......والله لو انه مين و لا ولد مين=من لايعدّك ذيب عدِّه ولد شاه.........الشاعر/ شموخ السلاطين........الوقت يكشف لك الناس وشهي من تكون....اما من رجالها ولا من رخومها.....اللي معادنهم ذهب فالوازم يصملون ......مايلوي ذراع الشدايد غير زحولها ................الشاعر / عبدالرحمن سليم الصاعدي(البيرق)..... في ملتقـى حرب الحرايب بدينـا /حرب الدول ربعي وهم تاج راسي .......قوم جمعـت مابيـن دنيـا ودينـا /الله عطاهم لين جانب وباسـي .......جند السـلام وضربهم باليدينا /عند الملاقى للمعادين قاسـي .......مكرمين الضيـف سمن وسمينـا /وسبع الخلا عشوه يوم العماسي..............الشاعر / خالد بن ماطر الحربي ....كل ماصادم الراس القوي زدت قوّه=والردي لو يزيد الهرج مازاد غلّي .....والجبل كل مالديت وانا علوّه=مايباريني براس الجبل غير ظلّي .....ليه اعادي قليل الخاتمه والمروّه=لاتجملت فيه وصد خله يولّي .....ودك ان الرجل يختار حتى عدوه=قبل يختار خلان النشب والتسلي ' ...........الشاعر/سند مسند العريمه الحربي........ لا صار ماتبدع إبيوتٍ ثمينه= = ريح ضميرك واترك الناس ترتاح ياما سمعنا من قصايد عجينه= = والمشكله حازت جماهير وأمداح في عالمٍ تصفق يساره يمينه= =وكل القصايد عنده إسمان وصحاح ميزانهم صوتٍ تعالى رنينه = = تلقى جماهيره لها صفق وصياح خلوا تقاليد العرب والسكينه= =في ليلهم مسراح والصبح ممراح ويااللي على الشاطي تدف السفينه= =عود على الساحل ترى مانت سباح البحـــر يبـغـاله رجــالٍ رزيـنـه= = له غـبـةٍ تـجـذب جـمـادات وارواح وخلك على كشته قريب المدينه = = دلــه وبــرادٍ له البـــال يــرتــاح...........الشاعر / بخيتان البشري .......ماضاق خاطر من نودّه ونغليه = لو البحر من ضيقته ضاق به ماه ..... مودّنا غالي و ودّه نخليه = غالي ولو كل العمر مالقيناه .......والي تولى للمشاعر موليه = قلب المودّ اللي وداده تولاه .........طيبّ خواطرنا بكامل تحليه = بصدق الشعور اللي عليها صدقناه ........اللي بصوته همنا دوم يجّليه = وبصوتنا قلبه من الهم نجلاه.........الشاعر /سعد المحمدي .........دريت باللي دار خلف الكواليس=وحطيت نفسي كن ماني بداري=بعض الامور اقيسها بالزمن قيس =وبعض الامور اصير فيها انتحاري=ان جيت يطفي نور كل الفوانيس=وان غبت غني ياطيور الكناري............الشاعر/عيسى العوفي..........وجهة نظر ماقول انا قولي مصيّب=ابديت رائيي مثل للرائي من قال.....ان جيتني بالطيب آعاملك بالطيب=ردالجميل وشيمة ارجال للرجال.....وان جيت في علم الردى ماقربه عيب=تكرم بها مالي مع العيب مدخال.......طبعي وربعي محتمين المواجيب=حربي بدربي متبع النذل لاعال.......العز لو تشويك حر اللواهيب=موتي ولاقوتي ورى ايدين الانذال......العمربامرالله وماقدّره غيب=والراس تصعب رفعة الراس لامال......وسيرة ارجال الطيب منها المكاسيب=نوريدل اللي جهل يقدي الضال......اخذت من غيري ادروس وتجاريب=اسئل وآخذت العلم من رؤس عقّال................الشاعر ( سعد المحمدي )............يابو فهد برق المزون النوازي=حجاز وانت بعالية نجد وبال=بينك وبينه بعد دار وغرازي=سيله بحر ياراعي المعدن العال=ماله مصب بداركم ورتكازي =العلم مايجهلك في كل الاحوال=يكفيك عن مية قليب ارتوازي=نهر الفرات اللي من الجال للجال=ابن المباني فوق ساسن عزازي=وقت الشتاء تذري وبالقيض مقيال=يامحزمي لاصبح الدار غازي=دنياك تبغى للعقد رجل حلال=واللي بها بالحالتين انتهازي=لابد مايلقى بها شمس وظلال=عن الحجاز اسمع كلام الحجازي=كلام حطه يارفيقي على البال=من التجارب دوبلماسي جوازي=عليه ختم المعرفه تقل تمثال=ياعل ماقلته على ارضاك حازي=في وقت ماينصح معك كل من قال.........الشاعر(زيد بن مبشر الحصني الحربي) رحمه الله ............أقول وأقابل ولاني بسايل=دام الكلام عن الحقايق مباحي=عندي على صحت كلامي دلايل=اموحهن من جم عدٍ قراحي=شفت وسمعت وقلت والرأس طايل=باللي على الساحه ولا هو سياحي=الله يجمل حال راع ألأصايل=حازن على الجوده بكل النواحي=والله ماجامل براعي الاوايل=لو ضاق من قولي زميلي مناحي=وشاعر قبيلة حرب عند القبايل=لافي حمود وبس حسب إقتراحي=ومن قال أنا بقول ويش انت قايل=أنا افتخر بجود ذخيرة سلاحي=ماشلت هم ملقحت كل حايل=اللي على ماقيل خف وجناحي ................الشاعر (مقبول حامد المحمدي).........بحثـــــت في قول البخاري ومسعود=والترمذي وكتـــــاب مسلم وماجه=وحتى النسائــي ما ذكر طب موكود=للصرقعه والعلعله واللجاجه=يا صاحبي ياراعي البيض والسود=ترى الكلام الشين عيــــــــب وسماجه=انا أعرف المقصــود والغير مقصود=ولا أحـــب هرج الثرثره والهماجه=الرجل ماهــــــــو للتفاهـــات محدود=ولا كل كـــلمه تستحــــــق المواجه=من سبب الفتنه ماهــــــــو كاسباً فود=ماحصّل الا لكمــــــــــتن في حجاجـــــه=جاه الخبـــــر مكتـــوب في رأس عبرود=عن حاجته كانـــــه بعمــــــــق الزجاجه=صحيح قالو يقـــــــرد النـــــاس مقرود=ويخسر غـــشــيـماً مايميـــــز خراجه=بعض العرب مـن راســــه العقل مفقود=ينفخ ذروبــــه ويتلقــــا العجـــاجــــــه=لو تنصحــــه عن سكـــــة الغي مايعود=ويترك قراح الماء ويشرب هماجه=يالله ياللـــــــي عنــــــدك الخير موعود=تجعل لنا مـــــــــن كل هــــــم انفراجه=نغضي ونصفـــــــح لكن القلب ملهود=جرح الخطـــــــــا عجزت اواري خلاجه=ماني على كل الخطا سيـــــــف مجرود=ولا كل عـــــود اعـــــوج يعــدل عواجه=والشعر له مــنـــهـــــج وله سلم وبنود=ماهو كما ســــــــوق يلجلـــــج حراجه=شعري مع أهل العرف مسموع مشهود=ولاني على كيــــــــف الغشيم ومزاجه=امشي عزاز الدرب وأســـــــنـّـــد اسنود=وأدرى قدم رجلــــــــي عــن الانزلاجه=ارفا كلامــــي لايجـــــي فيــــه منقود=ولاهمني قول الحســـــــــــود ورواجه=اللي مقيمني وشاهــــــــد لي العــــود=شيخاً بصرح المجــــــد يضوي سراجه روائع شعريه

الشاعر/ بخيتان البشري ......ودعتنا والموادع صعب = رمى بنا فالفراق المُر..... لعب الحزن فالمشاعر لعب = ما مر مثله ولا بيمُر.......الشاعر/احمد المحمدي...... ‏‏‏‏للي سألني يجي ويروح /من انت يبغى خبر والم /حربي انا من بني مسروح/ وعيال عمي بني سالم........الشاعر / بخيتان البشري .....قلبي طلع من قلوب أصُم = اللي لهم قلب من قلبك..........كل ما النصائح عليه تعم = حول الهوى زاد في قربك ...............﮼الشاعر/قابل﮼البشري﮼(الجمل)......مايزعّل الحق لا قلته /إلا من قلوبهم مرضى.....ومن كلمة الحق زعلته / عساه يزعل ولا يرضى...........الشاعر ( راشد الزهراني ) المحيط ........سقيت روضك من دموعي = وطول الدهر مستعد اسقيه...... ولايلومني حي في ربوعي = لو كان دمعي نهر مجريه ..............الشاعر / نفاع محمد السهلي ابوفرح ..........تدري متى يلفض الرجال ....في دنيته اخر انفاسه /لاحده الوقت للانذال ....دمعت قهر نكست راسه.......................الشاعر / حفيد_الحجيري.......الشوق مهما قِدَم ما يبيد=مثل السماء والهواء والطير......كل عام وأنتي هلال العيد=الله يعُـوُدِك عليّ بِخَيْر...............الشاعر ( أحمد بدين القايدي ).......كسب الفتى طيب أفعاله / اللي بها ينتهج له درب = وانا كسبته من رجاله / وافخر لأني فتى من حرب .............الشاعر العذب /عبدالعزيز الزويهري ابو بتال .......وا صدمتي صدمة منكد =أعيد مسترجع اللي فات.........و أزيد أسأل أبتاكد= صحيح ماهر صديقي مات؟...............الشاعر/ حمدان دراج القايدي .... حلفت اني اصون العهد=اللي من سنين اعطيتك....رغم العنا والجفا والصد=ماقد فيه يوم جاريتك.................الشاعر / نفاع السهلي ابوفـــرح ........عندي أمل فيك يا.. بكـره = تمحي بقايا جروح .. الأمس ....وقلوب حبت ولا تكــره = تشرق لها من جديد الشمس.............الشاعر/أبن رهدون.......أيامنا اليوم لو تحسب =دنياك يالادمي ساعه.....والمؤمن اللي لها يكسب =يعيش باقي العمر طاعه........الشاعر/عبدالعزيز الزويهري ابو بتال...........غلاك عندي غلاة العين=ياللي من الشوق ناديتك =معاك وحده من الثنتين= ان كان ما جيتني جيتك...............الشاعر/ سلمان القريقري ابوعمر ( حرب )........حتى النجاحات تتحقق=من دونها شروط للتحقيق...قال المثل يد ماتصفّق =تبغى لها يد للتصفيق.......الشاعر / سالم البشري ......مابين قسمه وجمع وطرح=لاهناك قلبي ولاهنيّه........كيف اهتني من هذاك الفرح=وارتاح من كل مابيّه.........الشاعر/خليفة المزروعي...........إهيا كذا كنها سرقه/=/لدة نظر يوم طالع في.....لوكان من بندقه طلقه/=/اهون عليه تراهاشوي...........الشاعر/ عبدالعزيز الزويهري...........البُعد خلّف جفا و صدود= وعشنا في زمانه بدوّامه ..........مدري زمان الصفا بيعود = و الا ّ قضى و أقفت أيامه ؟...........الشاعر / شاكر القايدي ......يامن ينقذ جريح القلب ....اللي هموم الزمن جاته ..... كل مابغا يتجه مع درب... يلقى قطار السعد فاته.................الشاعر /صقر المقرح ..........يامن تخوض الهوى بعزوف= خليتني فاصعب الأوقات ....لا تكبّني والجروح نزوف= وتندم على الوقت لنّه فات.............الشاعر / عبدالعزيز رويشد ...... اعلم ترى خيرة الاصحاب=مثل الذهب نادر ومافي...من كل خمسين ضن تراب=اجرام واحد ذهب صافي.....الشاعر/عبدالعزيز الزويهري (ابو بتال).....من لا هوى زي محبويي==عايش غرامه على الفاضي ==انا على احساس مكتوبي==حسيت ربي علي راضي.....الشاعر / حمدان دراج القايدي.....عواطف القلب لك وحدك.... ياللي ملكت الحلى والزين.....مافي احد في البشر مثلك.....طيفك سكن داخلي بالعين........الشاعر /غافل الهم قلبي ....... مريت بيتك نهار العيد...لكن قفلت بيبانك....عارفك زعلان بالتأكيد...حرام ماتشوف جيرانك..........الشاعر / عاشق الاصاله .........لاغابت الشمس بانمسي=من دون مدعوج الأعياني......مع القمر يكتمل انسي=في تالي الليل لاجاني..........الشاعر / حرب - سلمان القريقري ....... واعيني اللي من اسبابه=زايد سهرها عن المألوف ..واخاف لن طول غيابه=تفقد نظرها معاد تشوف.......الشاعر / خليفة المزروعي ...........عزي وتاجي قبيلة حرب=يوم الهول مزبن الخايف ... يشهد لها شرقها والغرب=ويشهد لها المطلع النايف.........الشاعر / ابوفرح السهلي .....لك حق والناس بالمقياس = مثلك لها حقوق موثوقة ...ومن لايوفي حقوق الناس = لايطالب الناس بحقوقة...........الشاعر / عبدالعزيز الزويهري ابو بتال ....هواك أعمى عيون الشك=لولاه يمديني احرقتك /لكن بإيمان ودي لك=كذبت نفسي و صدقتك......... ..............تلميذ الكسرة / ..............ما تعلم ان الجمال يلمّ **** وحظي الردي قادني يمّه........ آنا اتجــرع مرار وسمّ **** وكنّـــه يكـــايد ولا همّـه..........الشاعر / ابومبارك اليوبي.......خـذ المـثـل ياعـريـب الـجـد=اصل الشجاعه صبر ساعه=لايـغـرك الـزيـن يــوم يـلــد=اصبر وخلـك علـى الطاعـه................الشاعر / بيان الصمت ....سلام من قلب تلعب به=زود الهواجيس وأحواله=والوقت ما فادني طبه=من ظلمة الدرب وأهواله........الشاعر /وليف الشوق.....كل مانصحناك تتركني = وتشوفني من الد اعداك...واليوم لاعاد تنشدني = فيماحصل من مآسي جاك..........الشاعر / سرورالبشري ......طا وعت قلبي وما شيته= حتى رماني فدرب التيّه...ولا تنفع المبتلي ليته= لو جاء يعود معاد مديه............الشاعر (خليفة المزروعي)......عمر العجل مايضوي خير=يامحـسـن الـرجـل متـأنـي=الثقـل صنعـه ولــه تدبـيـر=وراع العجـل دوم متجنـي............الشاعر/خالد بن عبيد بن معتوق الأحمدي....... زايد بحسنُه على جيلُه= وكاسِب رضايه رغم عِندُه=ومن يوم يطلبني آجيلُه=خمسة دقايق وأنا عِندُه......الشاعر(ابوفـــرح)....عنـدي أمـل فيـك يـا.. بـكـره=تمحي بقايا جروح .. الأمس=وقـلــوب حــبــت ولا تــكــره=تشرق لها من جديد الشمس........الشاعر (حامد بن غالي السليهبي)(حسيبك للزمن) رحمه الله .........ناديت قلت انتهى صبري = واغبر زماني طِواني طَيّ=والناس بالحال ماتدري = اظمأ وجنبي غدير المَيّ.............الشاعر / محمد بدين القايدي ( السينات ) ......أدلِّـــــلـُــه دائماً وارضيه=والبِّسُــه ثوبه المألوف...لكن بِطبعُه يفرِّط فيه=ويخلِّي مَنْ لا يشــوف يشـوف.............الشاعر بخيتان البشري / ليه المجرة كواكبها=احيان عكس المدار تدور .. بحور تغرِق مراكبها=وتخلف نمط سيرها فبحور.......الشاعر ( حمدان دراج القايدي)......هليت دمعي من أسبابك = وجرحي نزف داخلي مقواك ‏=محتار وشهو اللذي صابك =الجرح في داخلي ماشقاك...........الشاعر ( راشد الزهراني )......حتى جبال السراة تحن = ماهي كما قلبك القاسي = يامن بوصلك على تمن = ودايم تعكر صفا كاسي ..........الشاعر ( خليفة المزروعي ).......ابوك يبني عليك امال / حذراك لاتخيب اماله /حاسيك لامالت الأحوال / إنت الجبل يجلس إظلاله........الشاعر( عبدالعزيز الزويهري ابوبتال )...... راح الذي فارق أوطانه = و أفعاله فالطيب ما راحت = و الله من بعد فقدانه = عمدان صرح الأدب طاحت ........الشاعره (الكحيلة) ......أتعبني القلب بحساسه=ادراه ويدور التعذيب= بهم ن ضلوعي حطب فاسه = من يطلع النجم لين يغيب .......الشاعر (حرب ابوعمر) ......قلبي سألني .حصل ماذا = تشكي ولاادري سبب شكواك = قلت انتظر فالوفا هذا = لكن تفاجئت جاني ذاك.......الشاعر (غافل الهم قلبي) ... احترت والقلب شايل هم /سنين مخفي الم جرحــــي =البوح ممنوع يالفاهم / راح العمر وانتظر فرحي .......الشاعر (ولد الساحل).....سبحان من بالجمال اعطاه / تحفه وتصوير رباني = سلهم برمش كحل غطاه = يرمي سهام الهوى فيني...........الشاعر ( نعيم عابد السيد ).....يا نار الاشواق ما تطفين / ما يكفي القلب واتلفتيه = هذاك لو كان ما تدريـن / سيب غرامك وولع فيـه ...........الشاعر ( احمد عاقل الغانمي ).......ابشتكـى راعـي الـدكـان / من بعد ماجـاب لـه هنـدى = ماعاد يرفق علـى الجيـران / حتى سلـف قـال ماعنـدى ...........الشاعر ( أحمد بدين القايدي ).......كسب الفتى طيب أفعاله / اللي بها ينتهج له درب = وانا كسبته من رجاله / وافخر لأني فتى من حرب .....الشاعر (عايش الدميخى ).......ابني فصرح الوفاء مدماك = يبقى مسجل عليه اسمك = ان عشت بالطيبة طريـــاك = ولا مت يبقى الثناء قسمك روائع الكسرات

 


العودة   ملتقى قبيلة حرب الرسمي > ๑۩۩ الملتقيات العــــامة ۩۩๑ > الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام

الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه]

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-12-16, 01:53 PM   #51
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

تفسير قوله تعالى: (فأوجس في نفسه خيفة موسى... ولا يفلح الساحر حيث أتى)

قال الله تعالى: فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى [طه:67]، دخل الخوف إليه، رغم أنه يعلم أنه سحر، وهذا باعتبار بشريته، لكن هذا ليس مستقراً في قلبه، وإنما هو أمر عارض، وعليه تحمل كثير من الآيات المشابهة، فليس الخوف مستقراً في قلبه عليه السلام، وإنما هو باعتبار الجبلة وأمر عارض، والخوف الحاصل في هذا المجمع لا يمكن أن ينزع إلا بوحي عظيم من رب كريم، فأوحى الله جل وعلا إليه: قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى [طه:68]، فأنت أعلى منهم؛ لأن ما قدموه تلفيق وتمويه، وما ستقدمه تأييد من العلي الكبير، وشتان ما بين الأمرين، فهذا تلفيق تمويه، يخدعون به الناس، أما أنت فما ستفعله هو أمر إلهي ومعجزة إلهيه من لدن ربك.

قال تعالى: وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى [طه:69].

قال العلماء: ذكر الله اليمين هنا من باب البركة، واليمين معلوم فضلها بالشرع، ومن دلائل فضلها أن من طرائق القرآن أن الله إذا أفرد وجعل مقابل الإفراد جمعاً دل ذلك على فضيلة المفرد، قال الله تعالى: عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ [النحل:48]، وقال تعالى: وَجَعَل الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ [الأنعام:1]، فأفرد النور وجمع الظلمات، وأفرد اليمين وجمع الشمائل ليبين فضل النور وفضل اليمين مقابل الظلمات ومقابل الشمائل.

قال الله تعالى: وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ ، هذا تذكير بالشيء القديم يوم أن كان بين يدي الله، فألقى الكليم ما أمره به البر الرحيم فألقى عصاه، قال الله: وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى [طه:69].

قول الله جل وعلا: حَيْثُ أَتَى ، نفي قاطع كلي لا استثناء فيه أن الساحر لا يمكن أن يفلح أبداً، وأكبر الدلالة على أن السحرة لا يفلحون أنهم أفقر الخلق، ولا يستطيعون أن يحموا أنفسهم من دورية، أو رجال هيئة، وهم بشر مثلهم، لا يملكون من الأعوان أحداً مثلهم مما يدل على ضعفهم وعجزهم، وحتى لو تظاهروا مرة أو مرتين أو ثلاثاً لا يلبثون أن يقعوا.

وما هو الذي حصل مع سحرة فرعون؟ قال الله في آية أخرى: فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ [الأعراف:117]، انقلبت هذه العصا إلى حية حقيقية، وليست شيئاً في أعين الناس مخيلة، بل انقلبت إلى حية حقيقية، وهذه الحية الحقيقية لديها القدرة على أن تأكل الحبال والعصي، وهي تراها على أنها حبال وعصي، لا تراها على أنها حيات، فأخذت تأكلها، ولا يعرف الشيء مثل صانعه، وهؤلاء السحرة ينظرون إليها على أنها حية، ويرون حبالهم وعصيهم على أنها حبال وعصي؛ لأنهم لا يسحرون أنفسهم، لكن تبين لهم قطعاً أن ما جاء به موسى ليس بسحر، وأنه مؤيد بربه، والآن ما الذي نفعهم بعد الله؟ تلك الكلمة الطيبة يوم أن أنصفوا موسى بقولهم: إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى [طه:65].

وفرعون يسمع، لكن لشيء أراده الله، حتى يتم الله عليهم النعمة، وإذا أراد الله جل وعلا شيئاً هيأ أسبابه، فمثلاً: انظر إلى هاجر أين كانت؟ كانت خادمة عند ملك كافر، وسارة كانت من أجمل نساء العالمين، وهي أقرب الناس شبهاً بأمنا حواء، فجاء الفاجر ليفعل بها، ونحي إبراهيم، فجلس إبراهيم يدعو، وجلست سارة تدعو، وقد جاء في الحديث الصحيح أنها كانت تقول: (اللهم إن كنت قد آمنت بك، وبرسولك، وأحصنت فرجي إلا على زوجي فاحفظني)، فحفظها الله، فلما حفظها الله شل ذلك الفاجر وأعيق، فقال لها: ادعي لي ولا أضرك، فدعت له، فلما عاد واطمأن عاد مرة أخرى فرجعت إلى دعائها، فرده الله عنها، فدعت مرة أخرى، فقال لمن أتى بها: إنك لم تدخلني على امرأة، إنما أدخلتني على شيطان، ثم فتن بجمالها، وقال في نفسه أن هذا الجمال محال أن يخدم نفسه بنفسه، فقال: أعطوها هاجر ، وهاجر جارية عنده وهو كافر ظالم، فأعطيت هدية لـسارة ، فخرجت هدية جارية لـسارة تخدمها، ويشاء الله أن سارة يتأخر حملها، فهي قد حملت وولدت إسحاق، لكن تأخر حملها، حتى يصبح في قلب سارة حزن على زوجها إبراهيم أن ليس له ولد، فتطلب منه أن يدخل على جاريتها هاجر بعد أن وهبته إياها، فيدخل إبراهيم على هاجر فيولد من هذه الجارية التي هي بالأمس خادمة عند ملك كافر يخرج من هذا الرحم أب لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله، وهو إسماعيل جد العرب وجد نبينا صلى الله عليه وسلم.

فانظر إذا أراد الله بعبد فضلاً كيف تجري الأقدار، ولو كان قدر الله أن سارة حملت بإسحاق لما طلبت سارة من إبراهيم أن يدخل على هاجر ، لكن أخر حمل سارة من إبراهيم حتى يدخل إبراهيم على هاجر فيكون من هاجر إسماعيل، ويكون من إسماعيل محمد صلى الله عليه وسلم.

والمقصود أن هؤلاء رزقوا خطاباً حسناً، وحتى الخطاب الحسن هذا فضل من الله، لكن حتى تعلم أن الأمور لها أسباب تجري على نسق، والله يقول في هذا حقاً وفي أمثاله: وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ [العنكبوت:43]، وهذه نفائس العلم التي تبنى عليها أحداث الزمن، ومرور الأيام، وكيفية أخذ العبر، والدراية بأحوال الخلق، وأن هناك رباً لا رب غيره ولا إله سواه، يحكم في خلقه ما يشاء، ويفعل ما يريد.




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس
قديم 19-12-16, 01:54 PM   #52
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

تفسير قوله تعالى: (فألقي السحرة سجداً....)

بعد هذا كله ماذا حصل؟ قال الله تعالى: فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى [طه:70]، معلوم أن السحرة ما كانوا واحداً أو اثنين بل كانوا كثيرين، فمنهم من قال: آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ [الأعراف:121]، ومنهم من قال: (آمنا برب موسى وهارون)، ومنهم من قال: آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى [طه:70]؛ لأنهم لم يعتقدوا أبداً أنهم سيؤمنون حتى نقول: لقد اتفقوا على كلمة واحدة، فاختلف التعبير، وبكل تعبير ورد القرآن، فذكر الله جل وعلا الأساليب التي عبر عنها السحرة.

قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فيما نقل عنه: (كانوا أول النهار كفرة سحرة، وأصبحوا آخر النهار شهداء بررة)، ولهذا لا ييأس أحد من هداية أحد، ولا يدري أحد كيف تكون الخواتيم، فقد خرجوا من بيوتهم وهم يمنون أنفسهم بالعطايا الدنيوية، ويريدون أن يحاربوا الله ورسوله، ثم لا يلبثون أن يؤمنوا ويخروا ساجدين، هذا السجود -كما سيأتي- أورثهم عزة ومنعة؛ لما مر معنا أن الإنسان لا يمكن أن يكون في وضع هو ذليل فيه أعظم من ذلة السجود، وكلما ذللت نفسك بين يدي الله كنت منه قريباً، فلما ذلوا أنفسهم وسجدوا أورثهم الله بذلك السجود الذي سجدوه له عزة وإباء ومنعة، فلما هددهم فرعون لم يبالوا بتهديده؛ بل قالوا: فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا [طه:72].

أربعون عاماً وفرعون يرسخ فيهم أنه رب، وأنه إله، وأنه يقتل ويبطش، كل هذا محي بسجدة ربما لم تتجاوز دقائق معدودات؛ لأن الموروث الذي أخذوه من فرعون هباء منثور وإن كان له حقيقة، أما ما أخذوه من عطاء إيماني، ونور قلبي من الله فإنه يثبت، يقول الله جل وعلا: يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ [النور:35]، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد)، وقال: (أما إني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً، أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن -أي: جدير وحقيق- أن يستجاب لكم).

وهذا اليوم كان يوم زينة لهم، فأبدلهم الله جل وعلا بأن نجاهم في يوم عاشوراء الذي صامه موسى وبنو إسرائيل من بعده، ثم صامه نبينا صلى الله عليه وسلم.

وخلاصة ما ذكرناه: أن الله جل وعلا أخبر في هذه الآيات التي بين أيدينا أنه أظهر الآيات، وأقام الحجج والبراهين على فرعون، لكن فرعون استكبر.. آية بعد آية وهو يردها، ثم وقع منه -حفاظاً منه على الوضع الاجتماعي القائم عنده- أن يخوف الناس، وتواعد مع موسى على يوم هو الذي عرضه، فأجابه موسى، ثم كان ما كان من عرض الأمرين، وقلنا: إن من الخير لك ألا تبدأ أحداً بنقاش حتى لا تشعر بالغلبة، وإنما اطلب من غيرك أن يعرض ما عنده حتى لا يكون ما عندك القصد به العلو على الناس، فنصر الله جل وعلا كليمه وأخاه، فأثر ذلك فيمن يعرف الحق وهم السحرة، ولا يعلم أن أحداً من القبطيين الذين شهدوا ذلك النزاع آمن؛ لأنهم خرجوا من بيوتهم وليس في نيتهم الإيمان، ولم يقع في قلوبهم البحث عن الحق، فقد قالوا: لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ [الشعراء:40].

فكانت منة الله على السحرة دون غيرهم من الناس، وقد ذكرنا أن ابن عباس قال: كانوا في أول النهار كفرة سحرة، وفي آخر النهار شهداء بررة، وقلنا: إن في هذا بياناً لفضل الله ورحمته بالخلق، وأنه لا يدرى كيف تكون الخواتيم، ختم الله لنا ولكم بخير.

هذه جملة ما تحدثت عنه هذه الآيات في سورة طه، نسأل الله لنا ولكم التوفيق والمزيد من العون والرعاية، وسنكمل إن شاء الله في لقاء قادم خبر هذا النبي الكريم مع فرعون.

نسأل الله التوفيق، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، هذا ما تهيأ إيراده، ويسر الله جل وعلا على قوله، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

وصلى الله على محمد وعلى آله، والحمد لله رب العالمين كرة أخرى.




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس
قديم 19-12-16, 02:12 PM   #53
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

لما آمن سحرة فرعون بالله تعالى توعدهم فرعون بالقتل والصلب والعذاب الشديد، ولكنه لما وقر الإيمان في قلوبهم لم يبالوا بفرعون وتهديداته، فثبتوا حتى نالوا الشهادة في سبيل الله تعالى، وبعد هذا الحدث أمر الله تعالى موسى أن يخرج بقومه من بني إسرائيل ليلاً، فأتبعهم فرعون وجنوده، فأغرقهم الله تعالى في البحر ونجى موسى وقومه تفضلاً وتكرماً ومنة منه سبحانه عليهم.




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس
قديم 19-12-16, 02:16 PM   #54
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

تفسير قوله تعالى: (قال آمنتم له قبل أن آذن لكم...)

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أراد ما العباد فاعلوه، ولو عصمهم ما خالفوه، ولو شاء أن يطيعوه جميعاً لأطاعوه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وعل سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فقد أخبر الله جل وعلا عن سحرة فرعون أنهم آمنوا، قال تعالى: قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى [طه:70] ، وقد حدث هذا التلعثم في القول الآن لأن قضية الإيمان وردت بعدة صيغ، فقد قال بعضهم: آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى [طه:70]، وقال بعضهم: آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ [الأعراف:121-122].

وينبغي أن يعلم أن السحرة كثيرون، فطبيعي جداً أن يختلف بعضهم مع بعض في قضية ماذا يقولون، فهم جميعاً آمنوا بإله واحد هو رب العزة والجلال، لكن التعبير عن هذا الإيمان اختلف لتعددهم، فبعضهم قال: آمنا برب موسى وهارون، وبعضهم قال: آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى [طه:70] فقدم هارون باعتباره الأكبر، ومنهم من قال: آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ [الأعراف:121-122] ، لكن الذي يجمع هؤلاء السحرة أنهم جميعاً آمنوا بالرب تبارك وتعالى.

هذا الأمر وقع على ملأ من الناس، وقد ذكرنا سابقاً أن موسى عليه الصلاة والسلام لا يخفي شيئاً عن الناس في دعوته، وقلنا: إن سمات الأنبياء وأتباعهم أنهم يدعون جهاراً ولا يخشون أحداً، بمعنى: أنه ليس هناك شيء يبيتونه لأنفسهم حتى يضعون دينهم في الخفايا، ولهذا قال لهم موسى: مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى [طه:59]، فكانت دعوته جهاراً، ولما حصل الموقف وألقى السحرة ألقى موسى عصاه كما أخبر الله: فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ [الأعراف:117]، ثم قال الله جل وعلا: قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى [طه:70] ، فلما آمنوا انقلبوا من كونهم في أول النهار كفرة أشراراً إلى كونهم أتقياء أبراراً، وهذا يدل على أن الهداية بيد الله.

ثم قال الله جل وعلا على لسان فرعون: قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى [طه:71] ، هذا القول وردة الفعل الفرعونية إلى اليوم والناس في حياتهم الاجتماعية إذا رأوا رجلاً متغطرساً يقولون: هذا فرعوني، وهذا مأخوذ من دأب فرعون وقوله وسياسته في الناس، فما اكتفى أن يدعي أنه إله حين قال: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي [القصص:38]، وقد جاء في الأثر أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (ما أبغضت أحداً بغضي لفرعون يوم سمعته يقول: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي [القصص:38]).

ومن المعلوم أنه من كذب على الله هين عليه أن يكذب على الخلق، ولهذا قال فرعون: آمَنْتُمْ لَه [طه:71] الهمزة من أصل الفعل وهي همزة استفهامية، قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ [طه:71] حتى الإيمان بالله في ظنه يحتاج أن يستأذنوه، ومعلوم أنه حتى لو استأذنوه لن يأذن لهم، وهم غير ملزمين شرعاً بأن يستأذنوه، لكن حتى لو استأذنوه فإنه لن يأذن لهم، وقوله هذا يدل على علوه وتكبره.

ثم قال: إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ [طه:71] انظر كيف قلب الأمر وجعل موسى معلماً لهم، وهو يعلم أن موسى ما كان ساحراً طرفة عين، وأنه هو الذي بعث في المدائن حاشرين ليأتوه بكل سحار عليم، لكنه -كما قلنا- من تجرأ في الكذب على الله بدهياً أن يكذب على غيره.

ولهذا قال هرقل لـأبي سفيان في قصة محاورتهم في أرض هرقل، قال له عن النبي صلى الله عليه وسلم: أجربتم عليه كذباً؟ قال: لا، فقال هرقل -بعقله لا بنقله-: ما كان ليترك الكذب على الناس ويكذب على الله. فجعل ذلك أمارة على صدق نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم.

إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ [طه:71]، هذا وصف من فرعون له، ثم جرى مجرى التهديد الفعلي بعد أن ذكر القولي فقال: فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ [طه:71] ، وجاءت (أيدي) بالنصب لأنها مفعول به فظهرت العلامة على الياء، وهذا نوع من التهديد، وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ [طه:71] ، والصلب: هو الرفع والحمل، ويكون غالباً على ألواح وخشب، وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ [طه:71] ، ومعلوم قطعاً أن الصلب هنا إنما كان على جذوع النخل. قال بعض العلماء كـأبي حيان في البحر المحيط: إن فرعون نقر لهم في النخل وأدخلهم فيها. وهذا القول منه ليفر من قول الله جل وعلا: على جذوع النخل)، لكن هذا القول أكثر أهل العلم على خلافه.

وإنما كان ينبغي أن يعلم أن حروف الجر في اللغة ينوب بعضها عن بعض. هذا أمر، الأمر الثاني: قال بعض من يعنى باللغة في القرآن: أنه قال: لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ [طه:71] ليبين يسر الأمر عليه، يعني: أراد فرعون أن يقول: إن كوني قادر على أن أصلبكم في جذوع النخل هذا أمر هين علي؛ لأن كلمة (على) تعني الفوقية والاستعلاء، فكأنه يحتاج إلى من يعينه ليرتفع، فحاد عنها فرعون -أي: أنه حاد عن مثيلتها لأنها ليست في لغته، لكنه حاد مثيلتها في لغته- وإنما عبر بحرف الجر (في) ليبين سهولة الأمر عليه.

ثم قال: وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا [طه:71] ، يعني: أنا أو أنتم أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى [ طه:71]، وهذه زفرات يطلقها ذلك الذي لعنه الله كردة فعل يائسة لما رأى إيمان السحرة.




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس
قديم 19-12-16, 02:17 PM   #55
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

تفسير قوله تعالى: (قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات... والله خير وأبقى)

لقد مر معنا في تفسير سورة القلم أن السجود من أعظم ما ينال به العبد عظيم اليقين، وهذه الأحداث شاهدة على ذلك، قال الله جل وعلا على لسان السحرة لما هددهم فرعون -وهذا كله في أرض الموقف أرض المجادلة- قالوا له بعد أن قال: وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى * قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا [طه:71-72] ، فألقى الله جل وعلا في قلوبهم الإيمان واليقين ووجدوا حلاوته، رغم أنه ليس لهم أياماً ولا شهوراً ولا أعواماً في الطاعة والإيمان والعمل الصالح، لكن تلك الحظوة الألهية نالوها ببركة سجودهم، حتى يعلم أثر العمل الصالح على قلب العبد، ثم ردوا عليه بطريقته كما كان يطلق الأفعال على صيغة الأمر، قالوا له: فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ [طه:72] ، أي: فافعل ما شئت، ثم بينوا له ضعفه فقالوا: إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا [طه:72] ، قد يكون الله أعطاك سلطاناً على الدنيا، لكن ليس لك سلطان على حياتنا في الآخرة والدنيا، وسواء قضيت علينا أو لم تقض علينا فمردنا أصلاً إلى الموت فلا نخوف بشيء، لكن العبرة بالحياة الأخروية فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا [طه:72] ، وجاءت (الحياة) بالنصب لأنها بدل من اسم الإشارة (هذه).

وهذا قاعدة نوحية تأتي دائماً: كل اسم معرف بـ(ال) بعد اسم الإشارة فيعرب بدلاً عنه، فما يقال في إعراب اسم الإشارة الذي قبله يقال في إعراب الاسم الذي بعده، وهذا نظيره: إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ مفعول به، الْحَيَاةَ بدل من (هذه).

ثم قالوا له: إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى [طه:73]، وعبارة الإكراه هنا مأخوذة من أن فرعون سول لهم هذا الأمر بأن مناهم ووعدهم وقال: وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ [الشعراء:42] ، فاعتبر هذا شرعاً نوع من الإكراه، قال الله جل وعلا: وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ [طه:73] ، ثم قارنوا بين ربهم وبين فرعون فقالوا: وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى [طه:73] ، ولا ريب أن الله خير وأبقى.

وهذا منهاج للمؤمن في كل ما يأتيه، فلا يكن في شيء يتعلق بالله وفي شيء يتعلق بمخلوقاته، فثق أن ما عند الله جل وعلا خير لك وأبقى، وهذه من الطرائق التي ربى الله جل وعلا بها رسله عليهم الصلاة والسلام، وهذبهم بها، وثبت قلوبهم جل وعلا بها، أنه أعلمهم أن الآخرة هي الباقية، وهي التي يعمل الخلق لها، قال صلى الله عليه وسلم لما رأى الأنصار والمهاجرين يبنون المسجد: (اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة).

وهذا أمر يستحضره المؤمن، وتعلمون قصة العلامة الألباني رحمه الله لما بشر بفوزه بجائزة الملك فيصل العالمية أراد بعض الصحفيين أن ينال حظوة عنده بأن يجري له مقابلة صحفية، ومعلوم أن جائزة الملك فيصل جائزة عالمية يرقبها كل عالم سواء في خدمة الإسلام أو في غيره، فلما بشر بها قال الشيخ وهو يبكي هاتفياً: وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى [طه:73] ، وقال: وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى [الضحى:4] .

فمهما أعطي الإنسان من الدنيا ينبغي عليه أن يستحضر هذا الأمر العظيم، وأن ما عند الله خير وأبقى، حتى لا يفتن بما أعطاه الله جل وعلا إياه في الدنيا.




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس
قديم 19-12-16, 02:21 PM   #56
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

تفسير قوله تعالى: (إنه من يأت ربه مجرماً... وذلك جزاء من تزكى)

قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا [طه:74] ، هذه يمكن أن تكون من كلام السحرة المؤمنين، ويمكن أن تكون تذييلاً من كلام الله جل وعلا، فهي تحتمل الأمرين، قوله: إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا [طه:74] ، أي: كافراً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا [طه:74] ، وهذا أحد أنواع عذاب جهنم أن الإنسان فيها لا ينتهي، وفي نفس الوقت لا يبقى حياً حياة منعمة.

والأمر الثاني: ذكره الله في سورة أخرى أنهم قالوا: سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ [إبراهيم:21] ، متى ينفع الصبر؟ إذا كان يعينك على تجاوز الأذى، لكن إذا كان الصبر لا ينفع فإنه يصبح في ذاته عذاباً، وهذا -والعياذ بالله- حال أهل النار.

قال الله جل وعلا: إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا [طه:74] ، وكما في سياق القرآن في أكثر من موضع إذا ذكر الله أهل النار يذكر أهل الجنة، وإذا ذكر أهل الجنة غالباً يذكر أهل النار.

وقوله: إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا [طه:74]، هذه نحوياً جملة شرطية بدأت بـ(من) وهي اسم شرط، ولذلك (يأت) حذفت ياؤها؛ لأنها فعل شرط مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وقوله سبحانه: فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ [طه:74]، الفاء واقعة في جواب الشرط، وسوغ أن يبتدئ جواب الشرط بالفاء أن جواب الشرط جملة اسمية.

قال تعالى: وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلى [طه:75] ، قوله: (ومن يأته مؤمناً) أي: حال كونه مؤمناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلى [طه:75]، الجنة والنار كلاهما يقال في حق أهلها: درجات، لكن تنفرد النار بأن يقال في حقها: دركات، فيقال: لأهل النار درجات؛ نص عليه القرآن في سورة الأنعام، لكن لا يقال لأهل الجنة: دركات، بل هذا الاسم وقف على أهل النار.

قال تعالى: جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى [طه:76] ، وقد مر معنا معنى التزكية بالتفصيل في قول الله جل وعلا: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10].




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس
قديم 19-12-16, 02:22 PM   #57
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

تفسير قوله تعالى: (ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي... وأضل فرعون قومه وما هدى)

قال تعالى: وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لا تَخَافُ دَرَكًا وَلا تَخْشَى [طه:77] ، ذكر الله جل وعلا هنا خروج موسى عليه السلام من أرض مصر، وقد جاء ذكر الخروج في سورة طه موجزاً وفصل في سورة الأعراف ويونس وغيرهما.

والقرآن سماه الله جل وعلا مثاني بمعنى: أن الأخبار والقصص فيه غالباً تتكرر، فما يوجزه الله في سورة يبسطه في سورة أخرى، وأحياناً يكتفي الله جل وعلا بالبسط في سورة واحدة ولا يثنيه، كما في قصة نبينا يوسف؛ فإنها لم تتكرر في القرآن، بخلاف قصة موسى فإنها ذكرت في أكثر من موضع وفي كل موضع تساق حسب السياق العام للسورة.

وقوله: (أن أسر) دل على أنهم خرجوا ليلاً؛ لأن السرى لا يكون إلا في الليل، فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا [طه:77] ، والضرب هنا حقيقي، وهو أن موسى عليه الصلاة والسلام ضرب البحر بعصاه، والبحر بالاتفاق هو بحر القلزم المسمى اليوم بالبحر الأحمر، لا تَخَافُ دَرَكًا وَلا تَخْشَى [طه:77]، أي: لا تخاف أن يدركك فرعون، ولا تخشى غرقاً من البحر، فلا فرعون يقدر له أن يدركك هو وجنده، ولا البحر قادر على أن تكون غريقاً فيه، وإنما سينجيك ربك من إدراك فرعون ومن موج البحر وما يكون فيه من الغرق والهلاك.

وقد جاء هذا الأمر مفصلاً، ولعله يأتي، لكن بالجملة نقول: موسى أخذ قومه، ولما وصل إلى شط البحر قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ [الشعراء:61-62]، فأمره الله أن يضرب البحر فضربه قائلاً: انفلق يا أبا خالد! وهي كنية تقولها العرب للبحر، وورد -والعلم عند الله- أنه قال: باسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان.

فانقلب البحر يبساً كما أخبر الله، وانشق اثنتي عشرة طريقاً على قدر أسباط بني إسرائيل، فعبر موسى والمؤمنون الذين معه حتى انتهوا إلى الضفة الأخرى، وجاء فرعون فتردد في العبور، وبقي ينتظر خوفاً من أن يعود البحر بحراً، فلما وصل موسى والمؤمنون الذي معه إلى الضفة الأخرى واطمئن موسى أنه قد سلم، وأن فرعون يحاول أن يدركه، أراد أن يضرب البحر كرة أخرى ليعود بحراً فيقطع الطريق على فرعون، فأوحى إليه رب العزة: وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا [الدخان:24] ، أي: ساكناً، فبقي البحر ساكناً، وامتنع موسى عن ضربه بأمر الله، وتشجع فرعون ليهلكه الله جل وعلا وظن أن البحر سيبقى أبدياً على هذه الحال، فعبر هو وجنوده، فلما اكتمل دخولهم في البحر أمر الله البحر أن يعود بحراً، فأغرق فرعون فقال: آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ [يونس:90] ولم يقل: آمنت بالله، وإن كان إيمانه صحيحاً، والله جل وعلا كما قال أهل العلم: أثبت الإيمان لفرعون لكنه لم يقبله منه، قال الله تعالى: آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ [يونس:91]، فذكر أنه قبل لم يكن على هذه الحال.

وقد جاء في الأثر أن جبريل عليه السلام كان يضع الطين في فم فرعون مخافة أن يقول فرعون كلمة يستجلب بها رحمة الله، وقد مر معنا كثيراً أن رحمة الله جل وعلا لا تستجلب بشيء بعد الإيمان والعمل الصالح بأكثر من الدعاء، والإكثار من المدح والثناء على الله يستدر به العبد ما عند الله جل وعلا، فإن الرب تبارك وتعالى لا أحد أحب إليه المدح من نفسه، ولذلك مدح ذاته العلية.

وهذا أمر مشاهد في الكتابة والسنة، فإنه كم من عبد صالح ذكر الله جل وعلا دعوته، كدعوة ذي النون، وكقوله صلى الله عليه وسلم لما سمع رجلاً يقول في دعائه: اللهم لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فقال: (لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أولاً) .

والمقصود من هذا: أن الله جل وعلا تستدر رحمته ويستجلب ما عنده من الفضل والإحسان بكثرة الثناء عليه، وانكسار العبد بين يديه، وهذا الأمر كان مظنة أن يأتي فرعون، وإلا لو تقرر عند جبريل أن الله لن يرحم فرعون قطعاً مهما قال لما كان هناك حاجة لأن يضع جبريل الطين في فم فرعون، وهذا يدل على أن رحمة الله جل وعلا واسعة، وأنه لا يهلك على الله جل وعلا إلا هالك، وأن العاجز حقاً من لم يجد ألفاظاً ولا كلمات يعبر بها عن مسكنته وانكساره بين يدي الرب تبارك وتعالى.

وتعظيمك لله جل وعلا لا بد أن يلازمه عدم مبالغتك في مدح الخلق وتعظيمهم، ولهذا تخرج منا أحياناً من غير شعور كلمات نقولها لمن نحب في التعظيم دون أن نشعر، فيسمع البعض إذا ألقى كلمة في محفل أو أمام أمير أو ذي سلطان يقول: إن الكلمات تقصر، وإن العبارات تعجز.. وهذا أمر محرم؛ بل خطأ عظيم؛ لأن الكلمات العربية إذا وسعت كلام الله فمن باب أولى أن تسع غيره، إذا وسعت ألفاظ العربية مدح الرب جل وعلا فمن باب أولى وأحرى أن تسع مدح غيره، لكن الناس إذا وصلوا إلى من بيده العطايا أو من يخشى منه نسوا أمراً من جانب الله، لكن على الإنسان أن يكون متوازياً، فيعرف لأهل القدر قدرهم ولأهل الفضل فضلهم، لكنه يبقى معظماً التعظيم المطلق لربه تبارك وتعالى.

يقول حافظ عن اللغة العربية:

وسعت كتاب الله لفظاً وغايةً وما ضقت عن آي به وعظات

فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة وتنسيق أسماء لمخترعات

والمقصود أن الله جل وعلا جعل قرآنه بلسان عربي وفيه الثناء على ذاته العلية جل وعلا، فكيف بالثناء على المخلوقين؟! من باب أولى أن تتسع له اللغة، ويوجد فيها من العبارات والألفاظ ما نمدح به من نحب أو نجل أو نعظم أو نخشى.

المقصود من هذا كله: أن نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام عبر بقومه البحر، وبعد أن عبر بهم البحر أصبحوا في أرض سيناء، قال الله جل وعلا: وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لا تَخَافُ دَرَكًا وَلا تَخْشَى * فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ [طه:77-78]، (غشي) بمعنى: غطى.. أي: غطى فرعون وجنوده.

وإذا جاء الفعل وجاءت بعده (ما) مرتبطة بالفعل الذي بعدها -التي تسمى ما المصدرية أو ما الموصولة أحياناً على خلاف بين النحاه- فاعلم أن المقصود التعظيم، ومنه قول الله جل وعلا: إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى [النجم:16] ، هذا أسلوب تعظيم وتفخيم وتهويل، والله يقول هنا: فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ * وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى [طه:78-79].




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس
قديم 19-12-16, 02:23 PM   #58
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

تفسير قوله تعالى: (يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم.... ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى)

منَّ الله على بني إسرائيل بعد ذلك بقوله: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى * كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى [طه:80-81]، إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وهذه ملاطفة من العلي الكبير في خطاب أولئك القوم، فنسبهم إلى جدهم الأكبر الذي ينسبون إليه، وهو نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام.

والرب تبارك وتعالى عندما ينادي عبادة، إما أن ينسبهم إلى أب عام كآدم، أو أب خاص كيا بني إسرائيل، أو يناديهم نداء كرامة، وهذا في أكثر الآيات المدنية، كقول الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا [البقرة:104] ، فهذا يسمى نداء كرامة، أو يناديهم نداء عاماً لا ينسبون فيه إلى أب ولا يذكرون فيه بكرامة، ومنه قول الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ [الحج:1]، فقول الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا النَّاسُ [الحج:1] نداء عام يدخل فيه البر والفاجر، والمؤمن والكافر، ولا يمكن أن نصطلح على أنه نداء كرامة؛ بل هو نداء عام.

فقوله: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ [طه:80] ، يمن الله جل وعلا على بني إسرائيل بما كان من نجاتهم من فرعون، قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ [طه:80] الذي هو فرعون، وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى [طه:80] ، أي: جبل الطور، وهو جبل واحد، و(الأيمن) جاءت منصوبة و(الطور) جاءت مجرورة لأنها مضاف إليه، و(الأيمن) ليست صفة للطور، بل هي صفة للجانب؛ لأنها لو كانت صفة للطور لكان المعنى: أن هناك طوراً أيمن وطوراً أيسر، وطوراً في الوسط.. ولا يوجد إلا جبل طور واحد، لكن هذا الجبل -جبل الطور المبارك- له عدة جوانب.

وأصلاً كلمة أيمن ليست جهة ثابتة؛ لأن الثبات في اليمين واليسار غير وارد، فمثلاً أنا أجلس الآن على هذا الكرسي وهذه الجهة عن يميني، لكن لو حولت الكرسي فستصبح هذه الجهة عن يساري، فالأيمن غير وارد، لكن الله جل وعلا يخبر عن الجهة التي جاء منها موسى عليه الصلاة والسلام.

إذاً: الأيمن صفة لجانب، وجانب نكرة، والأيمن معرفة، لكن الذي جعل جانب معرفة هو الإضافة، فلما أضيفت كلمة جانب إلى كلمة الطور اكتسبت التعريف، فلما أضحت معرفة حق لها أن توصف بكلمة الأيمن.

وهنا مسألة نبه عليها بعض العلماء وذكرها الدكتور صالح العايد في كتاب نظرات لغوية نقلاً عن صاحب البرهان في علوم القرآن، وهي قضية دقيقة جداً استنبطها العلماء في قضية جانب الطور الأيمن، فالله جل وعلا ذكر هنا أنه واعد موسى جانب الطور الأيمن، لكن لما تكلم عن نبيه صلى الله عليه وسلم قال: وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ [القصص:44] ، فلماذا لم يذكر الله تعالى الأيمن هنا؟ قالوا: لأنه يوجد هنا نفي، وكملة (الأيمن) فيها تشريف، لكن كلمة (الغربي) لا تعني شرفاً بذاته، نقول: جهة اليمين جهة شرف، لكن الغربي والشرقي والشمال والجنوب ليس فيها في ذاتها شرف، فلما أراد الله النفي عن نبيه ملاطفاً لنبيه لم يصفها بالأيمن؛ لأنه لو وصفها بالأيمن فيكون قد نفى اليمن عن نبيه، والله لا يريد هذا، فقال جل وعلا: وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ [القصص:44] ، إجلالاً وإكراماً وملاطفة لرسوله صلى الله عليه وسلم.

وقبل أن أكمل هذا أقول: علم التفسير مواهب يعطيها الله جل وعلا من يشاء، والناس قدرات، ويظهر أثر كل ذي قدرة في تفسيره، فمن كان ذا قدرة في الاستنباطات اللغوية سيظهر هذا جلياً في كلامه، ومن كان قوياً في الفقه مثلاً سيظهر هذا في كلامه.. وهكذا، فقبل أن تبحث عن تفسير الآية ابحث عما تريده من الآية، فإذا بحثت عما تريده من الآية سيسهل عليك أن تبحث في كتب التفسير، لكن هذا لا بد أن يسبقه أن تكون ملماً بكتب التفسير، وبعضها يظهر من عنوانها، فالكتاب الذي ذكرناه اسمه: نظائر لغوية، فواضح أنه يبحث في اللغة، وأحكام القرآن لـابن العربي واضح أنه يتكلم في الفقهيات، فأحياناً من العنوان يظهر، وأحياناً من كثرة المطالعة والدربة تستطيع أن تعرف مناحي المفسرين فيسهل عليك بعد ذلك أن تصل إلى مرادك.

نقول: قال الله جل وعلا: وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى [طه:80] ، يكاد أهل العلم رحمهم الله يجمعون على أن المقصود بالمنَّ شيء أنزله الله من السماء عليهم كالطل يجدونه على رءوس الأشجار أشبه بالعسل الأبيض، يتجمع كالصمغ ثم يأخذونه، وهو نوع من الحلوى رزقه الله جل وعلا بني إسرائيل، وقالوا في السلوى: إنها طير السمان المعروف.

هذا ما ذكروه، لكن جاء في الحديث أن الكمأة من المن، والذي يظهر -والعلم عند الله- أن ما قاله الأفاضل الأكابر في هذا قوي جداً لتظاهرهم عليه، ومن الصعب أن يخطئ الإنسان جمعاً، لكن فيما يبدو أن المنَّ هو الكمأة التي تظهر الآن من غير ما زرع، تكون مقرونة بوقت المطر فهذه منه؛ لأنه ليس فيها جهد لأحد؛ فلأجل ذلك غالب الظن أنها مقصودة إن لم تكن هي كلها، فتكون في الحديث بيانية أو على الأقل نوعاً مما أخرجه الله جل وعلا لبني إسرائيل.

والمقصود: أن بني إسرائيل عندما خرجوا مكثوا في الصحراء فاحتفى العلي الكبير بهم إكراماً لأنبيائهم، ولما أراده الله جل وعلا من ابتلائهم أنزل عليهم المن والسلوى، قال الله جل وعلا: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى [طه:80]، وهذا أمر للإباحة كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ [طه:81] بتجاوز الحد فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي [طه:81] ، ثم قال الله تذييلاً لهذا الأمر: وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى [طه:81] ، والهوى هنا المقصود به: السقوط المرُيع، والمقصود به الهلاك الفظيع لكل من حل عليه غضب الله تبارك وتعالى.

وهنا أتوقف قليلاً لأقول: إن كلمة (هوى) في القرآن وردت بمعنى السقوط، قال الله جل وعلا: أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ [الحج:31] ، وهنا نستبعد تفسير بعض العلماء لقول الله جل وعلا: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى [النجم:1] ، بأن المقصود به نزول القرآن، فإن بعض أهل العلم يقول: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى [النجم:1] المقصود أن القرآن نزل منجماً، فيجعل (هوى) بمعنى نزل، لكن استخدام لفظة (هوى) في القرآن لا يساعد على هذا، ومنه هذه الآية: وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى [طه:81].




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس
قديم 19-12-16, 02:25 PM   #59
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

تفسير قوله تعالى: (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى)

ثم قال البر الرحيم يذكر غضبه ويذكر رحمته: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82]، هذا القول الرباني من الله جل وعلا جاء بعد قوله تبارك وتعالى: وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى * وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:81-82] ، وقد يظن الناس من لم يؤت بضاعة في التفسير أن الأمر مرتب ترتيباً حرفياً، وإنما المقصود: أن الإنسان إذا وقر في قلبه الإيمان والأسف على ما كان منه من عصيان، ولزم الصراط المستقيم، هذا الذي هو أهل لأن يغفر الله جل وعلا له.

لكن الآية لا تعني الحصر، فإن الرب جل وعلا قد يغفر من غير ما سبب من العبد، وبعض أهل العلم -كما في شرح العقيدة الطحاوية- أجمل أسباب المغفرة إلى ثلاثة عشر سبباً، وجعل خاتمتها وأكملها بغفران الله تبارك وتعالى من غير سبب من العبد.

لكن هنا الله جل وعلا يذكر أعظم أسباب غفران الذنوب: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82] ، وعلى هذا فإن الإنسان وهو يعمل العمل الصالح لا بد أن يكون في نفسه مستصحباً أنه يريد بالعمل الصالح غفران الذنوب، كما قال الله قبل ذلك على لسان السحرة: إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا [طه:73] ، ونقول مراراً: إن المرء لا يحمل فوق كاهله شيئاً أشد عليه من ذنبه، ولهذا علق الله جل وعلا جوائز فضائل الأعمال بغفران الذنوب، فلما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الحج وأخبر عما يجده العبد من عناء فيه، وأنه عبادة يجتمع فيها البدن والمال والقلب، قال صلى الله عليه وسلم: (رجع كيوم ولدته أمه)، فعلقها بمغفرة الذنوب؛ لأن الصالحين لا يؤرقهم شيء أعظم من أنهم يسألون الله جل وعلا غفران ذنوبهم.

إن تغفر اللهم تغفر جما وأي عبد لك ما ألما

ولما أراد الله أن يخبر ببعض كرامته على نبيه صلى الله عليه وسلم قال له: لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ [الفتح:2] ، وهو عليه الصلاة والسلام يعلم الصديق فيقول له: أن يقول في دعائه: (اللهم إنني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم).

والمقصود: أن غفران الذنوب من أعظم ما يطلبه العبد من ربه تعالى.

إلى هنا ينتهي وضع عام في حياة بني إسرائيل ذكره الله جل وعلا، ثم يذكر الله تبارك وتعالى بعده مسارعة موسى -كما سيأتي تفصيلاً- إلى لقاء ربه.




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس
قديم 19-12-16, 02:27 PM   #60
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

حداث حدثت لبني إسرائيل قبل أن يخرج موسى من أرض مصر

لكن نقف هنا لنقول في جملة هذه الآيات: تنحصر هذه الآيات في الحديث عما كان من إيمان السحرة، وهو أول نقلة نوعية في دعوة موسى إلى استقرارهم في أرض سيناء، وهذه المرحلة التاريخية من انتصار موسى إلى استقرارهم في أرض سيناء مرت بأحداث لم تذكرها الآية هنا من تلك الأحداث، فالقرآن يفسر بعضه بعضاً.

إن موسى قبل أن يرتحل من أرض مصر أمر قومه أن يجعلوا بيوتهم قبلة، واختلف العلماء في معنى وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً [يونس:87] ، فبعضهم قال: إنه أراد الصلاة، وعندي أن هذا بعيد؛ لأن الله قال بعدها: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ [يونس:87] ، لكن الذي أفهمه -والعلم عند الله- أن المعنى: اجعلوا بيوتكم متقاربة مميزة في ناحية البلدة حتى تستطيعوا أن تذهبوا إلى البحر عندما يأذن الله جل وعلا برحيلكم من أرض مصر.

والمقصود: أن موسى استقر في أرض مصر طويلاً قبل أن يرحل ويتركها إلى أرض الطور، وفي هذه الأثناء وقعت ما وقعت من الآيات، قال تعالى: فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ [الأعراف:133] ، هذا وقع ما بين إيمان السحرة وما بين خروج موسى من أرض مصر، وقد ذكرت السنة الصحيحة أن موسى أخذ معه جسد يوسف، وهذا لم يأت في القرآن، لكن جاء نقلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حسنه وصححه بعض أهل العلم.

كذلك من الأحداث التي وقعت في هذه الحقبة التاريخية من إيمان السحرة إلى خروج موسى: قضية قارون وما كان منه، فإن قارون والخسف به وهلاكه إنما وقع في أرض مصر ولم يقع بعد ذلك، فهذه أحداث تاريخية أجملها القرآن وجاءت مفرقة، وقصة قارون قد ذكرت في سورة القصص، وذكرت وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً [يونس:87] في سورة يونس، وبعضها ذكر في سور أخر، وبعضها ثني وكرر، وبعضها لم يذكر إلا مرة واحدة.

والمقصود: أن تفهم أن هذا السياق يسمى إيجاز حذف، ذكر الله جل وعلا فيه منته على بني إسرائيل، وهذا الاحتفاء الإلهي ببني إسرائيل مبني على أن الله جل وعلا جرت سنته في خلقه أنه لا بد للناس من أئمة ذوي روح، بمعنى: أئمة في العلم والهداية، والله جل وعلا ينقل هذا الأمر من أمة إلى أمة، وليس بين الله وبين أحد من خلقه نسب، ولكن كلما استمسكت الأمة بهدي السماء كانت حقيقة بأن تقود العالم، والله جل وعلا قد قال عن بني إسرائيل: وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ [الدخان:32].

ومن الخطأ أن بعض الناس ممن يغلب عليهم العمد أو السهو أحياناً غير المقصود يقولون: يا أحفاد القردة والخنازير! فهي من حيث الحقيقة الخلقية لم يجعل الله لمن نسخهم حفدة، فهو أمر منتفي.

والأمر الثاني: أن بني إسرائيل ينسبون إلى نبي عظيم كريم، والله جل وعلا قال عنهم: وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ [الدخان:32] ، لكن ظهر فيهم قتل الأنبياء، وتبديل كلام الله، وقولهم: قلوبنا غلف، واتهامهم لمريم، ومحاربتهم لعيسى ومحاولة قتله، هذا هو الذي أضاعهم وأذهبهم، فالإنسان إذا تكلم يتكلم بهدي من القرآن لا بعاطفة تؤججه، والله تبارك وتعالى يقول: لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ [آل عمران:113] ، إلى غير ذلك مما يبين الله جل وعلا فيه الإنصاف عند الخطاب.




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

IP



الساعة الآن 01:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
ترنكات لخدمات الويب