مع قلة عدد المقاتلين الشيشان فقد قامت روسيا ببذل وسعها وإنفاذ طاقتها وقوتها تجاههم ، مما أدى إلى استنزاف الاقتصاد الروسي وتكلفته أموالاً طائلة ، ولقد استنزفت روسيا كل طاقاتها وأموالها على حساب تعبيد الإنسانية ، فقامت بتدمير المدن والقرى الشيشانية بهجوماتها الكبيرة مما أدى إلى تفرق المقاتلين الشيشانيين إلى مجموعات صغيرة منتشرة في أنحاء الشيشان ، والتي اتخذت من أسلوب حرب العصابات وزرع الألغام والتفجيرات سبيلاً في مواجهة القوات الروسية بحيث لا تجد القوات الروسية أمامها عدواً تواجهه .
وماذا بعد ... ؟!
إن المراقبين والإعلاميين يرون أن هذه المجموعات تزداد نشاطاً وقوةً ، وأنهم خلال الأشهر القريبة القادمة سوف يستطيعون القيام بعمليات كبيرة ضد القوات الروسية ، وبهذه العمليات النشيطة والمتفرقة يتبين لنا أن القوات الروسية عاجزة عن منع ضربات المقاتلين الشيشانيين أو التصدي لها ، وخاصة مع تزايد قوة حرب الألغام التي يستخدمونها ، وفوق ذلك يتبين من الأخبار أن المقاتلين الشيشانيين قادرون على نشر حرب الألغام أكثر من ذلك ، ونسمع أيضاً أن هذه المجموعات ممكن أن تقوم بعمليات أخرى ، أو الدخول إلى المدن الكبيرة مثل قدرميس وشالي ونحوها .
إن قادة المقاتلين الشيشانيين بإمكانهم جمع مجموعاتهم في أي وقت وأي مكان سواء في الشيشان أو روسيا ، وذلك بما لديهم من إمكانيات تمكنهم من ذلك ، وفي الوقت الحاضر لا يستطيع الجيش الروسي تأدية واجبه الذي تطلبه موسكو ومعنويات المقاتلين لم تنكسر بعد ، وروحهم القتالية الصامدة ضد القوات الروسية لم تنكسر كذلك.
لقد استطاع قادة المقاتلين الشيشانيين جمع مقاتلين جدد وفتح طرق المواصلات إليهم بالنسبة للأموال والذخيرة والأطعمة والأدوية ، من أجل ذلك لم تتوقف الطاحونة التي تطحن الآليات الروسية والأفراد الروس والثروات المالية الروسية و لا تزال الطاحونة تدور حتى الآن ، وما ذُكر في التاريخ أن حرباً مشابهة لهذه الحرب انتصرت أو استفادت .
.
.
.