إيقاف المعاش أسرع من صرف الاستحقاقات

إيقاف المعاش أسرع من صرف الاستحقاقات


قاسم خلف الرويس ـ الدوادمي - الوطن

توفى والدي المتقاعد، وكانت اثنتان من أخواتي غير متزوجات، ولكنهن موظفات فتعالوا معي أروي لكم ما الذي حدث.
الأمر الأول: تم احتساب المعاش التقاعدي للأسرة بقسمته على عدد المعالين بما فيهم هاتان الموظفتان اللتان تعولان نفسيهما براتبهما في وظيفتيهما الرسمية كمعلمات، ويتم حسم 9% لغرض التقاعد من راتبيهما، رفعت شكوى إلى مدير عام المؤسسة بذلك، ولكن لا حياة لمن تنادي ولا أدري هل الخلل في النظام أم الخلل في تطبيقه؟
فهل من المعقول أن يتم إدخال من لا يستحق المعاش لأنه موظف يحسم عليه تقاعد في عملية احتساب وتسوية المعاش لورثة المتوفى المتقاعد؟! أي نظام هذا! إنه الظلم بعينه وإلا كيف تحسم التقاعد مرتين على شخص واحد؟
الأمر الآخر: بعد سنوات تم استبعاد أحد الإخوة من التقاعد، وقطع معاشه عن طريق مدير المؤسسة بمحافظة الدوادمي، لأنه كان في فترة الامتياز في أحد المعاهد الصحية، وهذا بفهمه يعني أنه لا يدرس! مع أن ساعات الامتياز جزء من مناهج الدراسة التي لا تخرج الطالب إلا إذا تجاوزها. بعد ذلك بحوالي سنتين تقدمت بشكوى إلى مدير عام المؤسسة فتمت استعادة المبلغ الذي قطع بدون وجه حق، فكم من الناس قطعت معاشاتهم بدون وجه حق وهم لا يعلمون؟
الأمر الثالث: لدينا أخ يدرس في الجامعة، ولا يزال معاش الأسرة بشكل كامل، نعم بشكل كامل يتوقف لفترة تمتد إلى شهرين أحيانا، بسبب ضرورة إحضار مشهد للطالب في بداية كل فصل دراسي، والسؤال لماذا يتم إيقاف معاش الأسرة كاملا، ولا يتوقف معاش الطالب فقط حتى يحضر المشهد الذي يخصه وحده ولا يخص الأسرة كاملة التي يوقف معاشها فأي نظام هذا؟
المؤسسة لا تكتفي بالمشاهد والتعاريف الصادرة رسميا من المعاهد والمدارس والجامعات، ولكنها تقوم بدورها التجسسي ـ نعم تجسسي يلاحظه الجميع ـ حيث يقوم مديروها وموظفوها بالاتصال بمديري هذه المؤسسات، والسؤال عن الطالب فلان والطالب فلان. وهذا الأمر حدث أمامي وتحت سمعي وبصري، وتحرص المؤسسة على إيقاف المعاش لأتفه سبب، بل هي تتحين الفرص لقطعه بحق أو بدون حق وبسرعة تخترق حاجز الصوت. وفي المقابل لا تحرص على صرف المستحقات بنفس السرعة، وهذا غياب لدورها الاجتماعي فقد انصرفت إلى الدور الاقتصادي المحض بدون مراعاة للجوانب الأخرى!!