غزوة بني سليم بالكدر
قال ابن إسحاق : فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة لم يقم بها إلا سبع ليال حتى غزا بنفسه يريد بني سليم .
قال ابن هشام : واستعمل على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري أو ابن أم مكتوم
قال ابن إسحاق : فبلغ ماء من مياههم يقال له الكدر ، فأقام عليه ثلاث ليال ثم رجع إلى المدينة ، ولم يلق كيدا ، فأقام بها بقية شوال وذا القعدة وأفدى في إقامته تلك جل الأسارى من قريش .
غزوة قرقرة الكدر
القرقرة : أرض ملساء والكدر : طير في ألوانها كدرة عرف بها ذلك الموضع وقد كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يذكر مسيره مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - في تلك الغزوة فقال لعمران بن سوادة حين قال له إن رعيتك تشكو منك عنف السياق وقهر الرعية فدقر على الدرة وجعل يمسح سيورها ، ثم قال قد كنت زميل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قرقرة الكدر ، فكنت أرتع فأشبع وأسقي فأروي ، وأكثر الزجر وأقل الضرب وأرد العنود وأزجر العروض واضم اللفوت وأشهر العصا ، وأضرب باليد ولولا ذلك لأغذرت [ بعض ما أسوق ] أي لضيعت فتركت ، يذكر حسن سياسته فيما ولي من ذلك .
والعنود الخارج عن الطريق والعروض المستصعب من الناس والدواب .