![]() |
![]() |
![]() |
روائع شعريه |
روائع الكسرات |
![]() |
|
![]() |
||||||||
![]() |
|
![]() |
||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
![]() |
|
![]() |
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 | |
إداري سابق
|
![]() حـــديـــقـــة النـــسـيان - بقلم: عمر سعيد
خرج( مهدي) من البيت صباحا ككل يوم حامالاً محفظته، ومضى إلى بيت صديقه البدين (محفوظ)،والذي يسكن بالقرب منه في نفس القرية ويدرس معه في نفس الصف, وقد اعتادا على أن يترافقا في الطريق, ذاهبين أوراجعين من المدرسة,لأن المسافة بعيدة، ولا بد من رفيق,خاصة بالنسبة لمحفوظ الذي لا يستطيع الاستغناء أبداً عن مهدي, لا في المدرسة ولا في الطريق، فلقد كان جبان وغبي, ولا بد من صديق شجاع يذودعنه . وذكي ليساعده في حل المسائل الحسابية حتى يتجنب السخرية من زملائه,والعصى من مدرسيه. - وكعادته دائماً وجده في إنتظاره وبيده قطعة خبز‘ ،فلقد كان شرهاً جدا للأكل. وفي طريقهما وهما يتحدثان عن المدرسة وكذا عن المعلم الجديد و الغريب الأطوار الذي أحضروه إلى المدرسة حديثاً, لا حظ (مهدي )وجود غيوم سوداء قاتمة في الأفق،فارتاع لذالك و قال( لمحفوظ):{لا شك أن عاصفة ستضرب المنطقة كالتي في السنة الماضية فانا أتذكر جيداً، إنها نفس السحب المخيفة, ونفس الوقت تقريبا من السنة]. - قال له (محفوظ) وهو غير مبالٍ تماماً:{هذا جيد سنعود حينها إلى البيت، ونستريح قليلا من المدرسة ومن ذالك المعلم الأحمق}. - {هذا ليس بالجيد أبدا يا محفوظ‘ فقد تلحق بنا العاصفة ونحن في منتصف الطريق، فنعلق}:رد( مهدي) الذي شعر بإقنراب الخطر. إقتربت الغيوم أكثر تدفعها ريح قوية، ومع أول رعد قفز محفوظ مرعوباً, أما مهدي فقد شعر بخطورة الوضع، فبدأ ينظر يميناً و شمالاً عله يجد مكانا يختبئان فيه إلى حين مرور العاصفة‘ لكن المكان كان خال إلا من بيت (البشير) وهذا مالم يخطر أبدا على مهدي .أما محفوظ لما رأى مهدي ينظر إلى البيت مطولاً أشار بيده في علامة تدل على الحيرة قا ئلاً له :{ لا.. لا تقل لي انك تفكرفي....؟؟؟....}.أجابه مهدي في حزم:{ نعم إني أفكرفي الإحتماء به .لأنه البيت الوحيد من هنا حتى المدرسة،وعلى كل حال فالفيضان ليس بأقل خطورة من ( البشير) مع كل ما يقال عنه ). في هذا الوقت بدأت تتأ كد مخاوف مهدي فلقد بدأت الأ مطار تتساق بقوة غير طبيعية محدثة صوت مرعب . --------- و( البشير)هذا رجل متهم من أهل القرية بأنه قتل ابنه وأخفى جثته، مع أن العدالة قد حكمت ببراءته لغياب أي دليل. ولقد حدث هذا منذ خمس سنوات، ومنذ ذالك الوقت والشائعات والكلام يزيدان من حوله، حتى أصبح في نظر الناس مجنون مهووس بالقتل، وخاصة الأطفال الذين كانو يمرون مسرعين أمام بيته وهم ذاهبين أو عا ئدين من المدرسة. ومما زاد شكوك أهل القرية به هو شكله المخيف نوعا ما بطوله الفارع، وجحوظ عينيه الحمراوين وشعره الكث، ومع هذا فلقد كا ن الرجل منعزلا عن الناس, لم يحدث مرة أن تعرض إلى أحد، فلقد كان يشاهد من حين إلى آخر وهو يجول في البساتين قرب القرية وحده لا يكلم أحدا - تشجع مهدي و محفوظ واقتربا من بيت البشير، إكتفيا بالصعود إلى حافة منصة البيت المرتفعة عن الأرض، والتي لها سقف يمنع من أن تصلهم المياه . إزدادت قوة الأ مطاروارتفع مستوى المياه، وبدأت تجرف معها كل شئ، إنه الفيضان .إنتاب الصديقين شعور مخيف‘ فقد علقا. الفيضان أمامهم وما كان يريانه أخطر.. البشير ورائهم، لقد أتو اليه بأقدامهم هذه المرة ولطالما كانو يفرون منه وهو على بعد ميل عنهم، أما بيته فقد كانو يتحاشون حتى النظر إليه وهاهم الآن يحتمون بسقفه. كانت عيونهم الشاخصة مركزة على السيل الجارف ،أما فكرهم وآذانهم فصوب البيت مباشرة.في هذه اللحظة تذكر محفوظ عادته في مواجهة أي خطرفبدأ في البكاء، ولكن بصوت منخفض هذه المرة ،أما شكله فقد كان يبدو كصنم، خوفه الشديد منعه من أن يحدث أي صوت . مهدي كذالك خانته شجاعته، شعر معها بحاجته إلىالصراخ والبكاء ولكن بأعلى صوته فلقد أطبق الخوف على أنفاسه. فجأة وهم في ذروة التوتر سمعا صوت شخص يناديهما قائلا:{هيا يا أولاد أدخلا إلى البيت }. تسمرو في أماكنهم، نظرو صوب الصوت فإ ذا برأس البشير يطل من الباب، بدأ محفوظ في العويل، أما مهدي فأراد القفز والهرب ،ولكن المياه كانت قد غمرت كل شئ. سمعا صوت الباب يغلق ثم ينفتح كلية ويخرج البشير بطوله الفارع متقدما نحوهم، خارت قواهما والتصقا ببعضهما وهم يبكيان متوسلين البشير أن يدعهم في حالهم وسيغادرون بيته حالا. أطلق البشير ضحكة عالية ثم قال لهما :{إنما أر دتكم أن تدخلا إلى بيتي حتى لا تجرفكم المياه .أجابه مهدي قائلا :{لا بأس يا سي البشير فنحن في مأمن هنا}. ولكن البشيركان حاسما في أمره، فدخلا وهم ليسو مطمئنين أبدا، لقد كان بيته يبدو قديما جدا بتلك التماثيل والأ ثاث التي يعود تاريخ صنعها إلى مئات السنين. وأكثر ما أدهش مهدي ومحفوظ‘ رؤوس بعض الحيونات الحقيقية معلقة بالجدار.عاد البشير يحمل معه الشاي الساخن ،جلس قبالتهم تفحصهم جيدا ثم كشف عن إبتسامة عريضة قا ئلاً لهما :{أعرف انكما خا ئفان مني ،لا بأس، فكما ترون أنا إنسان عادي وكل ما يقال عني كذب. رجال القرية يعرفون جيدا أني إنسان طيب, ولكنهم صدقو كغيرهم أني قتلت ابني ) .شعر مهدي ببعض الراحة فتشجع وسأل البشير:{ ماهي الحقيقة إذا}؟. صمت البشير بعض الوقت وهو يهز رأسه ثم قال :{إن الجواب على سؤالك صعب، ولكن إذا أردت أن تعرف الحقيقة فسأقول لك بشرط أن تساعدني. أجاب مهدي :{أنا أساعدك، ولكن كيف}؟. .رد البشير :{ألا تريد أن تسمع القصة أولاً ـ لقد كان إبني (سليم) أحب إلي من كل شئ، خاصة منذ أن ماتت زوجتي وأصبح يتيما ، فقد حا ولت أن أعوض بعض حنان الام، فكنت أصطحبه معي أينما ذهبت. وكثيرا ما كان أهل القرية يروني حاملا (سليم) على كتفي ونحن نتجول وسط الحقول...إلا أن حدث ما حدث.. فلقد كان يوجد في هذا البيت الذي ورثته بعد أن ضل مهجورا لعشرات السنين قبو به باب صغيرة ،وذات يوم وأنا أنظف السرداب إكتشفت كتابة محفورة على الباب الخشبية الصغيرة تقول :{إن هذا المدخل يؤ دي إلى( مملكة النسيان) . لم أعر الأمر إهتمام وحا ولت أن أخفي الباب ببعض الأخشاب حتى لا ينتبه له سليم. وفي ذالك اليوم المشئؤم ذهبت إلى المدينة وتركت (سليم) وحده وعندما رجعت إلى البيت لم أجده، بحثت في كل أرجاء البيت بدون فائدة. تذكرت القبو فنزلت إليه بسر عة، وجدت الباب الصغيرة مفتوحة ,عرفت حينها أن المحظور قد وقع وأن سليم قد دخل من تلك الباب الملعونة. حاولت الدخول بدون جدوى لم يكن هناك فراغ إنما كان هناك ظلام حالك، لقد كان هناك شئ يدفعني إلى الخلف لم أعرف ما هو، ولما أضأ ت المكان لم أرى شيئاًسوى الظلام. لقد كان شئ عجيب. أخذت أصرخ كالمجنون وأنا احا ول أن أجد أي شئ يساعدني في العثور على إبني (سليم) .أخدت أحفر تحت الباب مباشرة لأ وسع المدخل، فوجدت تحت التراب كتاب حسبته أول الأمر صندوق، فقد كانت صفحاته من خشب رقيق، وبعد أن أزحت عنه التراب ظهرت لي نقوش ورسومات غريبة جدا عليه . - نسي محفوظ خوفه وسأل البشير:{ وماذا كان يوجد في الكتاب}؟. ـ أخذت اتصفح الكتاب فلقد كانت كتابته كبيرة وواضحة تكشف فيه سر الباب الصغيرة وما جاء فيه أن الباب تؤدي إلى حديقة ساحرة جدا تحكمها ملكة ، وكل من يدخل هذه الحديقة يفقد ذاكرته فينسى كل شئ ..من أين جاء ولماذا وبالتالي يعلق في الحديقة ويبقى هائما إلى الأ بد..... ولكن هناك حل للمشكلة.... -وما هو سأله مهدي؟: ـ الحل في القبعة التي وجدتها أمام الكتاب .فحسب ما قرئته فيه أنه من إرتداها وهو يدخل منعت من أن يصيبه النسيان، وبالتالي يتذكر المخرج. مهدي:{لماذاإذا لم ترتدها أنت وتدخل وتنقض إبنك }؟؟. ـ كل المشكلة هنا فكما أخبرتكم في أول حديثي أنني حاولت الدخول بكل الطرق من دون جدوى، لكن عندما قرأت الكتاب أدركت لما ذا لم أستطع الدخول، لأنه يخبر بأن الوحيد الذي يمكنه الدخول،هم الأ طفال الذين لايتعدى سنهم 15سنة. مهدي :{ لهذا طلبت مساعدتي إذا}؟ . البشير :{نعم أنت أملي الوحيد القادرعلى إنقاذ إبني يا مهدي, فأنت أشجع وأذكى طفل في القرية ، كما أ نك عرفت ألآن الحقيقة ،ومع وجود القبعة معك فلا خطر عليك، ولكن أنصت جيدا لما سأ قوله لك ،هذا إذا قررت مساعدتي :ستدخل وتبحث عن إبني (سليم) وسوف أعطيك أوصافه لاحقا‘ المهم أن تأ تي به معك إلى المكان الذي دخلت منه إلى الحديقة وأنت مرتديا القبعة حتى تتذكره ،وعندما تجد المدخل تضع القبعة بسرعة في رأس( سليم) وتخبره بأن يرمي إليك بالقبعة بمجرد دخوله ،لأ نه يكون في هذا الوقت قد تذكر كل شئ فيتمكن من التعرف على المخرج بسهولة. :{ ولكن لما ذا لا أمسك به ونخرج في وقت واحد}؟ سأله مهدي. أجابه البشير :{هذه مشكلة أخرى ،لأ ن هذه الباب لا يمكن أن يمرعبرها شخصان في وقت واحد. وكما قلت لك ما إن ير مي إليك بالقبعة حتى ترتديها بسرعة وتخرج . وها هو الكتاب إقرأه بنفسك حتى تتأكد . إطلع مهدي على الكتاب وتأكد أن ما قاله البشير حقيقة فنظر إلى صديقه وقال له :{ إنها مغامرة لا بد منها يا محفوظ}. لكن محفوط لم يكن متحمسا للفكرةأبدا،فقد ترجى مهدي بأن لا يفعل. إتخد مهدي قراره .إرتدى القبعة وهم بالدخول ودعوات البشير له بالسلا مة لا تتوقف، أما محفوظ فقد أمسك بيده في اللحظة الاخيرة وقال له بصوت خافت :{أرجوك يا مهدي لا تتركني مع البشير فلقد ما زلت خائفا منه }. ـ ما إن دخل مهدي من الباب حتى إنجلت تلك الظلمة ،وأفصحت عن عالم آخر‘ حديقة فسيحة جدا وبها كل أنواع الزهور، أما السماء فهي فسيفساء من الألوان وكأنها قوس قزح كبير .أبهر ت الحديقة مهدي.فنزل من فوق الصخرة التي كان عليها وأخذ يمشي ، لكنه لم يرى أحد سوى الفراشات والطيور، تابع مسيره حتى شعر بالتعب فجلس يستريح وهو يتأمل جمال الحديقة من حوله حتى سمع صوتا يقول له :{لا بد أنك أبهرت بالحديقة} إلتفت مهدي وراءه، فإ ذا بالمتكلم شيخ طاعن في السن ،إبتهج وهو يرى إنسانا مثله على هذه الحديقة العجيبة وقال له :{ومن أنت وما ذا تفعل هنا }؟؟. جلس الشيخ بالقرب من مهدي وقال له:{ أنا هنا مند زمن طويل جدا، منذ أن كنت طفلا في سنك تقريبا ،هذا كل ما أعرفه، أما ماذا أفعل هنا ..فلقد كنت في خدمة الملكة طوال هذه السنين إلى أن أنهت مهمتي من بضع سنين ،وأنا أعيش الآ ن وحيدا وكئيبا أنتظر موتي}. أخبر ه مهدي بقصته‘ وأنه هنا للبحث عن طفل أسر في هذه الحديقة، وذكر أوصافه للشيخ الذي لم يطل التفكير وقال :{نعم إنه هو}. مهدي:{ أتعرفه}؟. ـ وكيف لا أعرفه وهو الذي أراحني من خدمة الملكة. {وماذا كنت تعمل}؟. سأله مهدي. ـ إن الملكة مولعة بسماع القصص وقصرها عبارة عن مكتبة ضخمة منها ،وعملي هو أن أروي لها كل يوم قصة إلى أن اتى هذا الطفل الذي تبحث عنه والذي قلت لي بأن إسمه سليم فا ستبدلته بي ,لأني كبرت في السن وأصبحت لا أرى الكتا بة جيد . مهدي:{وأين هو ألآن}؟ ـ إن سليم يقرأ القصة على الملكة صباحا وعندما ينتهي منها ينتقل للعمل في حديقة القصر،وبإ مكانك التسلل إلى القصر وأخذه معك ،والآن إذهب فهذا وقت خروجه للعمل في الحديقة‘ واحذر من أن يراك حراس القصر . شكر مهدي الشيخ الطيب كثيرا وتمنى لو أنه يستطيع إخراجه من الحديقة. لكن الشيخ قال له :{لابد أنه حصل لي مثل ما حصل لسليم وأنا طفل، ولا شك أننا من نفس العائله،لاأننا من نفس البيت، فشكرا لك كثيرا يا مهدي لاأنك أخبرتني بالحقيقه بعد كل هذه السنين.} إنطلق مهدي نحو القصر وهو يودع الشيخ الطيب.وما إن صعد إحدى التلال حتى تراءى له القصر، لقد كان جميلا جدا فمشى مختفيا وسط الأ زهار حتى وصل الى جداره، الذي لم يكن مرتفعا وكان بإ ستطاعته رؤية حديقة القصر ،ولم يطل الأمر حتى رأى فتى يخرج من القصر مطرقا رأسه وفي يده مقص كبير لتقليم الزهور. تأكد مهدي من أنه سليم فبدأ في الصفير .أخذ سليم يقترب من مصدر الصفيرليعر ف ما هو. حتى دنى من جدار القصر،هنا أطل مهدي برأسه وقال له بصوت خافت .{.هيه ..أنت لا تخف إقترب.} سليم:{ومن أنت }؟. مهدي :{جئت لأ خلصك من الملكة وأعيدك إلى البيت} . لم يفهم سليم شيئا مما يقوله مهدي، ولكن مع هذا فقد رأى فيه فرصة الخلا ص من الملكة . أمره مهدي بالقفز على الجدار مع الإ حتياط من أن يراه الحرس ،لكن ما إن هم سليم بالقفز إلى الخارج حتى نادى عليه احد الجنود الذي رءاه. فأخذ مهدي بيده وانطلقا يركضان بأقصى سرعتهما يتبعهما حرس القصر،حتى وصلا إلى الصخرة ‘مكان وجود المخرج.. توقف مهدي وهو يلهث ،أدار سليم إليه وقابله بوجهه وقال له :{إسمع جيدا إلى ما سأ قوله لك ،هذه القبعة التي على رأسي ستذكرك بالمخرج من هذه الحديقة، وعندما تر تديها أكو ن أنا قد نسيت كل شئ ،ولذا يجب عليك أن تر ميها لي وأنت على وشك الخروج من الحديقة }. و ضع مهدي القبعة على رأس سليم الذي ما إن ارتداها حتى تذكر المخرج، فأسرع نحوه، وما إن هم بالدخول حتى رمى بالقبعة إلى مهدي الذي كان قلقا جدا من أن يلحقه جنود القصر، وأيضا من أن يطيل عليه سليم بالقبعة فيفوت الوقت ويفقد ذا كرته . ولسوء حظه فإن القبعة علقت بجذع شجرة ،فحاول أن يسقطها لكن جنو د الملكة كانو قد وصلو إليه فألقو عليه القبض واقتادوه إلى القصر .وفي هذا الوقت كان قد فقد ذاكرته فأ دخلوه إلى الملكة التي كانت تجلس على كرسي ضخم ،والكتب تحيط بها من كل جانب على رفوف حتى السقف. وقالت له في غضب.:{ لماذا قمت بتهريب القا ص أيها الفتى الأ حمق؟، على كل سوف تدفع الثمن، ستصبح أنت القاص إبتداءا من الغد ولكن من صحن القصر إلى السجن مباشرة }. أقتيد مهدي إلى السجن وهو لا يدري شئ عما يحدث معه ‘ لقد نسي من هو ومن أين جاء ولم هو في السجن . دخل عليه الحرس صباحا بعد أن قضى ليلته في الزنزانة مهموما وأخذوه إلى الملكة، التي ما إن رأته حتى أمرت بإ عطائه قصة من القصص الكثيرة المو جودة على الرفوف. تناول مهدي القصة وبدأ بسر دها على الملكة التي استرخت وأصغت إلى القصة بإهتمام بالغ الى أن أتمها ‘ وهنا أفا قت الملكة من حلمهامع القصة وقالت له :{أنت رائع وأفضل بكثير من ذاك الغبي الذي سبقك} وتقصد سليم . عا د مهدي إلى الزنزانة ،وفي صباح الغد قرأ لها قصة أخرى وهكذا مرت أيام على هذا الحال. وفي إحدى الليالي وهو في زنزانته سمع صوتا يناديه من خارج السجن ،تسلق مهدي حتى بلغ نا فدة الزنزانة وعندما أطل منها رأى الشيخ الطيب الذي قابله سابقا ودله على مكان سليم، ولكن مهدي لم يتذكره . وكان الشيخ يعلم هذا وقال له: {أشعر يا مهدي بمقدار الألم والحزن الذي تعاني منه، ولكن لا عليك فقد أتى الفرج ‘لقد إكتشفت بعد كل هذه السنين الطويلة السر الكبير للملكة والحديقة معا، ولكن أصغي جيدا لما سأقوله لك حتى تنجح الخطة . - إن الملكة لا تستطيع أن تنهض من مقعدها إلا مع غروب الشمس ولهذا فهي تستأنس بسماع القصص لتمضية اليوم .كما أن عليها أن تكون على مقعدها مع شروق الشمس }.سأله مهدي:{ وماذا لو قامت من مقعدها قبل الغروب }؟.فقال له الشيخ:{ هذا هو السر الذي تخفيه الملكة. فهي تستحوذ على ذاكرة كل من هو دا خل الحديقة، حتى تجعل ذاكرتها قوية جدا‘ و تمنعها من نسيان نفسها والقيام من مقعدها مهما كانت الظروف، وبذالك تحافظ على ملكها .ومهمتك يا مهدي أن تجعلها تنسى و تقوم من مقعدها .}أجابه مهدي:{ ولكن كيف السبيل إلى ذالك و هي تتمتع بهذه الذاكرة القوية} . فقال له الشيخ:{ ومع هذا فللملكة نقطة ضعف ستنجح إذا أمكنك الوصول إليها‘ فكما تعرف هي مولعة بسماع القصص وإذا استطعت أن تجعلها تعيش القصة بكل جوارحها عندئذ حاو ل إثارتها بأن تغضبها ،ربما تنسى نفسها وتنهض ، حينها سوف يندثركل شئ، الحديقة وما فيها.كما أني أوصيك إذا استطعت أن تجعل الملكة تنهض، وشعرت بأن كل شئ تحتك يهتز ويوشك على الدمار،عليك أن تركض مسرعا نحو الشجرة، قرب الصخرة الكبيرة ستجد قبعة عالقة بجذعها إرتديها بسرعة وبعدها ستعرف ماذا تفعل}. فقال له مهدي :{وأنت ماذا سيحل بك؟ ،علينا أن ننجو معا}. - رد الشيخ الطيب قا ئلا:{ أنا سأذهب مع هذه الحديقة إلى الأبد، فلا تقلق من أجلي، أنا إنسان بدون ما ضي ولا مستقبل كما أنه مكتوب علي أن أ غادر مع الحديقة لأنه لا يمكنني النجاة، وستعرف لماذا لا حقا،والآن وداعا يا مهدي وحظا موفقا وأنا متأكد من نجاحك.}. - بات مهدي يفكر فيما قاله له الشيخ، وفي الطر يقة التي يجعل بها الملكة تقوم من مقعدها. وفي الصباح أقتيد كعادته إلى الملكة التي اختارت له قصة ليقرأها عليها . بدأ مهدي يقرأ القصة المشوقة عن ذالك الفا رس الذي أراد أن يخلص الأ ميرة من قبضة الوحش ،إلى أن وصل إلى هذه الجملة:{ صعد الفارس إلى حيث يأ سر الوحش الأميرة بعد جهد كبير، وما إن وصل إليها حتى ظهر الوحش الطائر عائدا وقد رءاهما من بعيد، فكشر عن انيابه المخيفة.... وبدأ مهدي يتلعثم .{ثم ماذا}؟: قالت له الملكة في غضب. - مهدي:{ ثم حاول الفارس الشجاع مجابهة الوحش ...لكن....}. |
|
![]() |
#2 |
![]() |
#3 |
![]() |
#4 |
![]() |
#5 | |
إداري سابق
|
![]() بارك الله فيك اخوي ابراهيم الحربي على المرور |
|
![]() |
#6 | |
إداري سابق
|
![]() بارك الله فيك اخوي فارس عوف على المرور |
|
![]() |
#7 | |
إداري سابق
|
![]() بارك الله فيك اخوي ابن خير الله الردادي على المرور |
|
![]() |
#8 | |
عضو فعال
|
![]() الله يـعـطـيـك الـعـافيـــــــــــة
|
|
![]() |
#9 |
![]() |
#10 | |
إداري سابق
|
![]() شكرا لك سود الهدب و بارك الله فيك على المرور |
|
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |