ابتكارات عربية
علي سعد الموسى (الوطن)
التقط الأنيق الساخر محمد صادق دياب في زاويته بالشرق الأوسط جملة ابتكارات عربية من هوامش حفلة الإعدام العراقية. يقول الزميل محمد دياب إن الإعلام العربي تبارى خلال الحفلة في وصف حبل المشنقة وأعطى العالم بأسره حفنة معلومات عن هذا الحبل العروبي الخالص من حيث أطواله وطريقة صنعه وكذا المواد المستخدمة في تجهيزه وعدد مرات استخدامه ومتى يجلب ومتى يرمى به في الخردة. وناهيك عن الاستعراض العروبي لحفرة المشنقة، فقد تبارى ـ العشماويون ـ من كل حدب وصوب، من حسين قرني القاهري، إلى رحيم بوعلاج المغربي في وصف تجاربهم وحرفية المهنة وقواعدها التي غابت في حفلة الإعدام العراقية.
اللافت، جمالاً وروعة في ثنايا الحدث، أن حبل المشنقة بكل أصنافه وطقوسه كان وما زال صناعة محلية خالصة لأنه وبحسب عشماوي مصر السيد قرني حسين، مزيج من القطن والحرير والكتان التي لا تستطيع مصانع الغرب أن تمزجها بالوصفة المطلوبة. جميل جداً أن العرب استطاعوا في نهاية الأمر صناعة حبل للمشنقة.
للعرب مع الابتكارات الخاصة سيرة مشهودة ولو أن لي من الأمر شيئاً لطورت هذه التقنية الذهنية بما يخدم المصير العربي المشترك وروح الأخوة والدم ومسيرة النضال واللحمة الواحدة. انظروا، مرة أخرى للسبق العروبي على جبهتين صناعيتين: المنشطات الجنسية وحشيشة الكيف. فعلى حين تفتخر شركة ـ بفايزر ـ الأمريكية أنها من طور الفياجرا، ما زال الإخوة العرب يصرون أن هذا العقار ليس إلا نسخة معدلة ـ لسنافي ـ ذاك الذي ـ بالإعلان ـ يديم القوام والصلابة ليوم ونصف ثم اختاروا له اسم صفة فحولي رجولي لا يقهر، حتى حبل المشنقة. وحتى قبل الفياجرا والسنافي ما زالت كتب التراث تحتفظ بأول وصفة كيميائية للمنشطات قبل أن يعرف الكون المختبرات العلمية. انظروا لمزيج الحلبة والحلتيت والزنجبيل والعسل والحبة السوداء ومقاديرها التي تقيم ـ بقدر موزون ـ صلب السرير ليوم ونصف. حتى مع حشيش الكيف، برع العرب في إعطائها أسماء رنانة تغري أكثر حتى قبل الاستعمال فهذه ليلى علوي وتلك أبو صاروخ وهذا المسحوق الأبيض ـ أبو الهول ـ وتلك النبتة المخدرة باسم أم العفاريت. وصل الابتكار العروبي إلى حد الوصفة الإلكترونية بمقادير من كل هذه وتلك في ـ نشقة ـ واحدة ـ تجعل ـ العقل عمران ـ لأسبوعين كاملين في جلسة واحدة. شكراً لهذه الابتكارات العروبية.