روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
ملتقى الباحث والمؤرخ فائز موسى البدراني يختص في بحث وكتب المؤرخ |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
19-06-11, 11:55 AM | #1 |
عضو شرف
|
روايات المسنين وأخبار المعمرين
إخواني الأعزاء.. لأن كثيراً منكم سمع بكتابي (روايات المسنين وأخبار المعمّرين.. سلطة الرواية وغياب الإثبات)، وبعضكم يتساءل عن فحوى هذا الكتاب، فقد رأيت إطلاعكم على مقدمة الكتاب، لإعطائكم صورة أوضح عن الكتاب ومضامينه وأهدافه، وسيتم إنزال الكتاب في الموقع قريباً إن شاء الله.. وفيما يلي مقدمة الكتاب:
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه المبين: ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله، وكونوا مع الصادقين)). والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين. العمر مقياس زمني يبدأ من ساعة الولادة وينتهي بيوم الوفاة لجميع الكائنات الحية. ولهذا فإن مصطلح العمر يختلف عن مصطلح السن، لأن السِّن هو ما بلغه الفرد من تاريخ مولده إلى لحظة معينة من وحدات القياس الزمني سواء كانت سنوات أو شهوراً، أو غير ذلك. ولهذا فإنه يحدث الخلط بين السن والعمر وبخاصة في عصرنا هذا عند المصنفين والصحفيين. وسنحاول في هذا الكتاب – قدر الإمكان – استعمال مصطلح "السن" للتعبير عما يبلغه الشخص من السنوات عند لحظة محددة في حياته، واستعمال مصطلح "العمر" عما يبلغه من ولادته إلى وفاته. والعبد المؤمن يدرك أن الأعمار بيد الخالق جل وعلا القائل في كتابه الحكيم: ((والله خلقكم من تراب، ثم من نطفة، ثم جعلكم أزواجاً، وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه، وما يعمَّر من معمَّر، ولا ينقص من عمره إلاّ في كتاب، إن ذلك على الله يسير)). كما يدرك أيضاً أن العمر الحقيقي للفرد هو العمر النافع لنفسه وللبشرية، فكم من صاحب عمر قصير طال نفعه وعلا ذكره، وكم من صاحب عمر طويل قل نفعه وساء ذكره. وهنا لا بد أن يتذكر المرؤ قول الرسول صلى الله عليه وسلم لما سأل من خير الناس، قال: "من طال عمره وحسن عمله". ومع أن الإنسان في الغالب المشاهد يكره الموت ويحب طول العيش، إلاّ أن ذلك لا يتحقق على الوجه الذي يريد، لأن سنة الخالق الكونية اقتضت أن ينتهي هذا العمر – لمن لم يمت مبكراً – بعد مراحل منتظمة من الطفولة والشباب والشيخوخة والهرم المتمثل في ذهاب النضارة، وحلول الضعف وفقدان القوى، فهو كما قال الشاعر: الـمرء يَأملُ أن يعيشَ ** وطولُ عَيْشٍ قد يضرُّه تفنى بشاشته ويبقى ** بعد حلو العيش مُـرُّهْ وتـخونه الأيام حتى ** لا يرى شيئاً يسـرُّهْ وأصدق منه قول الحق جل وعلا: ((لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، ثم رددناه أسفل سافلين، إلاَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون)). فالمؤمن يعلم أن هذه الحياة القصيرة مهما طالت، يعقبها حياة من النعيم الخالد لمن رضي الله عنه، بينما يتشبث من لا يؤمن بالآخرة ولا يرجو لقاء الله بالحياة الفانية، وهذا ما يصوره الحق أحسن تصوير في قوله تعالى: ((ولتجدنهم أحرص الناس على حياة، ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يُعَمَّر ألف سنة، وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر، والله بصير بما تعملون)). ولا مجال هنا للتوسع في هذا الموضوع، لأنه ليس موضوع هذا الكتاب، وإنما موضوعه محاولة كشف ضعف المصداقية في جانب مهم من الجوانب المعلوماتية التي يقدمها كبار السن من العوام للأجيال التالية، وإلقاء الضوء على ظاهرة المبالغة في تقدير أعمار كبار السن لدينا، ومعرفة مدى تجذرها وانتشارها في فكرنا الاجتماعي غير المستنير؛ وسعياً لمعرفة مدى تأثر جيل الأبناء بتلك المعلومات، وكيفية تعلقهم بها ودفاعهم عنها، على الرغم مما تنطوي عليه من ضحالة في المصداقية، وأخطاء في التاريخ، وأكاذيب في الرواية!! إن المتمعن في تاريخنا العربي يلحظ ضعف المنهجية التاريخية التي تقوم عليها رواية الأخبار والمعلومات، كما يلحظ غياب مبدأ التحقق من المعلومة التاريخية سواء كانت مكتوبة أو مسموعة. إذ أن السمة الغالبة والمشتركة بين أفراد المجتمع العربي هي الإذعان لما كتبه المؤرخ أو قاله الراوي! وقد ترتب على هذا السلوك الاجتماعي أن وَجَدت الإشاعة محيطاً جماهيرياً مناسباً للرواج والانتشار، ووجد الراوي مجالاً خِصباً للسيطرة على العقول المغيَّبة! ومن أهم مظاهر عصر الانحطاط تغييب منهج التحقق لدى طرفي المعلومة الرئيسين وهما الراوي والمتلقي، فالأول لا يُطلَب منه إثبات صحة المعلومة، والثاني لا يُكَلِّف نفسه عناء التأكد من صحة ما يسمع! إن من يقرأ تاريخ الأمم المتقدمة، ويتتبع مسار نهضتها الحديثة، يجد أن ذلك النهوض له علاقة وثيقة بإعادة النظرة في المنهج التاريخي، والسعي إلى صياغة منهج تاريخي جديد يقوم على التحليل والاستقراء والاستنتاج على أسس علمية قوية. ومن المؤسف جداً؛ أننا لا زلنا بعيدين عن الوصول إلى هذه المرحلة، إذ لا زال المنهج التاريخي عندنا – في الغالب – يقوم على التساهل في قبول الأخبار الشفهية دون تمحيص وتحقيق، والتسليم بما يقوله المؤرخ أو الراوي دون مراجعة أو تثبت. ومن خلال تعاملي مع المعمّرين من الرواة على مدى ثلاثة عقود، فقد اتضح لي عدم صحة المعلومات التي تشاع عن أعمار المسنين، مما جعلني أراجع ما كُتِب عن المعمّرين في تراثنا الأدبي والتاريخي مراجعة سريعة؛ لأكتشف التشابه الكبير بين مبالغة الأولين والمتأخرين في هذا الموضوع. وقد أثار انتباهي في هذا السياق أيضاً، ما لحظته أثناء قراءتي لكتب التراجم من عدم تجاوز أعمار الأعلام المعروفين لحاجز المئة عام، بعد أن تتبعت أعمار الأعلام من ملوك الدول والقادة والعلماء والأدباء في الشرق والغرب على مدى ألفي سنة مضت. وكان مما لحظته أيضاً أن أصحاب الأعمار الخيالية إما من المتقدمين الذين كتب عنهم بعد قرون من وفياتهم، أو من عوام المتأخرين الذين يشتركون في ظاهرة غياب التوثيق العلمي لتواريخ ولاداتهم. وهذا ما دعاني إلى تأليف هذا الكتاب الذي أطمع أن يكون بداية لحركة توعوية تحتاجها أجيالنا المعاصرة والقادمة فيما يتعلق بالمصداقية التاريخية. وقد جرى تقسيم هذا الكتاب إلى الفصول التالية: - الفصل الأول: وقفة مع أخبار المعَمَّرين في تاريخنا الإسلامي. - الفصل الثاني: متوسط الأعمار.. حقائق علمية وطبية. - الفصل الثالث: الأعمار القياسية في موسوعة غينيس العالمية. - الفصل الرابع: أخبار المعَمَّرين في إعلام الدول المتقدمة. - الفصل الخامس: أخبار المعَمَّرين السعوديين في الصحافة المحلية. - الفصل السادس: أخبار المعَمَّرين في الدول غير المتقدمة. - الفصـل السابع: أخبار المعَمَّرين في العالم العربي خلال عشر سنوات. - الفصل الثامن: مواقف شخصية مع المسنين. - الخاتمة والاستنتاجات وقد اقتضى السياق الزمني أن تكون البداية بالفصل الخاص بأخبار المعَمَّرين في تاريخنا الإسلامي، مع أنه كان من الأولى تأخير هذا الفصل، ليكون ذهن القارئ مهيئاً لتقبل المراجعة العلمية لهذا الموضوع، وتقبل نقد الباحث للمبالغات والأكاذيب الظاهرة في أخبار المسنين والمعَمَّرين؛ سواء في كتب المتقدمين، أو في رسائل الإعلاميين المعاصرين! وختاماً؛ أسال الله أن يكون في هذا الكتاب نفعاً للأمة، وأن يكون تذكيراً للغافلين، وتنبيهاً للمتغافلين، وعوناً على التمييز بين الصادقين والمبالغين، وأن يجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله، وهو الهادي إلى سواء السبيل. والله من وراء القصد،، |
19-06-11, 06:26 PM | #2 |
21-06-11, 02:22 AM | #3 | |
عــضــو
|
شكرا اديبنا القدير اباتركي على هذه الاضافه وانت ممن نعتد به وبروايته في زمن غلب فيه صاحب الروايه النقليه على صاحب الروايه الموثقه
|
|
02-08-11, 02:29 PM | #4 |
02-08-11, 05:54 PM | #5 |
11-08-11, 03:48 AM | #6 |
|
|