حدثنا شعيب بن شعيب، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا عتبة بن ضَمرة حدثني أبي أن رجلين اخْتَصَما إلى النبي ، فقضى للمُحِقِّ على المُبْطل، فقال المقضيُّ عليه: لا أرْضَى، فقال صاحبه: فما تريد؟ قال: أن نذهب إلى أبي بكر الصديق، فذهبا إليه، قال الذي قُضِيَ له: قد اختصمنا إلى النبي فقضى لي عليه، فقال أبو بكر: فأنتما على ما قَضَى به النبي فأبى صاحبه أن يرضى، قال نأتي عمر بن الخطاب، فأتياه، فقال المقضيُّ له: قد اختصمنا إلى النبي [فقضى لي عليه] فأبى أن يرضى، ثم أتينا أبا بكر الصديق فقال: أنتما على مل قضى به النبي ، فأبى أن يَرْضى، فسأله عمر فقال: كذلك!! فدخل عمر منزله فخرج والسيفُ بيده/ قد سَلَّه، فضرب به رأس الذي أبى أن يرضى فقتله، فأنزل الله تبارك وتعالى: )فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوْكَ فِيْما شَجَرَ بَيْنَهُمْ( الآية.
وهذا المرسَلُ له شاهدٌ من وجه آخر يصلح للاعتبار.
قال ابن دحيم: حدثنا الجُوْزَجَاني، حدثنا أبو الأسود، حدثنا ابن لَهِيعةَ عن أبي الأسود، عن عُرْوَةَ بن الزبير. قال: اختصم إلى رسول الله رجلان، فقضى لأحدهما، فقال الذي قُضي عليه: رُدَّونا إلى عمر، فقال رسول الله : "نَعَمْ، انْطَلِقُوا إِلى عُمَر" فانطلقا، فلما أتيا عمر قال الذي قُضِيَ له: يا ابن الخطاب إن رسول الله قَضَى لي، وإن هذا قال: رُدَّنا إلى عمر، فردنا إليك رسولُ الله فقال عمر: أكذلك؟ للذي قُضَي عليه، [قال: نعم] فقال عمر: مكانَكَ حتى أخرج فأقضِيَ بينكما، فخرج مشتملاً على سيفه، فضرب الذي قال: "رُدَّنا إلى عمر" فقتله، وأدبر الآخر إلى رسول الله فقال: يا رسول الله قَتَل عمر صاحبي، ولولا ما أعجزته لقتلني، فقال رسول الله : "ما كُنْتُ أظنُّ [أن] عُمَرَ يَجْتِري عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ" فأنزل الله تعالى: )فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوْكَ فِيْما شَجَرَ بَيْنَهُمْ( فبرَّأ اللهُ عُمَر من قتله.