توسعت شبكاتهم وأصبحت لا مركزية
تقرير أمريكي: حرب العراق لعبت دورا رئيسيا لإلهام المتطرفين
صورة أرشيفية لجنود أمريكيين خلال اعتقال عراقي
واشنطن-يو بي أي
قال محللون استخباريون أميركيون أن الحرب في العراق أصبحت آلية رئيسية لتجنيد المتطرفين الإسلاميين الذين يؤسسون لجيل جديد من الإرهابيين المحتملين حول العالم والذي يزداد عددهم بشكل أسرع مما يمكن للولايات المتحدة وحلفائها من تقليل الخطر الذي يشكلونه.
ويذكر تقرير استخباراتي قومي تقييمي تم وضعه في أبريل/نيسان الماضي، "مركزية " دور الغزو الأميركي للعراق وعمليات التمرّد التي نتجت عنه, كمصدر رئيسي لإلهام الشبكات الجديدة من المتطرفين الإسلاميين والخلايا التي اجتمعت لأكثر من مجرد محاربة الأجندة الغربية.
ويتوصل التقرير إلى أنه عوضاً عن المساهمة في تحقيق الانتصار المنتظر في مكافحة الإرهاب العالمي, فإن الوضع في العراق زاد من سوء الموقف الأميركي, وفقاً لمسؤولين على علاقة بالتقرير الاستخباري.
وذكرت صحيفة الواشنطن بوست أن أحد المسؤولين الاستخباريين قال عن التقرير الرسمي الأول الذي يقيّم المسارات الإرهابية العالمية والذي وضعه المجلس القومي للاستخبارات منذ الغزو الأميركي للعراق في مارس/آذار 2003 "إنه تقييم صريح. إنه يحدد الأمور".
وكان الرئيس بوش قال في وقت سابق من الشهر الحالي أمام جمعية الضباط العسكريين الأميركيين "تمكنا بالاشتراك مع حلفائنا, من إزالة الملاذات الإرهابية وعرقلنا عملياتهم المالية, وقتلنا واعتقلنا ناشطين رئيسيين, وكسرنا الخلايا الإرهابية في أميركا وغيرها من الدول وأوقفنا هجمات جديدة قبل أن يشنوها. لا زلنا نهاجم الإرهابيين في كل جبهة ولن نقبل بأقل من النصر الكامل ".
غير أن الوصف للجبهات بحسب المحللين الاستخباريين أصعب من الاختراق إن لم يكن مستحيلاً في محاربتهم بالأدوات التقليدية للحروب.
فعلى الرغم من أن المسؤولين الاستخباريين يوافقون على أن الولايات المتحدة ألحقت ضرراً جدياً قيادة تنظيم القاعدة, وعطّلت قدرتها على تنظيم وتوجيه عمليات كبرى, فإن الشبكات الإسلامية المتطرفة قد توسعت وأصبحت لا مركزية.
ويمضي التقرير في الإشارة إلى أن العديد من الخلايا الجديدة ليس لها ارتباط بالبنية المركزية وتزدهر باستقلالية. ويتصل أعضاء الخلايا بين بعضهم البعض فقط, يستمدون إلهامهم وأيديولوجيتهم وتكتيكاتهم من أكثر من خمسة آلاف موقع إلكتروني. ينشرون رسالة أن الحرب في العراق هي محاولة غربية للتغلّب على الإسلام أولاً عبر احتلال العراق وتأسيس تواجد دائم في الشرق الأوسط.
والملفت في تقرير التقييم الاستخباري الذي يحمل عنوان "نزعات في الإرهاب الدولي: النتائج بالنسبة للولايات المتحدة " أنه لا يعرض أي وصفات سياسية. وقال المسؤول الاستخباري "يفترض بهؤلاء الأشخاص في المجلس القومي الاستخباري أن يطرحوا ذلك بأفكار مفهومة وواضحة. ليس دور المجلس القومي الاستخباري أن يعرض اقتراحات, بل عرض الظروف كما يراها المجتمع الاستخباري".
ويرفض المسؤول الاستخباري وغيره من المسؤولين مناقشة هذا التقرير إلا في حال الإبقاء على هويتهم مجهولة.