النيجر تلغي قرارا بطرد عرب المحاميد الى تشاد بعد تدخل دول مجاورة

الحكومة تدرس البدائل لإعادة الهدوء الى مناطق العرب
النيجر تلغي قرارا بطرد عرب المحاميد الى تشاد بعد تدخل دول مجاورة



عربي من قبيلة المحاميد يبرز اوراق اقامته الرسمية في النيجر(الفرنسية)

نيامي- وكالات

أكد مجلس وزراء النيجر إلغاء خطة بترحيل الآلاف من عرب المحاميد الى تشاد بعد ان تدخلت دول مجاورة وطلبت وقف خطة الترحيل، في الوقت نفسه، قالت مصادر رسمية في طرابلس أن الزعيم الليبي معمر القذافي تدخل لوقف طرد عرب المحاميد.

وقال بيان للحكومة مساء الجمعة 27-10-2006 " يؤكد مجلس الوزراء وقف عملية طرد المحاميد التشاديين وانه يمنح نفسه شهرا لايجاد تدابير بديلة تهدف الى اعادة الهدوء الى منطقة ديفا الجنوب شرقية".

ويجري تشكيل لجنة ستشمل مسؤولين من وزارات البيئة والثروة الحيوانية والداخلية للنظر في البدائل.

وقال وزير الاتصالات عمر حضري بعد اجتماع الحكومة ان "الحكومة قررت الغاء العملية." واضاف" حدث تدخل من جانب دول صديقة مجاورة معينة."ولم يشر الوزير الي اسماء الدول التي تدخلت لحل الأزمة.

واضاف ان الحكومة في نيامي أرسلت وفدا الى منطقة ديفا الجنوبية الشرقية للاجتماع مع زعماء عرب المحاميد. وقالت الحكومة ان عرب المحاميد اثناء النظر في البدائل سيكونون احرارا في التنقل بماشيتهم في جميع مناطق الرعي بالبلاد.




تدخل القذافي

من جانبها، ذكرت وكالة الانباء الليبية ان الزعيم الليبي معمر القذافي تلقى رسالة عاجلة من رئيس النيجر مامادو تانجا ابلغه فيها بحقيقة مشكلة ابناء المحاميد, وذلك ردا على رسالة القذافي الشفوية التي نقلها اليه سفير ليبيا في النيجر فور حدوث الأزمة.

وقالت مصادر رسمية ليبية "بناء على تدخل القذافي اعلنت حكومة النيجرالغاء الاجراءات التي كان قد اعلن عنها في شأن ترحيل ابناء المحاميد من النيجر".

وكانت حكومة النيجر التي تقع في غرب افريقيا قد أعلنت الثلاثاء الماضي طرد عرب المحاميد الذين هربوا من الجفاف والصراع في تشاد في ثمانينات القرن الماضي واستقروا في منطقة ديفا الحدودية لكن هذا القرار اثار انزعاجا بين أهل البلاد من العرب.

وتتهم النيجر عرب المحاميد بحيازة أسلحة نارية بشكل غير مشروع وبأنهم يشكلون خطرا على أمن المجتمعات المحلية. وتقول ان مواشيهم تستنزف امدادات المياه وهي قضية تمثل مصدرا خطيرا للتوتر حيث ان الساحل القاحل يعاني من الجفاف منذ ثلاثة عقود مما أدى الى نشوب نزاعات بين البدو والمزارعين.

ويعيش مئات الآلاف من مواطني النيجر في دول أخرى في جميع أنحاء المنطقة ومن بينها دول عربية مثل الجزائر وليبيا والسودان.

وتقدر الحكومة أن نحو ثلاثة آلاف فقط من عرب المحاميد يعيشون في النيجر دون تصاريح اقامة. لكن قادة التجمعات يقدرون أعدادهم بعشرات الآلاف فيما يقول مسؤولون حكوميون محليون ان عددهم يصل الى 150 ألفا.

وقالت مصادر عسكرية ان قوات الامن نفذت خلال الايام الاخيرة عمليات تفتيش من منزل لمنزل ومشطت الاراضي المنخفضة بحثا عن من لا يحملون أوراق هوية سليمة والذين تم نقلهم الى قرية كابيليوا قرب الحدود التشادية تمهيدا لترحيلهم.

وأضافت المصادر أن عملية الطرد كان من المقرر أن تبدأ الاسبوع المقبل. وحذر محللون سياسيون من أن عملية الطرد قد يكون لها أثر سلبي على تشاد التي تكافح تمردا بدأ في الشرق منذ فترة طويلة وتجدد مرة أخرى هذا الاسبوع.