![]() |
![]() |
![]() |
روائع شعريه |
روائع الكسرات |
![]() |
|
![]() |
||||||||
![]() |
|
![]() |
||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
![]() |
|
![]() |
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#61 |
![]() بيان معنى قوله تعالى (فإن لم تجدوا فيها أحداً فلا تدخلوها ...)
قال ربنا جل وعلا: فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ [النور:28] يعني: البيوت، ولم يقل الله: (فإن لم يكن) بل قال: (فإن لم تجدوا)، فبين الجملتين فرق، فلو قال جل وعلا لو قال جل وعلا: (فإن لم يكن) فمعنى ذلك: أن البيت لا يوجد أحد فيه، ولكن لما قال: (فإن لم تجدوا) فمعنى ذلك أنه قد يكون فيه أحد، ولكنه لم يتبين لك هل فيه أحد أو لا، فإذا أتيت إلى بيت أحد أصدقائك فطرقت الباب وهم موجودون، فهم إما نائمون وإما منشغلون، وإما سمعوا الطرق ولا يريدوا أن يجيبوا، فلا تدري هل هم موجودون أو لا، فبعد طرقة أو طرقتين أو ثلاث تكاد تقتنع بأنهم غير موجودين. ثم قال تعالى: فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلا تَدْخُلُوهَا [النور:28]، فلو قدر أن رأيناها مفتوحة فإننا لا ندخل؛ لأنها مغلقة بأمر الشرع لا بالمفتاح، وهو قول الله جل وعلا: فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ [النور:28]، فالبيوت عورات، فلا يجوز لأحد أن يقتحمها، وإذا استضافك أحد في قعر البيت فلا تلتفت ميمنة ولا ميسرة ولا تنظر فيما لا يعنيك، بل ادخل مطأطئاً رأسك غاضاً بصرك حتى تصل إلى المكان الذي أدخلك فيه. والإنسان إذا كان في سلطان أحد فإن من الأدب الإلهي والنبوي أن يأتمر بأمر ذلك الذي بيده السلطان، بمعنى أن صاحب البيت أدرى أين يضعك، فلو وضعك في صدر المجلس فاجلس فيه، ولو وضعك في ميمنة أو ميسرة فاجلس حيث وضعك؛ لأنه أدرى بالمكان. |
|
![]() |
![]() |
#62 |
![]() ذكر أحوال الاستئذان ورده
قال ربنا جل وجلاله: وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ [النور:28]. قال أحد الصالحين -كما ذكر ذلك الحافظ ابن كثير -: قضيت عمري كله أطرق أبواب الناس، أريد أن يقول لي أحد من أصحابي: ارجع حتى أظفر بقول الله: هُوَ أَزْكَى لَكُمْ [النور:28]. وبعض الناس اليوم لا يفقه هذه المعاني العظيمة في القرآن، فلو قيل له: ارجع لأخرج جواله مباشرة فبعث عشرات الرسائل لأصدقائه يخبرهم أن فلان بن فلان طرقت بابه فقال لي: ارجع، مع أن رب العزة يقول: وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ [النور:28] فلأن ترجع خير من أن تقف بباب أحد لا يريد منك أن تدخل. فالكريم لا يدخل إلا في مجالس له فيها مقام، وأما الأماكن التي لا تليق به أو لا يريد أصحابها أن يدخلها أو يأتيها أو يزورها فهو ينأى بنفسه عنها، وفي الأرض منأىً للكريم عن الأذى. وفي بيت لأحد علماء شنقيط يقول فيه: وما حر يقيم بأرض هون ولو كانت مقر الوالدين لأن الإنسان المتأدب بأدب القرآن لا يقبل أن يدخل مكاناً ليس له فيه مقام، والعامة يقولون في أمثالهم الدارجة المقبولة: من يأتي بلا عزومة يقعد بلا فراش. والمقصود بيانه أن الإنسان لا يذهب إلا على بينة، وهذا يختلف باختلاف العادات والتقاليد والأعراف وحالة أصحابك وخلانك. قال الله تعالى: وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ [النور:28] الأمر بالرجوع له ثلاث حالات: الحالة الأولى: الحالة الصريحة التي نص عليها القرآن، وهي أنه يقول لك: ارجع، بصريح الخطاب. الحالة الثانية: ضمنية، وهي أن تستأذن فلا يؤذن لك، فيأتيك من بعثته ويقول: قلت لهم: فلان عند الباب فما ردوا. الحالة الثالثة: ضمنية، وهي أن يكونوا موجودين فلا يجيبونك. فالحالة الثانية قد يكون فيها غموض، كأن تجد حارساً على باب العمارة، فتبعثه فيعود، ويقول: قلت: فلان عند الباب فما تكلم أحد. وفي الحالة الثالثة تطرق الباب ثلاث مرات، ويكون موجودين، ولكنهم لا يردون، فهذا رد ضمني. أما الرد الصريح فهو أن يقول لك: ارجع، أو: لا أستطيع أن أستقبلك، فهذه هي التي قال الله فيها: وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ [النور:28]. قال الله تعالى: وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ [النور:28] أي: أن الله جل وعلا مطلع على كل شيء، فهو يعلم لأي شيء رد هذا وقبل ذاك. |
|
![]() |
![]() |
#63 |
![]() تفسير قوله تعالى: (ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونة ...)
ثم قال الله تعالى: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ [النور:29]. قوله تعالى: (ليس عليكم جناح) أي: إثم، (أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونة فيها متاع لكم)، ليس المراد بالمتاع المتاع المعروف، المتاع هنا بمعنى: المنفعة، فالمتاع عند الإطلاق يأتي بمعنى المنفعة، كقوله تعالى: قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ [النساء:77] أي: منفعة الدنيا قليلة. فقوله تعالى: (غير مسكونة) أي: غير مسكونة سكناً أهلياً. إذاً فأنت تسافر فتجد دورات مياه وفنادق واستراحات في الطريق، فهذه بيوت غير مسكونة، فلا يلزم فيها الاستئذان. وقد كان المسلمون في العصور الأولى يبنون دوراً يرتاح فيها المسافرون، وتقيهم البرد والحر، وكان يبنيها أرباب الأموال، فهذه ليست ملكاً لأحد، فلا تحتاج فيها إلى استئذان. ومثلها في عصرنا الفنادق ونحوها، ممن مر على فندق أو على استراحة، فإنه لا يحتاج إلى أن يطرق باب الفندق ليستأذن، إذ الفندق ما بني إلا لهذا، أي: أن تدخل من غير إذن؛ لأن هذا هو المقصود من بنائه. ولذلك قلنا: إن المتاع عند الإطلاق يراد به المنفعة، فأي مكان فيه منفعة لك فلا يلزم فيه الاستئذان. |
|
![]() |
![]() |
#64 |
![]() حكمة التذييل بعلم الله ما يُبدى وما يُكتم
قال تعالى: وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ [النور:29]. قال العلماء في التذييل: قوله: (والله يعلم ما تبدون وما تكتمون) هذا وعيد شديد من الرب تبارك وتعالى لأصحاب النوايا الخبيثة والسرائر البغيضة، المحبين للتطلع على عورات المسلمين. فقال ربنا مهدداً لهم ولغيرهم: وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ [النور:29] يقال: بدا الشيء: بمعنى: ظهر، والكتمان ضد البُدوّ، قال الله تعالى: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا [آل عمران:30] والمقصود: الأشياء القلبية والأشياء الظاهرة. |
|
![]() |
![]() |
#65 |
![]() تفسير قوله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ...)
ثم قال ربنا تبارك وتعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30]. انتقل الخطاب في تأديب العباد إلى مرحلة أعلى، فقد منعنا ربنا من دخول البيوت من غير استئذان، ثم حرم النظرة المحرمة، وقد قيل: وكنت متى أرسلت طرفك رائداً لقلبك يوماً أتعبتك المناظر رأيت الذي لا أنت كله قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر والمقصود أن النظرة سهم من سهام إبليس، فأراد الله أن يؤدب عباده فقال: (قل) أي: يا محمد (للمؤمنين) الممتثلين لأمر ربهم (يغضوا من أبصارهم)، وما قال: (ويحفظوا فروجهم). فما شرعه الله لك وأباحه أن تراه أكثر مما حرم الله عليك أن تراه، فالمحرم العورات، ولكن النظر إلى غير العورات جائز. وأما الفروج فالأصل فيها أنها حرام، فما أباحه الله لنا من الفروج أقل مما حرمه علينا، فلهذا قال: (ويحفظوا فروجهم). |
|
![]() |
![]() |
#66 |
![]() مفاسد النظرة المحرمة
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن العين تزني وأن زناها النظر، ولا ريب في أن النظر أولى المهلكات، والإنسان إذا أكثر من النظر أتعب قلبه؛ لأنه لا يملأ فم ابن آدم إلا التراب، فما يزال يتنقل في المناظر ويرى ميمنة وميسرة، ولا ريب في أنه لا توجد امرأة إلا وهناك من هو أجمل منها، وهذا سلسلة لا تنتهي. فالعاكفون في زماننا على القنوات في كل حقبة أو مدة أو يوم أو ليلة يظهر لهم شيء آخر، فيبقى الواحد منهم لاهثاً ولن يرتوي، ولهذا منع الشرع العباد من إطلاق العنان للنظر، بل إن الرجل -عياذاً بالله- إذا أكثر من النظر -كالذين يذهبون للسياحة الآثمة، فيذهبون إلى شواطئ العراة وأمثالها- فرأى منظراً تلو منظر فإن فعله هذا ينجم عنه مفسدتان: المفسدة الأولى: أنه سيزهد في أهله، وهذا خلاف المقصود شرعاً. والأمر الثاني: أنه يجعل في قوته نوعاً من التشتت، فلا يجمع عليه ذهنه؛ لانفكاكه وتفرقه في مجامع ما يراه. |
|
![]() |
![]() |
#67 |
![]() نسبية الجمال
وينبغي أن يعلم أنه ينبغي للعقلاء من الرجال أن يعلموا أن القضية الأساسية في جمال المرأة قائمة على حسب ما تكون في عين زوجها، بمعنى أن الإنسان قد لا تكون امرأته ذات جمال يضرب به المثل، ولكن الله جل وعلا يزينها في عينيه، كما أن الله يزينه -ولو لم يكن وسيماً- في عينيها. وقد كنت أوصي الشباب عند زواجهم بأن يقول المرء منهم: اللهم زيني في عينيها وزينها في عيني، فإنها إذا زينت في عينك زينك الله في عينيها أفلحتما، بصرف النظر عن الأشياء الجمالية البدنية الخلقية، فالجمال له علاقة كذلك بالجمال الروحي، فإن هذا مما يزين صاحبه، ونحن نعلم قصة قيس بن الملوح الذين فتن بـليلى العامرية وجن بها حتى هام على وجهه في الصحراء، فكل أهل زمانه يقطعون بأن ليلى هذه لن تكون أجمل نساء الدنيا، ولو كانت أجمل نساء الدنيا لما تركها له الأمراء والملوك وأهل الثراء. لكن القضية أن الله جل وعلا زين ليلى في عيني قيس ، وقد قال في إحدى قصائده التي تسمى المؤنسة: فيا رب إن صيرت ليلى هي المنى فزيني بعينيها كما زينتها ليا وقد خبروني أن تيماء منزل لليلى إذا ما الليل ألقى المراسيا فهذي شهور الصيف عنا قد انقضت فما للنوى ترمي بليلى المراميا وتيماء ديار معروفة، والليل يلقي مراسيه في الشتاء، إذ يطول فيه، فهو يقول: هذه شهور الصيف عنا قد انقضت، فجاء الليل الطويل، ومع ذلك لم تعد ليلى إلى تيماء. والمقصود من هذا أن الإنسان بهذه النظرة يفهم الشرع، فلا يأتيك من يأتيك ليزهدك في أهلك أو في فتاة خطبتها أو في قبيلة بعينها، فالقضية هي ما يورثه الله جل وعلا في قلبك من زينة تلك المرأة. وهنا قال الله جل وعلا: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [النور:30] لأن هذا واد مهلك، وأنت ترى من حولك ممن يتيه -والعياذ بالله- فيه ويضيع، وليته يغنم شيئاً محسوساً يعقد عليه أنامله؛ لأن هذا أمر لا ينتهي، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (ولا يملأ فم ابن آدم إلا التراب)، فهو بطريقته هذه لن ينتهي ولن يبني قلباً خاشعاً ولا لساناً ذاكراً أبداً. وقوله تعالى: (ويحفظوا فروجهم) اختلف العلماء في المعنى، فقال بعضهم: يحفظونها عن النظر إليها، وقال بعضهم: يحفظونها عن الزنا، والصواب أن يقال: يحفظونها عن الأمرين: عن أن ينظروا إليها، وعن الزنا. |
|
![]() |
![]() |
#68 |
![]() |
![]() |
#69 |
![]() تفسير قوله تعالى: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ...)
وكما أمر الله الرجال أمر النساء، وهذا خلاف أسلوب القرآن؛ لأن القرآن يجمع، ففي دخول البيوت ما قال الله: (للمؤمنات) لأنهن دخلن في الذين آمنوا، لكن لما كان أمر النظر أمراً عظيماً تبنى عليه مفاسد خاطب الله الرجال والنساء كلاً لوحده، فقال جل وعلا: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور:31] وهذا قد مضى القول فيه كما قيل في الرجال. |
|
![]() |
![]() |
#70 |
![]() بيان المراد بالخمار
قال تعالى: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ [النور:31]. هذا فيه تفصيل على ما سيأتي، والخمار: يجمع على خمر، وهي ما تغطي به المرأة رأسها، ككتاب: يجمع على كتب. وأما الجيب فهو الفتحة التي تدخل منها رأسك في الثوب. وليس المراد الجيب الذي نضع فيه دراهمنا، فهذا ليس في كلام العرب، وهو صحيح من حيث المعنى، ولكنه ليس مقصود القرآن، وليس من كلام العرب الذين أخذت عنهم اللغة. |
|
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |