وغدا يوم آخر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فى طفولتي كنت كل مساء لا أنام بقراءة قصة أو مشاهدة التلفاز وإنما كنت أنام على الأحلام

فبعد الغروب عندما ينطفئ نور الشمس وتظلل الدنيا بظلال القمر والغموض ...اشعر أن هذا اليوم قد انتهى فلا يمكن فعل اي شيء إلا بوجود الشمس ...كأنها هي التي تنير لي الطريق

فأحيانا كنت أحزن على ما ضيعته في هذا اليوم الفائت ....فمثلا...لم أذاكر جيدا أو لم امرح كما تمنيت أو أى هدف كنت أشتهيه

ولكن دائما بعد الحزن ابدأ في رسم يوم جديد بحلم جديد وأهداف واضحة فصباحا سأفعل كذا ثم كذا وسأحقق كل ما أريد وأنام على هذا الحلم وأنا اخططه وارسمه جيدا حتى يصبح حلما واقعيا إذا صح هذا التعبير

وأنام على جملة واحدة أن غدا يوم آخر أفضل وأطول وأجمل

ويمر النوم سريعا كعادته فاكتشف فجأة إن هذا الغد قد تحول إلى اليوم وأنى مطالب أمام نفسي بتحقيق ما تمنيته

ما هذا أكنت خيالي إلى هذا الحد ...لا يمكن تحقيق كل هذه الأحلام في يوم واحد

حسنا سأحاول ولكن بعد قليل والقليل بالطبع يصبح ساعات فيأتي الغروب بدون أى محاولة لتحقيق الحلم .... وأنام على أحلام جديدة وان غدا يوم آخر

دائما كنت أجد أن بداية يوم تنفيذ الحلم أصعب بكثير من نهاية يوم تخطيطه فالتخطيط سهل بلا عبئ بينما التنفيذ يثقل على روحي بما يعنيه لي من مجهود والتزام

كبرت وكبرت معي احلامي فأصبحت أهداف أسعى إلى تحقيقها وأصبحت بدلا من احلم فى الليلة حلما لأحققه في اليوم التالي أصبحت احلم بأهداف أحققها السنة أو السنوات المقبلة ... سواء كانت أهداف دراسية أو شخصية

ودائما كعادتي كنت أؤجل الحلم إلى شهر آخر أو سنة أخرى

حتى قررت ذات مرة أن اجعل هدفي القادم هو أن أجد حلا لمشكلة

و هي لماذا أتأخر دائما في تحقيق أحلامي؟؟؟

وطبعا بعد تأجيل هذا المؤتمر بيني وبين نفسي عدة مرات حتى أفلحت في أن اخذ منها معادا لأناقش معها هذه المشكلة .... وتوصلت أخيرا إلى حل وقرار

وهو ألا اخطط أحلامي ليوم واحد أو شهر واحد أو سنة واحدة بل اجعل كل يوم في حياتي جزء من حلمي أو هدفي وبدلا من أن أنام كل يوم أخطط للهدف القادم أنام كل يوم منفذ لهدفي الكبير

فلم يعد الغد عندي ذو أهمية خاصة وإنما أصبح كل يوم عندي له أهميته فهو يساهم في تحقيق ...حلمي

مع اجمل تحيه بحلم منقول