تعطل التيلفزيون عندي قبل فتــرة شهر أو شهــرين ولعدم وجود أي فرصه لإصلاحة تركته صامتاً بركن الصاله كأي قطعة أثاث جامدة بلا حـس أو شعور .. وبما أن جهاز الكمبيوتر الخاص بي فقط بالمكتب وأيضاً لأني لا أعرف أن أنام دون أن أتابع قناتي المفضلة ( الجزيرة ) وقنوات كثيرة أحب أنهل من إبداعات ( لطشها ) لبرامج أوروبية كثير
أحسست أني في ورطـة !! .. لا أستطيع أن أضع رأسي وأنام .. لابد أن تكون الأنوار مطفأة وأنا أآمام التليفزيون ( رجليني فوق الكنبه ) وأتابع البرامج .. والصبح أقوم أدور الريموت كانترول بشمعه تحت أكياس الفصفص وبين قمصاني المرتبة ( بفوضوية عزابي ) فوق السرير
عانيت الأمرين وأنا ترى مقتنع بمقولة ( إن العزابي مثل اليتيم ) حاله صعبه
أو لابد أن أقرأ مجلة .. وطبعا أنا أشوف المجلات الآن وضعها مزري مقـرف لا جديد فيها غير الكذب واللطــش والحسـد والتجريح والركض وراء الفضائح ، المهم بالصدفة وجدت عند أحد زملائي أثناء زيارتي له بمنزلة مكتبه جميلة تضم أنواع كتب كثيرة ومن باب الفضول فتشت بين ( أمهات الكتب ) ووجدت عناوين شدتني لها .. أول كتااب كان ( القاموس التاريخي للرسول صلى الله عليه وسلم ) تصفحته وكانت دهشتي لجمال هذا الكتاب لا توصف .. أدق تفاصيل نبينا الحبيب وصور غير موجود بأي مكان ثاني وهو كتاب قال لي زميلي أنه ينفد بسرعه غريبة من الأسواق حال نزول طبعاته ..!! كتاب مدهش بحـق لدرجة قاتل زميلي قتال الأبطال قبل أن أنتصر عليه وأستعيره منه
المهم وجدت كتاب ( الأذكياء ) لإبن كثير .. رائع بمعنى كلمة رائع .. لا تشبع من نهم صفحاته وغرابة قصصه وطرافـة ما كان يحدث ولن يحدث الآن في واقعنا أبداً ..
أطلت وقوفي عند المكتبه حتى بردت قهوتنا وشاهينا ..
الخلاصه أني إخترت مجموعة كتب .. وذهبت بها للبيت وبلهفة جعلت الإنارة مناسبة للقراءة وأبحرت .. أبحرت .. وتأكدت بشكل لا يقبل التردد عندي أنه مهما تطورنا وتطورت أساليب إطلاعنا عبر الكمبيوتر والإنتر نت وغيرها .. وحتى لو جعلو المعلومات في كبسولة صغيره مستقبلآ .. تبلعها وتفهم اللي تبي .. لا غنـى عن خير جليس ٍ في الزمان ..
له نكهه خاصه صدقوني .. كما أنني مقتنع أن هذا الزمن محموم بالركض .. عقارب ساعاتـه تتدحرج بجنون دون أن نحس!
لكن عندما يهدأ كل شيء حواليك ويكون الجو ملائم لسبر أغوار المعرفه أختـر كتـّـاب ستجـد حلاوة وجمال لن يأتي بها زر اللوحة الجامدة أبداً ..