روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
29-05-11, 01:27 PM | #1 | |
عضو نشط
|
صفت حوض النبي صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين : أما بعد : فمعتقد أهل السنة والجماعة ، وهذا مما يجب الإيمان به ، أن للنبي صلى الله عليه وسلم حوضا ، هذا الحوض ترده أمته ، ولتعلموا كما جاء عند الترمذي ( أن لكل نبي حوضا ) ويتباهون كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ( يتباهون أيهم أكثر واردا ) قال ( وإني لأرجو أن أكون أكثرهم واردا ) وأحواض هؤلاء الأنبياء ملأى من الشراب ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام ( كل رجل من هؤلاء الأنبياء معه عصاة يذود عن حوضه من ليس من أمته ، قيل كيف يعرف النبي أمته ؟ قال لكل أمة سِمة ) يعني علامة ( يعرفهم بها نبيهم ) أما حوض النبي صلى الله عليه وسلم فله صفات جاء ذكرها في الأحاديث الصحاح ، وهذا الحوض لعله كما أشار القرطبي رحمه الله " أنه أول شيء يلاقيه الناس من هذه الأمة حين يخرجون من قبورهم " لأنهم يخرجون وهم عُطاش ، فكان من المناسب أن يكون هذا الحوض مُقَّدما لهم ، وهذا الحوض العظيم أول من يقدم عليه هو النبي صلى الله عليه وسلم ، ولذا يقول ( أنا فَرَطكم على الحوض ) يعني متقدمكم على الحوض ، وأول من يَرِد هذا الحوض هم فقراء المهاجرين ، قال عليه الصلاة والسلام ( الشُّعث رؤوسا الدُنس ثيابا ) يعني اشتغلوا بعبادة الله عز وجل من أن يلتفتوا إلى ملابسهم ، أو لقلة ما في أيديهم من المال ، ومع أنهم قليلو المال إلا أنهم أحرص الناس على إتباعه عليه الصلاة والسلام وعلى المسابقة في الخيرات . لو قال قائل : ما صفات هذا الحوض ؟ وردت له صفات ، من مجموع ما ورد في الأحاديث : أن سعة هذا الحوض ( كما بين المدينة وصنعاء ) وفي رواية ( كما بين المدينة وعمّان ) في الأردن ، انظروا إلى هذه المسافة العظيمة . قال ( زواياه سواء ) من حيث المسافة ( آنيته أكثر من نجوم السماء ، ماؤه أشد بياضا من الثلج ) وفي رواية ( أشد بياضا من اللبن ، أحلى من اللبن مع العسل ) اللبن إذا وُضع مع العسل له طعم آخر يختلف لو كان شُرب أحدهما على وجه الانفراد ( ريحه أطيب من ريح المسك ، يشخب فيه ميزابان من الجنة ) يعني هذا الحوض يصب فيه ميزابان من الجنة ، قال عليه الصلاة والسلام ( أحدهما من ذهب والآخر من وَرِق ) يعني من فضة ، ولعل هذين الميزابين من نهر الكوثر ، كما جاءت بعض الروايات التي ذكرت صفات نهر الكوثر بمثل هذه الصفات ، هذا الحوض يقول عليه الصلاة والسلام ( إني لأذود رجالا لا أعرفهم كما يذود الرجل الإبلَ الغريبة عن حوضه ) وقال ( لتزدحمن هذه الأمة على حوضي كما تزدحم الإبل وردن الماء لخمس ) يعني أن الإبل إذا حُبست عن الماء أربعة أيام ثم أوردت الماء في اليوم الخامس كيف يكون حالها ؟ تكون شديدة العطش ، فتزدحم هذه الأمة ، إذاً هذه الصفات العظيمة لهذا الحوض كيف يتأتّى للمسلم أن يصل إلى الشرب منها ، لأنه ثبت ( من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا ) لا ظمأ إذا شرب من هذا الحوض ، فكيف يناله العبد ؟ يناله العبد بما جاء في هذه الأحاديث " التمسك بالدين ، ولذا جاء في بعض أحاديث ذكر الحوض ، قال ( وإنه ليذاد عن حوضي رجال من أمتي ، فأقول يا رب أمتي أمتي ، فيقول إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك ، فأقول سحقا سحقا ) لو كانوا على ما أنت عليه لما مُنعوا ، ولذلك التمسك بكتاب الله عز وجل وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم كفيلان بإذن الله عز وجل إلى أن يُوردا ، المسلم هذا الحوض ، ومن أعظم ما يتمسك به المسلم الصلاة ، والصلاة كما قال عليه الصلاة والسلام ( لتنتقضن عرى الإسلام عروة عروة وآخرها الصلاة ) ولذا جاء في بعض أحاديث هذا الحوض ( قيل يا رسول الله كيف تعرف أمتك ؟ قال يأتونني يوم القيامة غُرا مُحَجَّلِين من أثر الوضوء ) ( الغرة ) بياض في الجبين و ( التحجِّيل ) بياض في الأيدي والأقدام ، إذاً المحافظة على الوضوء يورث بالإنسان إلى أن يكون محافظا على الصلاة . لو قال قائل : ما هو أعظم سبب يمنع الإنسان من أن يُخلّ بشيء من دينه ؟ أعظم سبب هو إتباع الدنيا ، ولذا في أحاديث الحوض ماذا قال عليه الصلاة والسلام لما ذكر صفات الحوض ؟ قال ( إني لا أخاف أن تشركوا بالله ، ولكن أخاف عليكم من الدنيا أن تتنافسوا فيها فتُهلككم كما أهلكتهم ) الله عز وجل والنبي عليه الصلاة والسلام لم يقولا ( اتركوا الدنيا – لا – قال تعالى { فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ {15} لا إشكال في ذلك ، لكن ماذا ذكر في الحديث ؟ التنافس ، فلان عنده من المال كذا ، أخي عنده من المال كذا ، قريبي عنده من المال كذا ، لابد أن أكون نظيره أو أعظم منه ، هذه هي المشكلة ( التنافس ) أما طلب الدنيا لا إشكال فيه ، لكن التنافس هو المذموم ، ولذلك من تنافس في الدنيا لن يشبع ، لأن المنافسة الطيبة اللذيذة على القلب وعلى النفس المنافسة في الخيرات {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }المطففين26، فمن يتنافس في هذه الدنيا لن يشبع ، والعبد إذا لم يقتنع ، والقناعة تتفاوت بين الناس ، ولكن بعض الناس ما عنده قناعة أبدا ، أكرمكم الله مثل ( الزبالة ) يتلقى أي شيء ، ولذلك يقول شيخ الإسلام رحمه الله " المال مثل الحمار إن لم تركبه ركبك ، ومثل بيت الخلاء إن لم تقض فيه حاجتك قضى فيك حاجته ) بعض الناس قد يكون عنده أموال وترى ملابسه فيها من الأوساخ والرائحة المنتنة ما الله به عليم ، إذاً المال قضى فيه حاجته ؟ أو هو قضى حاجته في المال ؟ المال قضى فيه حاجته ، بعض الرؤساء الذين سقطوا وأحصيت ثرواتهم بالمليارات سمعت محللا اقتصاديا يقول عن هذه المليارات – انظروا إلى بني آدم إذا لم يقتنع – يقول لو افترضنا أن عُمُر هذا الإنسان الذي يملك المليارات لو افترضنا أن عمره مائة عام ، مائة عام من يصلها ؟ قليل ، لو افترضنا أن عمره مائة عام فأراد أن يفني هذه المليارات التي في الأرصدة – غير العقارات والأشياء الأخرى – لو أراد أن يفنيها يحتاج إلى أن يصرف في كل يوم عشرة ملايين حتى يقضي عليها ، لماذا هذا الركض وراء هذه الدنيا ؟! الشاهد من هذا أن دين الله عز وجل عظيم ، وأن هناك لذة باقية ، من هذه اللذات الحوض ، كيف نصل إلى هذا الحوض ؟ بالحرص على ديننا ، ونسعى إلى الدنيا ولكن من غير تنافس ، ما رأيت متنافسين في دنيا مرتاحين أبدا ، وأنتم شواهد على ذلك ، نسأل الله عز وجل أن يوردنا حوض نبيه عليه الصلاة والسلام ، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد |
|
29-05-11, 01:36 PM | #2 |
29-05-11, 03:41 PM | #3 |
29-05-11, 04:44 PM | #4 |
29-05-11, 05:47 PM | #5 |
الاخ العزيز/ نادر الحربي/ جزاك الله خير الجزاء على ماقدمته, وجعله في موازين حسناتك, ونفع الله بعلمك, وبجهودك, وأمدك الله بالصحة والعافية, ونور الله بصيرتك, وأحسن الله سريرتك, ووفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه من القول والعمل, وجعلنا الله وإياكم ووالدينا وجميع المسلمين ممن يشرب من حوضه صلى الله عليه وسلم: شربتاً لايظمأ بعدها أبدا, انه ولي ذلك والقادر عليه:
تحياتي وتقديري |
|
07-06-11, 01:24 AM | #6 |
08-06-11, 08:34 AM | #7 | |
عــضــو
|
اللهم اسقي كاتب الموضوع وقارئه من حوض المصطفى شربة لايضماء بعدها ابدا
|
|
08-06-11, 09:54 AM | #8 | |
طلب تفعيل
|
اللهم اسقي كاتب الموضوع وقارئه من حوض المصطفى شربة لايضماء بعدها ابدا
|
|
|
|