قد يتعجب كثيراً حينما يسمع البعض يردد أن الملتزمين لا يضحكون وأنهم دائما يتهجمون في وجوه غيرهم ولعل هذا العجب ينتابني حينما أقرأ في ديني كيف أنه يجب على المسلم الملتزم بدينه أن يكون بشوشا يبتسم ويضحك مع الآخرين وكيف أنه يجازى على ذلك خيرا طالما أنه قال حقا ولم يكذب ولنا في ذلك أسوة حسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين ساروا على نهجه فعن عبد الله بن الحارث بن حزم قال: ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويروى أنه صلى الله عليه وسلم قال: " لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق " أي سهل منبسط, وقال صلى الله عليه وسلم: " تبسمك في وجه أخيك صدقة "، وغير ذلك من الأحاديث التي تحثنا على طلاقة الوجه في تعاملنا مع الآخرين وبذلك لا يمكن أن نتصور ملتزم يمكن أن يطلق عليه ذلك يتجهم في وجوه الآخرين بل سنجد البشر والسرور في وجهه تجاه الآخرين ولعل ذلك أيضا يحتاجه في المقام الأول الدعاة الذين يحملون هم هذا الدين ويدعون إليه فإن التزامهم بهذا البشر والسرور يجعل قلوب المدعوين تتألف حولهم وتجتذب إلى دعوتهم النفوس، وأختم حديثي بقول للعلامة المناوي في تعليقه على ما ذكرنا من أحاديث فيقول: " وفيه رد على العالم الذي يصعر خده للناس كأنه معرض عنهم، وعلى العابد الذي يعبس وجهه ويقطب جبينه كأنه منزه عن الناس مستقذر لهم أو غضبان عليهم "
منقول للفائده