قـال ابـن الـقـيـم - رحمه الله - :
من كان مشغولاً بالله وبذكره ومحبته في حال حياته ، وجد ذلك أحوج ماهـو إليه عند خـروج روحه إلى الله ، ويَقدُم على الله تعالى قدوم العبد المحسن المشتاق إلى مولاه ، الذي تحمّل مشاق الأعمال ووعثاء الأسفار ، طمعاً في لقائه ، فلا يُخفي ما يلقاه من الفرح والسرور بمجرد القدوم ، فضلاً عما يستحقه من لطائف الإكرام وبدائع الإنِعام.
ومن كان مشغولاً بغيره في حــال حياته وصحته ، فيتعسر عليه اشتغاله بالله وحضوره معه عند الموت ، ما لم تدركه عناية ربه.
ولأجـــل هــــذا كان جديراً بالعاقل أن يُلزم قلبه ولسانه ذكـــر الله حيثما كان ، لأجـل تلك اللحظة التي إنْ فاتت شقيَ شقاوةَ الأبــد.