مقالات وإجابات أ.د. جابر القحطاني الطبية حول الأعشاب
الطفيليات كائنات حية تتطفل على الإنسان وتجلب له الأمراض (3)
ستة أعشاب تفرز عصارة لبنية تقضي على طفيلي اللشمانيا!
اللشمانيا
في العددين السابقين تطرقنا إلى الطفيليات وتواصل الحديث حول أهم الأمراض التي تنقلها الطفيليات للإنسان وكان منها الملاريا وحمى الضنك وغيرهما واليوم نستكمل بعضا من الأمراض التي تنقلها الطفيليات للإنسان ومنها:
الجرب وهو مرض وبائي يصيب الجلد بالحكة في جميع أجزاء جسم الإنسان ويسبب مرض الجرب قملة الحكة التي تشبه العنكبوت ، التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة . وتحفر أنثى قملة الحكة تحت سطح الجلد لتضع البيض ، ويأخذ البيض بين ثلاثة إلى خمسة أيام ليفقس . وتكتمل دورة قملة الحكة بعد فترة تتراوح بين خمسة وأربعة عشر يوماً ثم تتزاوج فوق سطح الجلد ، وبعد ذلك تحفر الأنثى تحت سطح الجلد لتضع البيض . وتنتقل عدوى الجرب من شخص لآخر عن طريق احتكاك الجلد . ويعالج الأطباء هذا المرض بالمستحضرات العشبية حيث يوجد عدد كبير من الأعشاب تلعب دوراً في علاج الجرب ومن أهمها ما يلي:
الأخدرية Evening Primrose : حيث تدهن الأماكن المصابة بالجرب في الجسم بزيت الأخدرية وهو علاج معترف به في بريطانيا.
النيم Neem والكركم Turmeric : وشجرة النيم خلاصة أوراقها نشطة جداً ضد الكثير من الحشرات ومن ضمنها قملة الحكة المسببة لمرض الجرب . كما أن الكركم له تاريخ طويل لعلاج الحكة الناتجة من الجرب . منذ بضع سنين استخدم عالم الأعشاب الهندي د.س. تشارلز هذين العشبين لعلاج 814 شخصاً مصابين بالجرب وصنع معجوناً من أوراق النيم وجذامير الكركم بنسبة 1:4 ودلك به المرضى أنفسهم يومياً فشفي 800 منهم خلال 3-5 أيام.
حشيشة الشفاء Tansy : ينصح ممارسو الطب البديل بالغسل باستخدام مستخلص نبات حشيشة الشفاء حيث تغلى حفنة من مجروش النبات مع أربعة أكواب ماء لمدة ربع ساعة ثم يصفى ويغسل بمائه الجرب فيشفى بإذن الله.
البصل Onion : يقول الدكتور دوك إن غلي قشور نصف دستة من البصل مع كوبين من الماء لمدة 20 دقيقة ثم تبريد السائل ووضعه على مواقع الجرب قد أعطى نتائج جيدة.
وهناك تعليمات حول مرض الجرب حيث ان قمل الحكة مسبب المرض يتواجد تحت سطح الجلد وكذلك بيضه فإن الملابس والفرش التي ينام عليها المصاب ملوثة بهذه المواد ولذلك يجب غسل الملابس يومياً بالماء المغلي وكذلك نقع الفرش بين وقت وآخر بالماء المغلي.
اللشمانيا Leishmania
اللشمانيا مرض طفيلي المنشأ حيث يسببها طفيلي اللشمانيا بأنواعه المختلفة وينتقل هذا الطفيلي عن طريق لدغة ذبابة الرمل وهي حشرة صغيرة جداً لا يتجاوز حجمها ثلث حجم البعوضة العادية ويزداد نشاطها ليلاً ولا تصدر صوتاً عند طيرانها ، لذا قد تلسع الشخص دون أن يشعر بها . وتنقل ذبابة الرمل أو الأرض طفيلي اللشمانيا عن طريق مصه من دم مصاب (إنسان أو حيوان كالكلاب والقوارض) ثم تنقله إلى دم التالي فينتقل له المرض. ينتشر المرض في المناطق الزراعية والريفية ولكنها توجد في المدن أيضاً.
هناك أنواع عديدة من اللشمانيا فهناك اللشمانيا الجلدية وهي منتشرة بكثرة في شبه الجزيرة العربية وهناك لشمانيا الأحشاء واللشمانيا المخاطية . تصيب لشمانيا الأحشاء الكبد والطحال ونخاع العظم ويشعر المريض بحمى وتعب ويكون لديه تضخم في الطحال والكبد والغدد اللمفاوية ويظهر لديه في فحص الدم نقص شامل في كريات الدم ويعتبر هذا النوع من اللشمانيا خطيراً . أما اللشمانيا الجلدية فتظهر بعد عدة أسابيع من لسعة ذبابة الرمل على شكل حبوب حمراء صغيرة أو كبيرة ثم تظهر عليها تقرحات ويلتصق على سطحها إفرازات متيبسة ولا تلتئم هذه القروح بسرعة وتظهر هذه القروح عادة في الأجزاء المكشوفة من الجسم . أما اللشمانيا الجلدية المخاطية فهي عبارة عن إصابة جلدية مع إصابة الأغشية المخاطية وتعتبر أسوأ من اللشمانيا الجلدية فقد تسبب تشوهات في الأنف حيث قد تؤدي إلى تلف الحاجز الأنفي . لا يوجد لقاح أو دواء يعطى ليمنع حدوث اللشمانيا وخاصة من الأدوية الكيميائية المشيدة . إلا أنه يوجد عدة أعشاب تقضي تماماً على اللشمانيا الجلدية خلال أسبوعين هناك ستة أعشاب جميعها تفرز أغصانها أو أوراقها عصارة لبنية وجد أن هذه العصارة تقضي تماماً على طفيلي اللشمانيا . هذه الأعشاب هي أم لبينة والغزالة والعشر والقر الكبير والقر الصغير ونبات ليس من نباتات المملكة ولكنه استقدم لزراعة الزينة وهو عبارة عن نبات له أغصان طرية على شكل أبواق الخيزران وأوراقه قليلة جداً وصغيرة على هيئة ندب. هذه النباتات تكسر أغصانها والعصارة اللبنية التي تظهر من هذه الأغصان توضع على قرح اللشمانيا يومياً مع طلوع الشمس ويستمر الشخص يومياً وضع هذا الحليب الطازج ولمدة سبعة أيام حيث تشفي القروح شفاء تاماً . وطفيلي اللشمانيا يعطي مناعة أبدية للشخص المصاب بها.
وهناك تعليمات يجب على الناس إتباعها وهي:
1 توخي الحذر في المناطق الموبوءة خصوصاً وقت نشاط ذبابة الرمل وهو من الغروب حتى الشروق لذلك ينبغي ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة واستخدام الناموسية عند النوم.
2 يمكن رش الناموسية أيضاً بمادة بيرومثرين وهو مبيد حشري فعال يستحصل عليه من أزهار الأقحوان.
3 يمكن دهن الأماكن المكشوفة من الجسم بمادة طاردة لبعوضة الرمل تسمى Deet .
البلهارسيا
البلهارسيا مرض قاتل أحياناً تسببه ثلاثة أنواع من الديدان الطفيلية تسمى المنشقة ( الشتوسوما ) ينتشر مرض البلهارسيا في جميع أنحاء العالم ويصيب حوالي 200 مليون شخص في أفريقيا وأمريكا الجنوبية وبعض جزر الكاريبي. وسمي المرض باسم البلهارسيا نسبة إلى الطبيب الألماني تيدور بلهارس الذي اكتشف المرض عام 1851م . وتعرف ديدان الشتوسوما التي تسبب المرض بأسماء المنشقة الدموية والمنشقة اليابانية والمنشقة المنسونية. وتعيش هذه الديدان جزءاً من دورة حياتها طفيليات في بعض قواقع المياه العذبة . وبعد ترك القوقع تسبح الديدان حرة في الماء . وقد تخترق جلد إنسان يسبح أو يغوص في الماء . وفي النهاية تغزو الديدان مجرى الدم وتستقر في الأوردة الصغيرة القريبة من المثانة أو الأمعاء . تعيش الذكور والإناث المكتملة النمو من تلك الديدان في ترابط عضوي طبيعي . وينتقل البيض يومياً إلى الأوعية الدموية ويصب في الأمعاء والمثانة ويخرج مع البراز والبول . ومع ذلك فإن بعض هذا البيض يأخذ طريقه إلى أعضاء أخرى مثل الكبد والطحال . وينتج المرض عن رد فعل المصاب اتجاه البيض.
أول أعراض الإصابة بهذا المرض ظهور طفح جلدي يدعو للحك في المكان الذي دخلت منه تلك الديدان . وتتطور الأعراض الأساسية للمرض بعد أسابيع قليلة وتشمل ألماً في المعدة إلى جانب السعال والشعور بعدم الراحة والحمى والقيء والطفح الجلدي وكثير من المرضى يصابون بالإسهال وفقد الوزن والحالات الخطيرة تؤدي إلى الإضرار بالكبد والطحال والأمعاء. تعالج البلهارسيا بعقار برازيكوانتيل.
الأخدرية
النيم
الكركم
حشيشة الشفاء
البصل
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
الطفيليات كائنات حية تتطفل على الإنسان وتجلب له الأمراض (4)
الأميبا.. الطفيلي المميت!!
الحوذان المر
نستكمل اليوم بعضا من الأمراض التي تنقلها الطفيليات للإنسان والتي بدأناها الاسبوع الماضي ومنها:
الطاعون: يوجد نوعان من الطاعون الذي يصيب البشر وهما: الطاعون الكبير وهو الوباء الذي اجتاح لندن في سنة 1665م وكان عنيفاً خلال شهري أغسطس وسبتمبر بوجه خاص . توفي خلال أسبوع واحد 7165 شخصاً بالطاعون وكان العدد الإجمالي للوفيات حوالي 70000 وكان المرض ينتقل عن طريق براغيث تعيش على الفئران السوداء وكان بصفة عامة غير قابل للشفاء وتأثيراته مرعبة. وأعراضه حمى مع قشعريرة وتورم الغدد اللمفاوية وجنون حتمي ثم وفاة . ولم يعرف الناس سبباً للمرض أو كيفية التحكم في مساره السريع. دفن ضحايا الطاعون في حفر كبيرة وكان كثير من الرجال والنساء يقفزون داخل هذه الحفر ليدفنوا أحياء بدلاً من مواجهة آلام المرض ، وهرب كثيرون خارج لندن. وقد انتهى الوباء تماماً بصورة مؤكدة بقدوم الجو البارد في أكتوبر من العام نفسه. أما النوع الثاني فيسمى الطاعون الدبلي وهو مرض وبائي خطير ينتج مثل غيره من أشكال الطاعون الأقل شيوعاً عن جرثومة المعدة تسمى البيرسنيه الطاعونية ولا تستمر الإصابة به طويلاً ولكن معدل الوفاة به عالياً جداً ، ومنذ أقدم العصور اجتاحت أوبئة خطيرة من الطاعون الدبلي كلاً من أوروبا وآسيا وأفريقيا . ففي القرن الرابع عشر تسبب نوع من الطاعون الدبلي عرف باسم الموت الأسود في هلاك ربع سكان أوروبا . وقد سمي المرض بهذا الاسم لأنه يؤدي إلى تكوين بقع من الدم تتحول إلى اللون الأسود تحت الجلد . ويسبب الطاعون الدبلي انتفاخ الغدد اللمفاوية الذي يسمى الدبل ومنه جاءت التسمية. ينتقل الطاعون إلى الإنسان عن طريق براغيث تحمل المرض من فأر مريض . وينتمي حوالي ثلاثة أرباع الحالات إلى الطاعون الدبلي . يساعد التحكم في انتشار الفئران والنظافة في عدم انتشار الطاعون . وخطورة هذا المرض عالية في الموانئ حيث يسهل انتشار الوباء من دولة إلى أخرى عن طريق الفئران التي تنتقل في السفن والقطارات.
طفيليات الأمعاء: أحد أهم طفيليات الأمعاء هي الأميبا وهي كائن حي صغير وحيد الخلية يمكن رؤيته تحت المجهر . تعيش بعض الأميبا في الماء والتربة الرطبة ويعيش بعضها الآخر في أجسام الحيوانات والبشر . يتشكل جسم الأميبا من خلية واحدة فقط وتعد هذه الخلية كتلة عديمة الشكل من البروتوبلازم ، يحيط بالبروتوبلازم غشاء رقيق مرن يحميها ويجعلها متماسكة . معظم الأميبا ليست ضارة بالإنسان ولكن هناك نوع واحد يمكن أن يسبب مرضاً خطيراً يدعى " الزحار الأميبي " عندما يدخل إلى الأمعاء الغليظة.
والزحار الأميبي مرض يسببه التهاب الغشاء المبطن للأمعاء الدقيقة ويؤدي هذا الالتهاب الذي تسببه كائنات دقيقة الصغر إلى آلام حادة في المعدة وإلى إصابة الشخص بالإسهال ، ومع إصابة الشخص بهذا المرض فقد تحتوي حركة أمعائه على المخاط والدم ، كما تسبب بعض حالات الزحار ارتفاع درجة الحرارة وإلى تقيؤ المصاب . وعند تعرض حاملي هذا المرض للإسهال فإنهم يفقدون كميات كبيرة من السوائل والأملاح اللازمة لأجسامهم ومن الممكن أن يكون هذا المرض مميتاً خصوصاً إذا تعرض المريض للجفاف . يصيب الزحار الأميبي البشر كافة . وفي أماكن متفرقة من العالم ، ولكن تشيع أنواع هذا المرض بكثرة في البلدان المدارية ، ويهدد هذا المرض خاصة حياة الأطفال وكبار السن والأفراد الذين لا يتمتعون بصحة جيدة.
عرق الذهب البرازيلي
كيف ينتشر مرض الزحار الأميبي ؟
تنتقل العضويات المجهرية المسببة لمرض الزحار عن طريق براز الأشخاص المرضى ، كما تنتشر أيضاً عن طريق حاملي المرض الذين لا يحملون أعراضه . وتنتقل الأمبيا إلى الجسم عبر الفم وفي معظم الأحوال عبر الطعام أو المياه . وقد تتسبب الحشرات مثل الذبابة والأيادي غير النظيفة في نقل الأمراض من البراز إلى الطعام . ومن الضروري غسل الأطعمة والخضراوات خصوصاً إذا استخدمت عند زراعتها أسمدة تحتوي على براز الأدميين.
علاج الزحار الأميبي: يشمل العلاج تزويد المريض بالسوائل والأملاح التي فقدها ويستخدم بعض الأطباء بعض المضادات الحيوية أو فلاجل ( Flagyl ) والذي يعرف علمياً باسم ميثونيدازول (Methonidazole ).
وهناك عدد من الأدوية العشبية التي تلعب دوراً في علاج الزحار الأميبي مثل:
1 عرق الذهب البرازيلي: تستخدم جذور عرق الذهب البرازيلي لعلاج الأميبا الدسنتارية وقد ثبت استعماله علمياً في هذا المرض وتوجد مستحضرات مقننة من عرق الذهب في الصيدليات.
2 الحوذان المر: ويعرف باسم ختم الذهب Goldenseal وهو علاج أمريكي شمالي. استخدمه هنود الشيروكي وقبائل أمريكية أخرى . ويستخدم اليوم علاجاً قابضاً وضد الأميبا.
3 قشور نبات الكينا: تستخدم قشور الكينا أساساً لعلاج الملاريا لكن الدراسات أثبتت فاعلية مركب الكينين الذي يستخدم لعلاج الملاريا فاعليته ضد الأمبيا ووجدوا أنها تقضي على الأميبا تماماً.
4 آني الحلوة Sweet Annie : وهو نوع من نباتات الشيح وقد أثبتت الدراسات أن المركب الرئيسي في هذا النبات وهو أرتيميزين علاج ناجح للأمبيا. حيث يؤخذ ملء ملعقة صغيرة من مسحوق النبات تضاف إلى ملء كوب ماء مغلي وتترك 10 دقائق ثم تصفى وتشرب بمعدل كوبين في اليوم.
الدودة الوحيدة: هي دودة طويلة يزيد طولها على 15 مترا ، رأسها دقيق ونهايتها عريضة وهي نوعان: نوع ينتقل إلى الإنسان عن طريق أكل لحم البقر دون طهيه جيداً ، وهي الوحيدة العزلاء . ونوع ينتقل إلى الإنسان عن طريق أكل لحم الخنزير دون طهيه جيداً ، وهي الوحيدة المسلحة ، وهو النوع الأكثر خطورة . ينفصل عن جسم الدودة وهي تعيش في أمعاء الإنسان ، ومن نهايته عقدة واحدة أو عدة عقد تحمل أعداداً كبيرة من البويضات وتخرج مع البراز أو منفردة بدون براز وبشكل لا إرادي . وهذه البويضات تتبعثر هنا وهناك وتستقر فوق الحشائش والمروج وبذلك تصل إلى طعام البقر أو الخنزير فيبتلعها ويستقر بها المقام بعد ابتلاعها في عضلات الحيوان . وعندما يأكل الإنسان لحم الحيوان المصاب دون طهيه جيداً ينتقل الطفيلي إليه ويصاب بالمرض. علاج الدودة الوحيدة: يمكن التخلص من الدودة الوحيدة تماماً بقشر حوالي 70 جراماً من بذور اليقطين المضلع الطازج ويدق اللب حتى يصبح كالعجينة ثم يمزج مع مقدار بسيط من سكر النبات لتحسين طعمه ويؤكل ويستريح المريض ساعة ثم يعاود أكل نفس الكمية ويستريح ساعة ثم يأكل مرة ثالثة نفس الكمية. وهناك طريقة جيدة وسهلة حيث روى العالم السويسري المشهور الدكتور بول بنهاتن طريقة الحليب حيث يمتنع المصاب بالدودة الوحيدة عن الطعام لمدة 18ساعة ثم يشرب كمية من الحليب المغلي حتى يشعر بالشبع ولا يستطيع المزيد (يشرب الحليب دافئاً) . وبسبب حب الدودة الوحيدة بالحليب فإنها تخرج رأسها من بين النسيج المعوي والذي تكون فيه الأمعاء ممتلئة بالحليب وتبدأ بتناول الحليب وبالتالي تصبح وكأنها تسبح في الحليب بشكل كامل. وعندها تنزل من الأمعاء كاملة وبسهولة كبيرة بمجرد الذهاب إلى الحمام.
طفيلي الاميبا
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
الطفيليات كائنات حية تتطفل على الإنسان وتجلب له الأمراض (5)
الجزر .. يطرد طفيلي الإسكارس والديدان المعوية!
البصل
نستكمل اليوم الحديث عن الأمراض التي تنقلها الطفيليات للإنسان والتي تطرقنا اليها في الاعداد الماضية فمن تلك الطفيليات:
الانكلستوما: وهذا الطفيلي يصيب حوالي 25% من الفلاحين المصريين وهي دودة رفيعة يبلغ طولها حوالي سنتيمتراً واحداً . وفي مقدمة الجسم يوجد الفم محاطاً بست أسنان تغرزها الدودة في الجدار الداخلي للأمعاء لتمتص غذاءه ودمه معاً. فالدودة تتغذى أساساً على دم المصاب الذي يصاب بعد فترة قصيرة بفقر الدم . كما يعاني المريض من طنين في أذنيه وزغللة في عيونه وصداع ودوخة بالإضافة إلى انتفاخ البطن . كما أن هذه الدودة تؤثر على النمو العقلي والجسدي عند الأطفال وصغار السن. كما تنبعث من فم المصاب رائحة مميزة . كما أن الدودة الواحدة تستهلك حوالي ثلثي جرام من دم المصاب بها يومياً . ومن هنا يتضح مدى الضرر الذي تسببه هذه الدودة.
عدد الذكور في دودة الانكلستوما أقل من عدد الإناث بنسبة الثلث وكلا النوعين لونه أبيض عند الحياة وأحمر داكن عند امتلائها بالدم وأسود بعد الموت.
تتكاثر الانكلستوما بوضع بيضها بدون انقطاع فيخرج البيض مع البراز ويفقس ، وتخرج منه الأجنة الديدانية التي تتغذى على أي مادة عضوية وتنمو سريعاً لمدة أسبوع ، وفي هذه المدة تميل إلى السكون بعد أن كانت ذات حركة دائمة وتمتنع عن التغذية ويقف نموها تبعاً لذلك ، ولكنها تعيش بضعة أسابيع وأحياناً شهراً في الطين الرطب ، ومع ذلك فإنها تدخل القناة الهضمية للإنسان بواسطة شرب الماء غير المرشح أو بواسطة تلوث الأيدي بها ، أو تلتصق في أدوات الغذاء. وعند دخول الدودة إلى القناة الهضمية تنمو وتتلقح وتكتسب حجمها الطبيعي.
علاج الإنكلستوما:
1 مغلي البصل: يمكن طرد ديدان الإنكلستوما بعمل حقنة شرجية من مغلي البصل حيث تغلى بصلة متوسطة الحجم بعد فرمها مع لتر من الماء لمدة ثلاث دقائق ثم تصفى ويحقن فاتراً في الشرج وتكرر هذه العملية ثلاثة أيام متتالية على الريق ولا يتناول المصاب أي طعام حتى ظهيرة كل يوم خلال هذه الأيام الثلاثة.
2 مغلي الثوم: يؤخذ رأس ثوم كاملا وتفصص أفصامه ثم تفرم وتغلى مع كوب من الماء لمدة 30 دقيقة ثم يبرد هذا المغلي ويتناوله المصاب على الريق لمدة ثلاثة أيام متتالية ويمنع المريض من تناول أي طعام حتى وقت الظهيرة.
3 بذور وشحم الرمان: تؤكل بذور وشحم الرمان بعد تقشيرها بمعدل رمانة واحدة كل يوم على الريق وتكرر العملية لمدة ثلاثة أيام ولا يتناول المريض أي طعام إلا بعد الظهيرة وهذه الوصفة لجميع الديدان بما فيها دودة الإنكلستوما.
الثوم
الأسكارس
دودة أو طفيلي الأسكارس واسعة الانتشار خصوصاً بين صغار السن ويبلغ طولها ما بين 25 - 35سم . وتعيش في الأمعاء الدقيقة وتتواجد في جماعات يتراوح عددها من 5-50 دودة في الجماعة الواحدة . تتغذى الأسكارس على الطعام المهضوم وتسبب ضرراً كبيراً للإنسان.
يبلغ متوسط عمر الدودة 6 سنوات وأهم أعراضها هو إحساس المصاب بمغص متكرر بالبطن وفقدان الشهية للطعام والإرهاق وقلة النوم وخروج اللعاب من الفم وخصوصاً صغار السن ، وقد تخرج هذه الديدان من الفم فيصاب المريض بذعر وخوف شديدين . وقد تسبب الأسكارس انسداداً في الأمعاء أو تنحشر في أعضاء هامة في البطن كالزائدة الدودية أو فتحة الكبد أو البنكرياس مسببة أخطاراً كثيرة للمريض.
علاج دودة الأسكارس: تقشر ثمار النارنج وتجفف بشكل جيد ثم تسحق ثم يؤخذ من هذا المسحوق ملعقة كبيرة وتمزج مع ملعقتي زيت زيتون وتؤكل بمعدل أربع مرات في اليوم وتكرر العملية لسبعة أيام حيث تبدأ الديدان في الخروج مع البراز بكل بساطة دون أي أعراض جانبية ويعرف خلو الجسم من الديدان عندما لا يرى أي دودة في البراز.
كما يستخدم الجزر لطرد دودة الأسكارس والديدان المعوية الأخرى حيث تبشر كمية من الجزر الأصفر بمعدل ملء كوب وتؤكل مبشورة قبل كل وجبة طعام بنصف ساعة أي ثلاث مرات كل يوم ويكرر هذا العمل نفسه دون إهمال أي مرة لمدة ثمانية أيام متتالية فيتم التخلص من الديدان عامة بما في ذلك الأسكارس . ويشترط في هذه الوصفة ألا يكون المريض مصاباً بالإمساك.
دودة الإكسيورس
ينتشر هذا الطفيلي بين كثير من الناس خاصة الأطفال . وهذا الطفيلي عبارة عن ديدان صغيرة طول الدودة الواحد ما بين 8-10مجم في المتوسط وتعيش الدودة في أمعاء الإنسان . إلا أن بعضها يفضل الزائدة الدودية ، ورغم خطورة هذه الدودة إلا أن إعجازاً في الخلق وضعه المولى عز وجل في هذه الدودة التي تدفعها إليه غريزة الأمومة فبعد أن يتم التزاوج بين الذكر والأنثى في منطقة المصران الأعور بالأمعاء تموت الذكور مباشرة بينما تبقي الأنثى فترة تتغذى على فضلات الطعام وحينما يحين موعد وضع البيض فإنها تهاجر عبر القولون إلى خارج فتحة الشرج لكي تضع بيضها حول هذه الفتحة ويكون ذلك في العادة ليلاً. وعندما نعلم أن الأجنة في داخل البيض لهذه الدودة يجب أن تعيش في مكان به جو من الأكسجين حيث لا يوجد أكسجين داخل الأمعاء بل بالعكس يوجد غاز ثاني أكسيد الكربون السام ، عرفنا مغزى غريزة الأمومة التي تدفع هذه الدودة للهجرة خارج القولون حتى فتحة الشرج لتضع البيض في جو من الأكسجين لتفقس بعد حوالي 6 ساعات . وحينما تضع الأم البيض تموت مباشرة حيث انتهت مهمتها ووظيفتها الرئيسية وتمكنت من حفظ سلالتها.
تتلخص أعراض المرض في ضعف وفقدان الشهية لتناول الطعام وعدم الاستفادة من الطعام الذي يتناوله المصاب فينشأ عن ذلك الأنيميا والضعف الشديدين . كما يشكو المصاب من الاستحكاك حول فتحة الشرج فيهرش المصاب بأظفاره مكان الاستحكاك مما ينتج عنه تسلخات بفتحة الشرج والتهابات هذا بجانب الأرق والتشنج الذي ينتج عنها ليلاً . وهذا الطفيلي يصيب الأطفال بصورة عامة ولكنها تصيب أيضاً البالغين وكبار السن ولكن بصورة أقل.
علاج دودة الاكسيورس:
1 يستعمل منقوع شرائح البصل لطرد هذه الدودة حيث تؤخذ بصلة متوسطة الحجم وتقطع على هيئة شرائح وتنقع في كوب من الماء طوال الليل ثم يصفى في الصباح ويضاف له ملعقة عسل كبيرة ويحرك جيداً ثم يشرب على الريق ويكرر ذلك كل صباح حتى التأكد من طرد جميع الديدان.
2 يعطى الطفل في الصباح كوب حليب مغلي فيه 10 فصوص ثوم ويلي ذلك حقنة شرجية دافئة من مغلي الثوم بالماء . يكرر ذلك لمدة ثلاثة أيام.
3 يقوم الخل على قتل الديدان حيث يتناول المصاب ملعقة خل كبيرة ممزوجة مع كوب ماء ويؤخذ على الريق يومياً ولكن يجب عدم تناول أي طعام حتى الظهر ، وتكرر هذه الطريقة لمدة ثلاثة أيام على الريق.