خطبة الجمعة من الجامع القديم بدخنة 22/12/1440هـ
بعنوان : ( مواقف الحبيب صلى الله عليه وسلم في التعامل مع زوجاته )
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله اما بعد : فاليوم سننتقل باحاسيسنا وجوارحنا وعقولنا وقلوبنا الى مواقف الحبيب صلى الله عليه وسلم في التعامل مع زوجاته لنكون له تبعاً صلى الله عليه وسلم نبتغي محبة الله ومغفرته كما قال الله تعالى :
( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
• كان صلى الله عليه وسلم يعرف مشاعر زوجاته وأحاسيسهن فيقول صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها أنى لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت غضبى فإذا كنت راضية فإنك تقولين لا ورب محمد وإذا كنت غضبى قلت لا ورب إبراهيم
• وكان صلى الله عليه وسلم يقدر غيرتهن تقول أم سلمة رضي الله عنها أتيت بطعام في صحفة لي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال صلى الله عليه وسلم من الذي جاء بالطعام فقالوا أم سلمة فجاءت عائشة بحجر ناعم صلب ففلقت به الصحفة فجمع صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة وقال صلى الله عليه وسلم لاصحابه كلوا غارت أمكم ثم أخذ صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة رضي الله عنها فبعث بها إلى أم سلمة وأعطى صحفة أم سلمه لعائشة
• كان صلى الله عليه وسلم يستشيرهن ففي صلح الحديبية عندما أمر أصحابه بنحر الهدي وحلق الرأس فلم يفعلوا دخل على أم سلمة في خيمتها فجاءته بالرأي بأن يحلق وينحر فحلق ونحر وإذا بأصحابه كلهم يحلقون وينحرون
• وكان صلى الله عليه وسلم يظهر محبته ووفاءه لهن ويمتدحهن فيقول صلى الله عليه وسلم إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ويقول صلى الله عليه وسلم لعائشة أنا لك كأبي زرع في الوفاء والمحبة ويقول صلى الله عليه وسلم عن خديجة أنى رزقت حُبها
• وكان صلى الله عليه وسلم يختار أحسن الأسماء والكُنى لهن فينادي عائشة رضي الله عنها ياعائش ياحميراء وكنَّاها صلى الله عليه وسلم بأم عبدالله رغم انها لم يولد لها
• وكان صلى الله عليه وسلم يأكل ويشرب مع زوجاته تقول عائشة رضي الله عنها : كنت أشرب فأناوله الاناء فيضع صلى الله عليه وسلم فاه على موضع فيّ ، وأتعرًّق العَرْقَ فيضع فاه على موضع فيّ والعَرْق: العظم عليه بقية من اللحم وأتعرق أي آخذ عنه اللحم بأسناني
• وكان صلى الله عليه وسلم لا يتأفف من ظروفهن مهما كانت تقول عائشة رضي الله عنها : كنت أُرَجِّلُ رأسه صلى الله عليه وسلم يعني أسرح شعره وأنا حائض وكان صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجري وأنا حائض وتقول ميمونة رضي الله عنها كان صلى الله عليه وسلم يباشر نساءه فوق الإزار وهن حُيّضٌ
• وكان صلى الله عليه وسلم يساعدهن في أعباء المنزل تقول عائشة رضي الله عنها كان صلى الله عليه وسلم يخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه
• وكان صلى الله عليه وسلم يتحمَّل من أجل سعادتهن دخل أبو بكر رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مغطَّى بثوبه وفتاتان تضربان بالدف أمام عائشة رضي الله عنها فاستنكر ذلك فرفع صلى الله عليه وسلم الغطاء عن وجهه وقال دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد
• وكان صلى الله عليه وسلم يعطيهن حقوقهن عند الغضب فذات مرة غضبت عائشة رضي الله عنها مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها هل ترضين أن يحكم بيننا أبو عبيدة بن الجراح فقالت : لا قال صلى الله عليه وسلم هل ترضين بعمر قالت لا قال صلى الله عليه وسلم هل ترضين بأبي بكر قالت نعم
• وكان صلى الله عليه وسلم يهدىء من روع زوجاته ويراعيهن نفسيا حال مرضهن فإذا غضبت زوجته وضع يده صلى الله عليه وسلم على كتفـها ودعى لها اللهم اغفر لها ذنبها وأذهب غيظ قلبها وأعذها من الفتن وإذا مرض أحدٌ من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات ورقاه بيديه
• وكان صلى الله عليه وسلم يهدي لصدبقات زوجاته فإذا ذبح صلى الله عليه وسلم شاة يقول أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة
• وكان صلى الله عليه وسلم يشاركهن الفرحة والسعادة تقول عائشة رضي الله عنها قدم صلى الله عليه وسلم وفي مخدعي ستر فهبت الريح فانكشف ناحية السترعن بنات لي لُعب فقال ماهذا قلت بناتي ورأى صلى الله عليه وسلم بينهن فرساً له جناحان من رقاع فقال ماهذا قلت فرس فقال صلى الله عليه وسلم فرس له جناحان قلت أما سمعت أن لسليمان عليه السلام خيل لها أجنحة قالت فضحك صلى الله عليه وسلم حتى رأيت نواجذه
• وتقول عائشة رضي الله عنها كان صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حِجرتي والحبشة يلعبون بِحِرابهم في مسجده صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم حتى أكونَ أنا الَّتي أنصرف
• وتقول عائشة رضي الله عنها زارتنا سودة يومًا فجلس صلى الله عليه وسلم بيني وبينها إحدى رجليه في حجري والأخرى في حجرها فعملت لها حريرة فقلت كلى فأبت فقلت لتأكلي أو لألطخن وجهك فأبت فأخذت من القصعة شيئاً فلطخت به وجهها فرفع صلى الله عليه وسلم رجله من حجرها لتستقيد منى فأخذت هي من القصعة شيئاً فلطخت به وجهي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك
• وكان صلى الله عليه وسلم يسابق زوجته ويلعب معها تقول عائشة رضي الله عنها سابقني صلى الله عليه وسلم فسبقته على رجلي وسابقني بعد أن حملت اللحم فسبقني وجعل يضحك وقال هذه بتلك
• كان صلى الله عليه وسلم يتنزه معهن ويصطحبهن ويتحدث اليهن كما كان منه مع عائشة رضي الله عنها
• وكان صلى الله عليه وسلم يحب أهل زوجاته فعندما سئل صلى الله عليه وسلم أي الرجال أحب إليك قال صلى الله عليه وسلم ابوبكر
• وكان صلى الله عليه وسلم يمهلهن حتى يتزين له فعن جابر قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقال صلى الله عليه وسلم أمهلوا حتى تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ أي تسرح شعرها وَتَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ أي تزيل الشعر الزائد في جسدها
وللحديث بقية بإذن الله
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فتوبوا اليه واستغفروه انه هو الغفور التواب الرحيم
الخطبة الثانية
اما بعد : فمازال الحديث متصلاً عن مواقف الحبيب صلى الله عليه وسلم في تعامله مع زوجاته فمن ذلك انه :
• كان صلى الله عليه وسلم يوصي بقبول الطباع الحسنه والتغاضي عن الطباع السيئة فيقول صلى الله عليه وسلم لايفْرًك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر لايفْرًك أي لايبغض
• وكان صلى الله عليه وسلم ينهى عن نشر خصوصيات الزوج مع زوجته فيقول صلى الله عليه وسلم إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها
• وكان صلى الله عليه وسلم يتطيب لهن تقول عائشة رضي الله عنها كأني أنظر إلى وبيض المسك في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته بدأ بالسواك
• وكان صلى الله عليه وسلم لايضرب ولايعنف تقول عائشة رضي الله عنها ماضرب صلى الله عليه وسلم امرأة له قط
• كان صلى الله عليه وسلم يواسيها ويمسح دموعها فقد كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأبطأت في المسير فاستقبلها صلى الله عليه وسلم وهى تبكي فجعل صلى الله عليه وسلم يمسح بيديه عينيها ويسكتها
• كان صلى الله عليه وسلم يثق بزوجاته فقد نهى صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلاً وأن يخونهم أو يلتمس عثراتهم
• كان صلى الله عليه وسلم يتفقد حالهن ويسأل عنهن فيدورصلى الله عليه وسلم على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار
• ومن عدله مع زوجاته انه كان صلى الله عليه وسلم اذا أراد سفراً أقرع بين نسائه فيصطحب معه من تقع عليها القرعة
فكونوا من خير الناس لأهليهم كما كان صلى الله عليه وسلم وهو يقول :
(خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي)
اللهم اجعلنا ممن يطبق سنته ويحضى بشفاعته ويشرب من حوضه صلى الله عليه وسلم
اللهم اجعلنا ممن يتبع سنته ويحضى بشفاعته ويرد الى حوضه واجعلنا ممن يجالسه في الفردوس اعلى الجنه
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ورضي الله عن زوجاته امهات المؤمنين