.
رائحة الموت , وأصوات الضجيج , ورصاصة الرحمة, أحداث يومية نعيشها في قرى الفقراء . تلك القرى التي ما نفك سكانها من تريد قصص المعتقلين والمتهمين بالخيانة وإثارة الفوضى , وتقليد أصوات الجلادين الذين يدعون تطهير الجسد من تلك الأرواح الشريرة , وضحكات المستبدين التي تفرقت في زوايا الأماكن المظلمة , وأصداؤها تدوووم وتدوووم , فتسكن في خُلد الذاكرة , لتُنجب الكوابيس .
سكان قرى الفقراء يكرهون بعضهم البعض , دون عقل او إدراك , ودون سبب وجيه , ولكنها رغبة الأسياد التي أرادت لسكان القرى همةً خاملة , وإرادةٌ مسلوبة , وخوفٌ من أتخاذ القرار .
مساكين هم سكان القرى الفقراء , يزرعون القمح في قلوب أسيادهم , وبمقدار سنين التعب , وعدد حبات العرق , تكون شدة الانتقام , لتُخلق أمام تلك العيون البائسة المتعبة أحداث تراجيدية , يعلو بها أصوات الضحك , من خلف قناع باكٍ, حتى أصبح من العسير التمييز بين دموع الحزن ودموع الأفراح , وابتسامات الرضا وشحوب الانتقام . فهل روما بحاجة دائمة لتواجد ملك الموت , لكي يعلق على تلك الأحداث ؟؟؟.
تلك القرى التي تشابهت بها الوجوة , وتكررت بها الأحداث , وتفرقت بها القلوب , وتقاربت بها النفوس , دون أسباب مقنعة , ليُفتح الستار لرائحة الموت كي تفوح وتفوح , ويضحك السلطان , ويصرخ الفقراء , ويضحك السلطان , ويموت الفقراء , ويسأم السلطان , فتشخص العيون ,,, هدوووووووووووء , هدووووووووووء , حتى الهواء الذي سكن منذ قرون في تلك الصدور أبى الخروج .
وينفجر المكان بصوت دويٍ بعيد , زلزل ذلك السكون , و أسكن ذلك الزلزال ,, عندها سكنت الأجسام وتزلزلت القلوب .
لقد كانت رصاصة الرحمة
تلك التي اعتادوا عليها في قرى الفقراء
.