روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
مـلـتـقـى الالــغــاز الـشـعــبــيــة الغاز شعبية لها عندنا كار |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-04-13, 01:55 AM | #131 |
07-04-13, 06:22 AM | #132 | |
عــضــو
|
أ-التوجيه النبوي وفهم الصحابة له:
عاش موجه الأمة المحمدية واقعه الفكري ، وحرص (عليه الصلاة والسلام) في بداية الأمر على ربط أتباعه بكتاب الله وحده ، حتى لا تكثر عليهم الأقوال ، وتختلط في أذهانهم الأفكار ، ولتنفيذ ذلك لم يسمح لهم بكتابة الحديث في بدايته (10) ، وإن ورد الأمر بما يخالف هذا ولكن بقلة . وأمرهم كذلك بأن لا يخلطوا ثقافتهم بثقافة غيرهم حتى يكتسوا الحصانة الفكرية ، وبين لهم بأن ثقافة الاسلام كاملة تامة ، وشاملة ناسخة وبيضاء نقية. -فقد جاءه عمر بن الخطاب () يوما بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه عليه فغضب وقال:" أمتهوكون-متحيرون-فيها يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا، ما وسعه إلا أن يتبعني".(11). -وقال لهم أيضا : " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم" وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيئون من ربهم ، لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ".(12). وهو الخطاب الذي فهمه الصحابة الكرام ، وتمثلوه في علاقاتهم مع أهل الكتاب ، وخصوصا ابن عباس شيخ المدرسة الذي وجه خطابه لتلاميذه حاثا إياهم على ما حث عليه الرسول الكريم فقال : "يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل عليكم بين أظهركم محصن ولم يشب ، فهو أحدث الأخبار بالله ، وقد أخبركم الله عن أهل الكتاب أنهـم كتبوا بأيديهم كتبا ثم قالوا هذا من عند الله "ليشتروا به ثمنا قليلا " فبدلوها وحرفوها عن موضعها أفما ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم ؟ فو الله ما رأينا أحدا منهم يسألكم عن الذي أنزل إليكم (13). وهي نصوص واضحة في الدلالة على المنع من الأخذ عن أهل الكتاب . لكن ورد أيضا عن النبي () نص يستفاد منه الجواز ، وهو قوله :"بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"(14). وهذا الاختلاف في الحكم وجهه العلماء موفقين بين الأدلة فقال ابن حجر في الفتح : " قال الشافعي : " من المعلوم أن النبي لا يجيز التحدث بالكذب ، فالمعنى حدثوا عن بني إسرائيل بما لا تعلمون كذبه ، وأما ما تجوزونه فلا حرج عليكم في التحدث به عنهم ، وهو نظير قوله ( ): " إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم " ، ولم يرد المنع من التحدث بما يقطع صدقه."(15). وقال ابن حجر أيضا : " ويؤخذ من هذا الحديث التوقف عن الخوض في المشكلات والجزم فيها بما يقع في الظن وعلى هذا يحمل ما جاء عن السلف من ذلك."(16). -وقد تعامل الصحابة رضوان الله عليهم مع هذه التوجيهات بعلم ، فلم يفهموا من النهي المذكور المنع البات في كل أمور العلم ، وإلا كيف يكون قوله : " فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم" إلا بعد وقوع الرواية.؟ ومن هنا فإنهم امتنعوا بتاتا عن الرواية عنهم في أبواب العقيدة والتشريع، وتساهلوا في الأخبار والتواريخ وبدء الخليقة ، وهي ما تشكل موضوع القصص. وممن يذكر له سماع عن أهل الكتاب أو محاورة لهم : الفاروق عمر بن الخطاب وأبو هريرة الذي شهد له كعب الأحبار بقوله : " ما رأيت أحدا لم يقرأ التوراة أعلم بما فيها من أبي هريرة ".(17). وعبد الله بن عمرو بن العاص الذي أصاب جملة من كتب أهل الكتاب وأدمن النظر فيها ورأى فيها العجائب وكان يحدث منها أحيانا في الأخبار وبدء الخليقة وتاريخ الانبياء.."(18). وكذا صنع أعلام المدرسة ، وخصوصا شيخهم ، الذي تحاور معهم وساءلهم وراسلهم . ولعله من الأسباب الطبيعية التي دفعت الصحابة الكرام ليتعاملوا مع أهل الكتاب تلك الحركة الأولى في تفسير القرآن التي كانت تعتمد على النقل، وليس ثمة مجال للعمل الفكري الذي ينفي ويثبت، وإنما الأمر مرده الى الرواية المحضة."(19). ومن الأسباب أيضا : احتواء القرآن على كثير من القصص المجملة ، وفي النفس فضول -كما هو معلوم-لمعرفة التفاصيل وليس من مصدر مسعف ، لأنه ليس من مقاصد الدين تزويد الناس بمعلومات تاريخية مفصلة. ولتفصيل هذا المجمل لجأ الناس وخاصة القصاصون الى أهل الكتاب أو الى كتبهم يغرفون منها ويغمرون الساحة الاسلامية بركام هائل من الأخلاط الكتابية . وقد استغل أهل الكتاب هذا الفضول فلبوا على القصاص أمرهم ، وغلبوهم على عقولهم ، وملأوها بكثرة الأخبار الزائفة والمكذوبة ، وأوهموهم أن كتبهم ترجع الى الأنبياء ، فصدقوهم لقلة علمهم، ولسطحية تفكيرهم. ليحصل لهم ما حصل لمن يحتاج شراء سلعة عند تاجر خبيث ، وقد نبه العلماء الى هذه المداخل ، كما حذروا من القصاص، وعلى رأس المحذرين الامام علي (كرم الله وجهه)، الذي أخرجهم من جامع البصرة . إلا أن الأمر اتسع فيما بعد على المداوي حتى أعياه. المصدر: http://www.tafsir.net/vb/tafsir21440/#ixzz2PkCFl2hn |
|
|
|