المناسبة : كنت قد غرست الحناء في فناء البيت في ينبع البحر وكبر وفغّى ( أي ظهرت زهوره ) تسمى فاغية وهي ذات رائحة زكية ... شممتها فنقلتني إلى أيام الطفولة والصبا في ديار صار بعضها أطلالا تبكي على وقت مضى ( ينبع النخل ) حيث العيون الجارية والباسقات والطلع النضيد وأشجار الحناء والفل والورد والليم والليمون .. وتلك البيوت الطينية بكل البساطة المعيشية وأهم من هذا وذاك الألفة والود والتواصل الاجتماعي بين سكان القرية أو القرى ... الله يرحم الأيام ... بهذا جادت القريحة بل الأحاسيس .. يليها إرداف من أديب وشاعر ينبع الأستاذ الفاضل أبي عماد طه بخيت . سأكتبها متوالية دون فصل .. وهي أربعة أغصان والإرداف أربعة .
ياريحة الفاغية فوحي = وهاتي عبق من هذيك الدار
اللي لها إيقاع في روحي=مهما تقافت بها الأقدار
ويا فل يا نامية بوحي=أيام كيف العيون تدار
ردي على جملة جروحي= الشوق والوجد والتذكار
لا تذهبوا بعيدا هناك إرداف مني اثنا عشر غصنا ولا اعتقد نصل لكامل وصف الأحاسيس اسمحوا لي بهذا المقطع (موسيقى) لمن أراد أن يعيش تلك اللحظات