عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-19, 04:24 AM   #1
عضو شرف

 










 

فهد السرداح غير متواجد حالياً

فهد السرداح is on a distinguished roadفهد السرداح is on a distinguished roadفهد السرداح is on a distinguished roadفهد السرداح is on a distinguished roadفهد السرداح is on a distinguished roadفهد السرداح is on a distinguished roadفهد السرداح is on a distinguished road

افتراضي ( فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)

خطبة عيد الفطر المبارك 1440هـ بعنوان ( فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد :
فبين يدي اربعة اسئلة احسب انها اسئلة مهمة جداً !
الاول : هل منكم من احد ايه المسلمون والمسلمات الان قلق او خائف على منزله وداره ومافيها من ممتلكات او على متجره او مزرعته خصوصا وان جميع الاسرة موجودون معنا في مصلى العيد ؟
الثاني : هل منكم من احد ايه المسلمون اذا سافر بعيدا عن منزله واسرته هل يكون قلقا او خائفا على اولاده من عدو او من نقص في الغذاء والدواء ؟
الثالث : هل منكم ايه المسلمون المصلون قبل ان ياتي الى المصلى اعترضه قاطع طريق او لم يكن الطريق الى بيت الله ميسر وسهل
الرابع : هل منكم ايه المسلمون المصلون من اشغله التفكير كيف يوفر غداءه او عشاءه بعد ان يتناول فطوره ؟
اليس هذه نعمة تستحق الشكر ايه المسلمون المصلون كما تستحق المحافظة عليها بفضل الله ثم بفضل استتباب الامن والرخاء الذي انعكس ايجابا واستثمر استثمارا صحيحا على ساكني هذه البلاد المباركه
تعليم مجاني لمدة ستة عشر سنه واكثر وابناءنا وبناتنا يتعلمون مجانا في بيئة تعليمية امنه بقيادة اكفاء من المعلمين والمعلمات
علاج مجاني منذو الولادة حتى الهرم والعجز بإشراف امهر الاطباء والطبيبات من ابناء وبنات هذا البلد المبارك
امن وارف وامان تام وسلامة دائمة بفضل الله ثم بفضل جنود اشاوس حرسوا البلاد والعباد بكل فخر واعتزاز
دعونا نتحدث بوضوح حول اسباب الحصول على ذلك كله من باب قول الله تعالى : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ )
انه الامن ثم الامن ثم الامن فهو المرتكز والأساس لكلِّ عوامل البناء والتنمية ، وتحقيق النهضة الشَّاملة في جميع المجالات
ولهذا ذكره الله تعالى إلى جانب الغذاء فقال تعالى ممتنًّا على أهل مكَّة :
﴿ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾
ونبينا ابراهيم عليه الصلاة والسلام في دعائه جعل الامن في مقدمة الطلب قبل اجتناب عبادة الاصنام والرزق كما جاء في كتاب الله تعالى :
( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ )
( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ )
وأشار النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى أهمية الأمن بتقديمه على العافية والصحة والغذاء وأنَّ المسلم متى ظفر بالأمن فقد ظفر بالدنيا كلِّها فقال صلى الله عليه وسلم : ( من أصبح منكم آمنًا في سِربه معافًى في جسده عندَهُ قُوتُ يومِه فكأنَّما حيزت له الدنيا بحذافيرها )
وجعل الله فقدان الأمن اول البلايا واعظمها قبل فقدان كل الحاجات الضرورية المهمة التي يحتاجها الانسان كما قال الله تعالى : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ )
بل قدَّمه الله تعالى على الغذاء في حالة الاضطراب والخوف فقال تعالى:
﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾
فما نعيشه ومانحن فيه من خيرات وامن وامان ( ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) ( إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ )
نعم انها نِعم تستحق الشكر دوامها مع زيادتها مرهون بشكر الله عليها كما قال الله المنعم المتفضل سبحانه ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )
فأشكروا الله ان اردتم زيادة النعم شكرا باللسان والجوارح والافعال قبل الاقوال
فاللهم لك الحمد على نعمك العديده والائك الجسيمة
اللهم ادم علينا نعمة الامن والامان ورغد العيش والصحة في الابدان
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فااستغفروه وتوبوا اليه انه هو التواب الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
اما بعد : فياعباد الله قد تزول هذه النعم وقد تندثر وربما يصاحبها عقاب اليم
حال الابتعاد عن طاعة الله والانغماس في المعاصي الظاهرة والمعلنة وكفران النعم وكثرة الترف فأعتبروا يااولي الابصار
لن يعرف العبد نعمة الله عليه الا اذا تعرض لفقدها وبضدها تتبين الاشياء
فلن يعرف احد قيمة الضوء الا حين يحل الظلام كما قال الله تعالى :
( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاءٍ ۖ أَفَلَا تَسْمَعُونَ )
ولن يعرف احد قيمة الماء الا في حال العطش كما قال الله تعالى :
( أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ )
ولن يعرف احد قيمة الامن الا حال النهب والسلب ولاقيمة الحكم وشريعة ولي الامر الا حينما تحل الفوضى والاضطرابات ولكم فيما حولكم عبر فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ
وقد عايشنا مشكلة انقطاع الماء في اخر اسبوع من رمضان فكم اقلقت الناس وهي نعمة واحدة فقط تأخر وصولها ولم تفقد كيف اثرت على حياة الناس وسببت لهم القلق والرعب
فأحمدوا الله ثم احمدوا الله ثم احمدوا الله
وصلى الله وسلم على نبينا محمد




التوقيع :
مساعد رئيس هيئة محافظة الرس
امام وخطيب الجامع القديم بدخنة
مستشار اسري ؛ مدرب محترف معتمد
(( أتحرى الصواب فيماأكتب ، وأنقل وأعيد ماأعتقد صوابه ، ولاأتحرج من الإعتذار ، وأسال الله المغفرة ))
    رد مع اقتباس